الأحد، ديسمبر ٢٤، ٢٠٠٦

عن أولئك الذين ألقاهم بموقف المنيب أو عن الازدواجية

أمنع عنك الحرج مقدما في أن تتهمني بالازدواجيه وأحرمك من متعة اكتشاف أمريكتين جديدتين ، فلم أكتب ما كتبته إلا لأنني ازدواجي ، أتيه بين مقعدي المؤدي لإحدي فنادق الزمالك واخر _ غير مريح _ متجه لقلب الصعيد
بين رابطة عنق و" لاسة " من الاسموكن ، بين لاب توب و" رادوي " ، بين سلطة الكرنب وقطعة من اللفت المخلل لأحقاب طويله ، بين مضغ قطعة الفينو وتهشيم " كسِرة " البتّاو ، بين رشفة من زجاجة مياه معدنيه وقربعة من " نحاسة " تقبع فوق "زير" فخاري
بين لهجة غليظة تقرقع في فضاء حلقي ، وأخري أجنبية تخرج في انكسار حروف غريبة علي اللسان
إن ما فعلته توّا هو الازدواجية بعينها ، حينما أمنعك متعة اكتشافي وأداهمك _ دون استئذان _ لأحرق لك النص

عن ذلك المنياوي الذي قابلته في موقف المنيب ، الذي انبهر لكوني أجيد القراءة والكتابة وأرتدي جلبابا يظُهر من عنقي أكثر مما يُكسي ، حينها تبسمت وسألته
- منان حضرتك ؟
- م المنيا
- يا مرحب _ ببقايا ابتسامه _
- والله انا نفسي أنزل الصعيد
حينها انطرحت ارضا من الضحك ، لماذا ألوم جارتي "أم عماد" التي تتمني رؤية الصعيد وهي التي لم تغادر " دير الملاك " منذ ولادتها ؟ إذا كان ذلك الشب الذي " يدوبك " ترك أهله " بالكتير " من عامين يتمني رؤية الصعيد !!!!
عن ذلك الرفيق الذي كان يشاركني الغرفة " بأبي قتاده " ليصحو متأففا من رائحة ترعة الزمر ، وأنا أتبسم عندما تمر بذاكرتي لحظات ارتطامنا سويا بترعة الابراهيمية بعد تبارينا في " مين هيسخّم نفسه اكتر "

عن الفتاة التي لم تمض أكثر من سويعات بالقاهرة " بعد اسبوعها الأول بالجامعه " وهي تنظر بتقزز للسيدة التي في مثل سن امها " إيه الأرف ده ؟ "

عن تلك " المفعوصة " التي " شمّت " نفسها كونها بالثانوية العامة فترمقني بعين مستنكرة عليّ احتضان عم رزق " بياع الجرايد "
عن ذلك النطع الذي أرهق شعر رأسه من " الجل " يخبرني في " عنطظه " مكشوفه أنه من " الأشراف " وانا الذي أعرف تاريخ عائلتهم ابتداءا من أبيه الذي لم يراع الله في " الأنفار " حينما كان " خولي " وكان يقيد " جحشه " نفرا من الأنفار !!!!! انتهاءا بجده الأكبر الذي وجد مذبوحا بحقول القلقاس في ملابسات هتك عرض معروفه

عن أولئك الذين يجتمعون لا لشئ سوي الرغي في قصة " كتّاب الأقاليم " والظلم الواقع عليهم _ هناك _ في بلادهم وهم يرتشفون " الكابتشينو " ويمتعضون حينما أطلب " حيّاقه " ثم معقبا " حلبه يعني "

" عنهم " حينما تخلو كتاباتهم من أي شئ سوي " الحداثة ، التحرر الفكري ، الايديولوجيات ......"

إلي صاحب هذا الإهداء " إلي ملهمتي أجاثا كريستي " لأفاجأ انه من أبناء "كوم الصعايده " حيث أعدم الحلبي بالخازوق علي بعد خطوات من موطنه ذات يوم
عن تلك التي ترمقني بالاتيليه بعينين جائعتين حتي تدهسها نظراتي المتوثبه فتثبط همتي السيئه بأنها ليست هي من تخون زوجها !!!!!!!!

ولا زلت امتلك " قلّة قناويه " لجوار " كولمان " في مدخل شقتي التي أغطي سيراميكها بحصيرة " بِرد " وصفيحة ممتلأه " بالكشك " و" عمود " بتّاو يقف منتصب لجوار النيش

الثلاثاء، ديسمبر ١٢، ٢٠٠٦

الأحد، ديسمبر ١٠، ٢٠٠٦

هاكونا ما طاطا

دائما ما كنت أربط أشياء بعينها بأشياء تحدث لي ، حتي بدا الأمر لي بصورة مرضيه ، كثيرا ما أخبرك أن اللحظة التي نحن عليها الان حدثت لي من قبل كاملة دون نقصان ، نفس أكواب الشاي نفس المقاعد ، ذلك الشخص الغامض القادم من بعيد هو نفسه ذلك الذي رأيته من قبل ، حتي تعودت أنا علي هذا الأمر ، وتعود الأصدقاء علي ذلك وعلي تلك الجملة " مش ممكن الموقف ده انا مريت بيه بكل تفاصيله قبل كده " فليس غريبا ولا جديدا ما أود أن اخبرك به الان من فيلم " الملك الأسد " قد مررت به ولا زلت _ أنت وأنا _ حتي اللحظة المقبلة ، والتي لا يعلم غير الله متي تنتهي قد مررنا به من قبل
" الملوك زي الشموس ، يوم شروق ويوم غروب ، وهيجي يوم يا ...... شمسي فيه راح تغيب ، وشمسك انت تطلع تنور دولة الملك الجديده " من فيلم لايون كينج ومن وصايا رئيس عربي لولي عهده




" امشوا ورايا وأوعدكم تخلصوا من الجوع مش هقول أبدا لأ طول ما أمري بينكم مطاع ، هفرشلوكم المستقبل لحمه أول ما اتلايم علي القمه ، بس خدوا بالكوا من حاجه مهمه ، انتوا من غيري مالكوش لازمه " علي لسان الاسد سكار في نفس الفيلم وكل رئيس دولة



" رغم كل الهموم ، هقبل مكان موفاسا ، وبالرغم من كل الأحزان لازم نبدأ فجر عهد جديد تتعايش فيه الأسود والضباع ، نتقدم معا نحو الانتصــــــــــــــــــــــارات ، والمستقبل الزاهر " رئيس جمهورية عربيه لحظة تسلمه السلطه



ومن ساعتها يا عم الحج وانت أكيد مرت بك نفس اللحظات




السبت، نوفمبر ٢٥، ٢٠٠٦

رحلة في عقل السيد م . ط

داهمني الوغد مخترقا عقلي ليهيج مشاعري بعد أن تناسيت وأرسل لي جزء من تلك المؤامرة السداسيه

"سدس ثان

القاهرة 256 كم/س.

المسافة بين جفنها والبكاء كالمسافة بين شبرا وساحة الاوبرا، بدينة بعض الشيء ولكنها عطوفة، وبين رنات هاتف محمول وبعض الرسائل تزداد الامور تعقيدا، ربما تجدر الاستعانة بصديق ليخبرها عن الاحوال، لا بأس باستراق بعض الوقت بين الذهاب والعودة، قدرها ان تحب شابا من خارج حدود المحروسة، تنتهي القصة باسمها مقترنا باسم آخرعلى بطاقات الزفاف."

من قصة " رحلة في عقل السيد م. ط لأبن أدم

الاثنين، نوفمبر ٢٠، ٢٠٠٦

انقطاع السعال

الكون يلفه الهدوء ، الهدوء الذي يملأه علي استحياء ، تشوبه الأصوات المنبعثة من كل بيت ومنطلقة من فوق كل مئذنة ، لتؤذن بفجر جديد .

والحركة التي تسري ، بادئة بحركة الأجساد فوق الأسّرة والكنب والأرض مستعدة للنهوض لصلاة الفجر ، الحركة التي تبدأ بالبحث عن مفتاح اللمبة ، الحركة الصادرة من ترباس الباب ، لتكون الحركة الأخيرة سعي الأقدام ناحية المساجد .

كل الحركات تتدرج بالشوارع في إيقاع مكرر تكاد لا تميزها .

لتبقي حركته ... لا تخطئها أبدا ، تبدأ بفتح الباب وتنتهي بحركة اللسان ، بين فكين عجوزين ، يلهج " كريم يارب " .

لو رافقتني – يا صديقي – في تلك الرحلة اليومية ، لعرفت أنني لا أكذب عليك ، لكنت استشعرته مثلي ، أعرف أن بدايتك معه لن تختلف عن بدايتي . حتما ستبدأ من سعلته الشهيرة – المنطلقة – باستمرار وقت أن يواجه جسده النحيل هواء الكون ، إن كان برداً شتائياً أو نسيماً صيفيا

قالوا إن تلك السعلة ناتجة عن شربه للسجاير لأحقابٍ طويلة ، وقالوا لأنه أدمن – الحشيشة – وقيل لأنه مريض سل، أثر نومه بالعراء عندما كان خفيراً وعندما كان مجنداً في 48 .

لكنني أقول – وأعرف ثقتك بي – إن سعلته ليست نتيجة لأي سبب سوي أنها جزء من تركيبته العضوية وأؤكد – أنا صديقك – علي أنه ولد وعاش وهرم ساعلاً .

بدايتك معه ستكون سُعاله ، لتقف – بعد لحظات مثلي تماماً – عند صناعته السيجارة - نعم صناعته-

أجده مقرفصاً مكوّراُ جوار حائط بيتنا عجوزاً نحيلاً ملتفحاً – نفس اللاسة - ، يضم عضديه لضلوعه ، يحرك ساعديه – في ثبات - ، يخرج بيده اليمني من الصديري علبة صفيح ، لم ينل منها الصدأ ، يضعها أمامه علي الأرض ليضع يده اليسري في – السيّالة – مخرجا دفترا صغيرا يلتقط منه وريقات رقيقة ويغلقه ليعيده لمستقره – انتبه معي – إنه يطبق ألان بإبهام يده اليسري وأصابعها علي ورقة من الوريقات في اللحظة التي تحاول اليد اليمني مستعينة بالأرض ، فتح علبة الصفيح ، نجح في فتحها وانتهت مهمة يده – تابع معي – لقد بدأ توّاً إبهام اليد اليسري في التحرك يميناً ويساراً علي الورقة ، الدور الآن مهيأ لإبهام وسبابة ووسطي اليد اليمني لالتقاط التبغ .

انتهي دور إبهام اليد اليسري ، ليبتعد قليلا ، مع حركة اليد النصف دائرية ، حاملة الورقة ، بأصابعها الأربعة المتبقية ، ليبدأ العد ثلاث حفنات – شبه متوسطة – من التبغ ، تقوم بنقلها أصابع اليد اليمني الثلاث لتحتضنهم ورقة اليد اليسري .

حان وقت إراحة الأصابع ، لتبدأ الكفوف عملها ، كف اليد اليمني يضغط برفق ، علي الكف الأيسر ، انتهت الكفوف من العمل سريعا ، لا مشقة في ذلك ، تعاود الأصابع عملها ، يشترك الإبهامان ، الأيمن والأيسر ، والسبابتان والأوسطان لكلتا يديه إنهاء العمل

يقترب وسطي اليد اليمني ، من وسطي اليد اليسري حتى يتلامسا ، ويلتصق كل سبابة بوسطي يده ، ليصنعا سيراً توضع عليه الورقة المحمّلة بالتبغ ، ثم يبدأ الإبهامان ، في طي الورقة ولفها ، بدراية الخبير الماهر ، لم يتبقي سوي ختم ، ليصرح بتداول السيجارة ، بالفعل يستحلب لسانه ليمر بطرفه في حركة خاطفة علي ناحية من ناحيتي الورقة .

الوقت وقت الخبراء المدربين الأمناء ، انسحبت كل الأصابع لم يبقي إلا التي ستحتضن السيجارة

إبهام ، وسطي ، سبابة اليد اليمني يبرمون مؤخرة السيجارة .

أعرف أن الصورة التي أنقلها لك غامضة، إذ من المؤكد أنك ستتساءل ولماذا أكدت أنني سأقف عند لفّه للسيجارة ؟ أعترف أنني كغيري من الكتّاب ، قد أخطئ في ترتيب صورة قبل أخري ، إذ كان لزاما عليّ أن أنقل لك صورة يديه أولا

"إنه يناديني ، وأنا حافي القدمين ، أرتدي لباسا وفانلة لونها الأصلي أبيض ، إنها نفس الأيدي التي تعمل أصابعها في مصنعه الخاص للسجاير ، لكنها مرتعشة ، نعم مرتعشة ، وقد أمسكت بمحفظة كبيرة جداً من الجلد الأحمر الدموّي ، تنتهي بسلسلة ذات طرف مندّس بين طيات جلبابه "

من قصة " انقطاع السعال " 2002

الجمعة، نوفمبر ١٧، ٢٠٠٦

هو .. والطريق .. والكــــــــــــــــــــــــاس



عبد الرحيم ما راحش من بالى

الليل عتر فى الشمس قايمه لى

على حيلها لا بتقعد ولا بتمشى

ولا خد ميزان الخير على غشى

ولا خداعى

ولا عاتبنى وقال مفيش داعى

والليل عتر فى الشمس بالصدفه

القاهره فى ديل المعزيين

يوم ما الحبايب يشبهوا المعازيم

وعساكر البلديه .. والتنظيم

بيشيلوا بالقفه

عيونى وعيونك يا عبد الرحيم

حفظنى دور الأوله بتحلم

هكذا .. رثاه " فؤاد حداد "

فيه طير بيرجع لعشه

وطير بيفضل مسافر

وطير ماهوش لاقي قشه

وطير مهاجر مهاجر

وهكذا .. رثا نفسه

إنه واحد من أعذب الأصوات التي قدمت إلينا مع فيضان النيل قادما من الجنوب

إنه " عبد الرحيم منصور " الذي ترددون كلماته وفي أحيان كثيرة لا تعرفون أنه صاحبها

انتهي الصديق العزيز " باهي " من العمل أخيرا في موقع اشعار مصريه

وأنا وإن كان لي هذا الحق أشكره علي هذا المجهود الكبير الذي بذله في التمهيد والجمع والترتيب لموقع عمنا عبد الرحيم منصور

رابط الموقع

الجمعة، نوفمبر ١٠، ٢٠٠٦

لا تعليق

حينما تأملت في هذه الصورة بعد عام من توقيت ان لقطتها لم اجد أي تعليق

الجمعة، نوفمبر ٠٣، ٢٠٠٦

إحنا مالنا

الجو هادئ ومنعش ونحن ننسحب من ضوضاء اجتماع المثقفين ووزيرهم متجهين ناحية الاتيليه يرقبنا الصغير والكبير ، الباعة وراكبي العربات الفارهه ، المتسولون والمتسولات ، حتي قطط القاهره الضاله ، ربما المشهد مثير فعلا ، رجل كبير وشاب يرتديان جلاليب من نوع خاص ومن قماش خاص ايضا ، ربما مشيتي ؟ ربما نظراته الذئبيه؟ ربما صوتنا العالي _ جدا _ في الضحك ؟ أو ربما لهجتنا التي ينقسم عليها الكثير من أبناء القاهره ، فما بين معجب ومنبهر ، وبين ساخر مستحضر كل النكات السمجه عن بلدياتنا
إنها ليلة رمضانيه جميله هذا كل ما استطيع أن اخبرك به دون شك ، كنا قد قررنا سلفا أنه في اللحظة التي سيداهمنا فيها الملل سنتوجه فورا لأقرب مكان يستطيع أن يغسل ذلك الملل وينزل أدرانه من علي أجسادنا
اصوات أولئك المتحمسين لاول ايام رمضان تعلو من مكبرات الصوت عند الاقتراب من كل مسجد ، كما أن اصواتا أخري متحينة الفرصة الرمضانيه لتخرج ما في جيبك وهو قليل .أصوات الباعة المتوثبين للقفز والنط والعدو ، عند سماع صفارات الأنذار ( البلديه ) لافتات اولئك الرابحين في معارك الانتخابات تخرج لسانها وتدعوك أنت بالذات دون اي أحد يسير لجوارك لأن تحضر مائدة الرحمن ، الفوانيس التي عجزت وهي تبحث عن طفل يمسك بها متغنيا وحوي يا وحوي وهو يدورها في الهواء فقررت هي أن تغني اي شئ لئلا تنقرض كما يفعل مطربونا هذه الأيام . في وسط كل هذا الصخب اجتررت أنا وهو الذكريات كل منا يرجع بذاكرته حيث يتسني له وحيث سماحية عمره ، هو يعود للستينات وانا أعود للثمانينات ، افران الكنافة الطينية وأدخنة البوص ، محمد رفعت قبيل المغرب ، النقشبندي بعد الاذان بهنيهه ، الأستعداد لصلاة العشاء ونزوح الصبيات لطلمبات المياه وحركتهن الواحده وهن يحملن الحلل الالمونيا لتصب للمتوضئين ، جلسات ما بعد الفروغ من التسبيح ، الطبلة الضخمة والتي لا ينادي عليك حاملها باسمك في ميوعة تسد نفسك عن وجبة السحور .
وقفنا ننعش رئاتنا بالهواء الذي ينبعث من لا مكان محدد عند مواجهتك لميدان طلعت حرب ، راعنا المشهد وهو ليس جديدا ، مشاجرة من تلك التي أنعم الله عليكم سكان القاهرة بمشاهدتها يوميا ولتكرارها أصبحتم كمن يلقي نظره علي فيلم أبيض وأسود عند ولوجه للمنزل ، فما يكون منه سوي الاستمرار متجها صوب غرفته ، اقتربنا أكثر
" عيب يا ولدي انت وهو هتقطعوا بعض علي أكياس زباله ؟ "
الثمانينات وإن كانت أحسن حالا من الان فهي لا ترقي للستينات فشددت علي يده
" يا عم احنا مالنا ما ياكلوا بعض "
رمقني بنظرة أعرفها
" ياكلوا بعض ؟ ما هم بكره هياكلوك "
انحدرت يشدني ناحية الأتيلية وحتي هذه اللحظة كلما مررت هناك يرن باذني " ما هم بكره هياكلوك "
لم أعي الكلمة إلا بعد عامين في نفس المكان كان أولئك الذين نهرته لئلا يمنعهم من الشجار في انتظاري لكي يفترسوني
8 رمضان سنة 2004 م

الخميس، سبتمبر ٢١، ٢٠٠٦

وحدي لكن ونسان كده بوحدتي

يا للروعة ، أي إحساس في العالم أجمل وأمتع من إحساسك الآن وأنت تكتب لنفسك ؟ كيف غابت عني تلك الفكرة ؟ أن أتواري بجوار حائط واكتب ، شعور مفعم بالسعادة وأنت وحيد بعيدا عن أولئك وهؤلاء ، تكتب لك وحدك وكل الباقين إلي الجحيم ، أنت قررت سلفا انك ولدت لتكتب ، منذ أن طلب منك ذلك البدين متحديا وأنت في السابعة من عمرك أن تكتب عن البرامج التعليمية ، فرحت تكتب عن ذلك الممثل العبقري مكتشفا قانون جاذبية جديد بأن هذا الرجل اصنج

أتيحت لك الفرصة الآن ، كيف غابت عنك أيها الغبي أن ترحل من عالم يكتب لغيره ، إن أعظم ما كتب في التاريخ هو ذلك الذي اخرج للتاريخ لسانه لأنه لم يسجله ، كيف نسيت بهذه السرعة عراكك مع " الرجل الذي كان والمرأة التي لم " حينما قال إن الأدب عمل اجتماعي إن لم يري النور فلا جدوى منه ؟

مالك أنت وهؤلاء الذين يضعون ملصقات تحذر من أن هذا – الإبداع – ملك للسيد فلان الفلاني أو السيدة فلانة الفلانية وليس للبيع

مالك أنت ومن يتغلغلوا في أنسجتك لا لشيء سوي العبث بشرايينك والكتابة بالطبشور علي أوردتك وهم لا يسمعون صراخ جمجمتك

أنت تكتب الآن للمرة الأولي وأنت مطمئن أن لا س ولا ص سوف يمارس عادته السرية بالنبش في أغوارك ، قال لي مرة أن الوحدة شيء عظيم لا ينال شرفه إلا أولئك الذين أنعم عليهم الرب بهذه النعمة

كان يستفزك أنه بكبسة زر يستطيع أن يعريك ، بل لا يرضي غروره ذلك فيبادر حاملا مشرطا لتشريحك

أنا الآن استشعر روعة ما كنت ابحث عنه طيلة حياتي

السبت، سبتمبر ٠٩، ٢٠٠٦

ما بلاش اللون دا معانا

ليك في البني ؟
وكزني ذلك الوغد وهو يعلم تماما أن لي في البُنَي وهو يناولني إياها ، لتتسارع أناملي لتجعل من " عدويَه " صاحب الصوت الأعلي بالمكان
يرتدي عدويَه ثياب جديده غير ثياب المطربين أو ربما تخيلت ذلك من البُنَي
يحذرني عدويه من ذلك اللون بالذات وكان يقصد دون شك اللون البُنَي
لكنني لم استمع لنصائحه ، فسارع بشدي إلي مغبة " جوز والا فرد "
كل الأحبة اتنين اتنين وانا لوحدي ما ليش حد
ثم يطبطب عدويَه عليَ " بحبة فوق فوق وحبة تحت "
والا اللي ساكن فوق مش سائل في اللي تحت ؟
كله علي كله لما تشوفه قله ، في رمزية مكشوفه لرجال الأمن _الشرفاء_ لعصر الانفتاح
دا لو الباب يخبط نعرف بره مين ،
ثم يستزيدني الوغد بُنَيا متحديا عدويَه وفي اللحظة التي يطلب فيها البُنَي شويَة أصفره أو أحمره يحدثني الأستاذ عدويه عن بنت السلطان
وفي الهنيهة التي " تديه الحلوه أكتر " يناولني الوغد المزيد من البُنَي
بعدها يعاود عدويَه _ باصرار منَي _ " الحوجه مُرَه وبيحوجونا " وهو ينادي الراسي راسي من غير مراسي معلنا في سخرية منَي " دا زي ما يكون فرح وجينا من غير ما صاحبه يكون داعينا " ثم يخرج لي لسانه " طالبا أن " أسرح أروَح لأنني جئت لأفرح ما لقيت مطرح ولا كراسي
وهنا اطلب بنفسي من الوغد المزيد من البُنَي
ليقضي عدويَه في نعومة رجال الشرطة " التي من كثرة ما خدمت الشعب صارت هي والشعب في خدمة الوطن "
معلنا في هدوء مميت " السح ادح امبو ادي الواد لأبوه " حينها شفع لي البُنَي أن أردد _ مبسوطا _ " عايز جمال علي قد الحال يعوَض صبري اللي طال "

الجمعة، أغسطس ١١، ٢٠٠٦

كثير من الكره قليل من الحب

كانت " مي " ومنذ كانت طفلة لا أخجل أن احملها وأطوحها في الهواء تلقي بالأسئلة الشائكة في وجهي وتمضي وكأنها تريد فقط أن تخرج لي لسانها وفي قرارة نفسها تردد وهي تنط فرحا " عمي مش عارف يجاوب "

وهذه المرة فعلتها وهي بنت الأربعة عشرة حول ، فعلتها ولم تمضي علي غير العادة ، أصرت أن تسمع مني الرد .

" هو احنا بنتخانق مع إسرائيل ليه "

هي بدورها من الجيل الذي يتربي علي شبكات الدش ذي الستة عشرة قناة كلها تغذي الفكر المصري بأفكار اقتصادية جديدة ، لكي تصبح من الأثرياء عليك بانجاب مطربة ، فقد أصبح من السخف أن تسأل صغيرة عن مستقبل تتمناه فتجيبك دون تردد " دكتورة ، ابله في مدرسة ، مهندسة ........... " لأن الإجابة تغيرت

وهي ألحت في السؤال " هو احنا بنتخانق مع إسرائيل ليه ؟ "

كعادتي افتعلت أزمه لأهرب من الرد " هو انتي بتعوجي لسانك لا كده ؟ بقيتي من مصر خلاص وبتقولي " ايه وآه " ؟

لكن السؤال الذي طرحته الملعونة لم يرتبك في عقلي كما ارتبكت هي بالحركة الخاطفة الوغده التي قمت بها هروبا من الفتاه ، ظل يطاردني " هو احنا بنتخانق مع إسرائيل لا؟ "

القضية أصبحت خطيرة ، لقد شككتني تلك اللعينة في قضية محتومة كالجنة والنار ، والثواب والعقاب ، والشياطين والملائكة ، قضية تلتصق بذهن كل واحد فينا كاسمه وديانته ونوعه ، لكن هل كل ما ذكرته ثوابت؟ وهل هناك ثوابت في هذا الوطن ؟

هل من الممكن ان تطرح علي نفسك السؤال مرة أخري ؟ الاجابه بسيطه بنتخانق مع إسرائيل علشان هيه اللي بتتخانق معانا وعلشان احنا رجاله وعندنا كرامة لازم نتخانق معاها ، أبسط حاجه إسرائيل بتكرهنا فلازم نتخانق معاها

أين أنتي ايتها اللعينة لأشفي غليلي وأفحمك بهذه الاجابه ؟

بس يا عم احنا هنكرها ليه؟ هو احنا مش فيه بينا وبينهم سلام ؟

أي سحابات سوداء حركتها تلك الطفلة التعسة علي دماغي ؟

هل فكرت في تلك الكارثة من قبل ؟ هل انت تكره إسرائيل فعلا؟ وان كنت فما الداعي ؟ هل لأنها في قرارة رأسك تكرهنا ؟

وهل كرهك لها بهذا الشكل كافي ؟ إنه يبدو كالكره السينمائي " مفتعل يعني " الكل يكرهها فأنا بالتالي اقوم بعملية الكره ، إنه ضرب من الجنون إذا أن تتعارك معها لأنك ستخسر أو قد تخسر فعليا لأنك لم تحدد لماذا تكره عدوك

زمان كنا واحنا عيال يقولولنا ، " لو حد ضربك قبل ما تنام تضربه " لم نكن ندرك لماذا لكن كانت طريقة ناجحة في الثأر ، كان الهدف منها ألا تجف دماء الغضب والكره الفائرة بعروقك بعد فوات الوقت فتتعارك مع عدوك ومخزونك من كرهك له ضئيل فتخسر

الأخطر من ذلك أن تتعارك مع عدوك وإن كنت تكرهه بأي نسبة ولكن حبك لذاتك ضعيف

لن أطلب منك _ أنت _ أن تكون صريحا مع نفسك _ أنت دائما صريح وأعرف ذلك _ لكن سأطلب من وغد مثلي أن يكون صريحا

إن مخزون كرهي لأعدائي صنعته السيما والكتب ، أكره اسرائيل لأن ذلك القاتل _ ابن الكلب _ قتل احمد ذكي فمنع ناهد شريف من الزواج به ، واسرائيل بترت قدم محمود ياسين في احدي المعارك ، وحاصرت محمود مرسي وعساكره في هجوم متكرر علي الممر ، واسرائيل حبست أنفاسنا جميعا حتي المشهد الأخير الذي رجع فيه محمود ياسين لبدور ، واسرائيل هي التي قتلت عبد الله محمود في طريقه إلي ايلات ، وهي التي قتلت صلاح السعدني في حصار لا أخلاقي للمر الذي كان يذود عنه ورفاقه ،

هذا بالنسبة لي كمصري أما علي مستوي الأمة العربية _ وريادتنا _ فالقضية بين اسرائيل وفلسطين أصبحت بالنسبة لنا أرقام ، أرقام مفرغة ، لم أتوقف مرة أمام أي رقم منها لأكتشف أن ذلك الرقم شاب أو فتاه أو رجل أو طفل حتي صارت القضية مجرد خناقه بين فريد شوقي ومحمود المليجي

فهل يكون من المتوقع أن أتعارك واكسب وأنا ذاهب لكي أنتقم لأحمد ذكي ، ومحمود ياسين ، وعبد الله محمود ، ومحمود مرسي ، وصلاح السعدني ؟؟؟؟

سوف أعتبره كافيا لكي اتأهب للشجار ، ولكن ما لايعرفه العامة أنك لكي تثأر ممن قتل عمك أو أبوك أو أخوك يجب أن تتعلم وتحدث نفسك يوميا بالقتل ، وذلك كان أهم أسباب انعزال الكثير من أهلنا بالجبال حتي يعودوا وقد ثأروا لتنصب أصونة العزاء ، في هذه المرحلة يشحن الفارس _الذي أخذ علي عاتقه الثأر_ نفسه بأنه قدها وقدود

إذا أنا أيضا يجب أن أتأهب واشحن نفسي ، فلا أجد أصدق من نادية الجندي في كل مهماتها في تل أبيب .

وأطواق الرياحين التي سيطوقني بها المعلم محمد رضا عند عودتي منتصرا ، إذا أنا مستعد وجاهز للمعركة _ علي بركة الله طبعا _

ملحوظة

في معرض بحثي عن أية مجلات للنصر القديمة ، وكتب العبور العظيمة ، لأستعرض بها علي تلك اللعينة الصغيرة ، وجدت شيئا مما كنت أقوم به وأنا صغير من استمتاع بالتسجيل بصوتي لأشعار" عبد الرحمان الأبنودي " وأقوم بسماعها وبالصدفة البحتة والله وجدت " علي أبو العيون " أرجوكم اسمعوها "

السبت، أغسطس ٠٥، ٢٠٠٦

لزوجة ما قبل الانصهار

لم أخطط يوما لعمل أي شئ في حياتي ، أظن أنني لم أوعز لوالدي وهو في تلك السن أن يضاجع أمي ، لينتهي بي المآل ملفوفا في كومة من عروش الطماطم ظنا منهم أنني لفظت أنفاسي الأخيرة لمجرد استنشاق هواءكم

لم اقرر سلفا أن يغرز بجسدي النحيل ذلك الطبيب عقاره الخاطئ لأعرج بقدمي أمام الضابط الذي استوقفني أمين شرطته يسألني عن موقفي من التجنيد

لم يكن قراري دراسة الكيمياء ، لينتهي بي المآل مدرسا للعلوم بالأجرة ، ثم مقرقرا * في شوارع القاهرة أبيع وأشتري في لحوم المرضي

لم أقم حتى بإنشاء هذا الشيء الذي كلما أردت التقيؤ هرعت إليه بل تكرم به عليَ صديق

لم أقرر حتى علاقتي بتلك الآدمية التي ظلت تسكب بأذني- كلام- ما يقارب المليون ساعة وأنا في أسعد لحظات شرودي و تأملي لقط وقطه يتصارعان من اجل صرصار متعفن بجوار شجرة أم الشعور المواجهة للمجلس الأعلى للثقافة

لم اقرر حتى لمن سأمنح عذريتي حينما منحتها في إحدى الفنادق

لم أقرر حتى أن أكتب هذا الهراء بنصف جسد قلم وورقة من بطن علبة سجائر وذلك الكريه يرمقني بزيه الأبيض وحزام وسطه وكتفه يخرجا لي لسانهما في محطة المترو

هل هذه المقدمة الأسخف من ذلك الكائن ذي الزي الأبيض هي أول خيط أغزله في نسيج كرهكم جميعا ؟

أنت ، في أي مكان ، في أي حالة تمثيلية تمارسها ، في تبسمك السمج ، وفشخة حنكك القبيحة ، وادعاءك اللامنتهي بأنك أنت الوحيد في مجرتنا الذي يعرف ،

أنت بنظرتك القلوية التي تبعث بنفسي الضجر مدعيا أنك تمد يدك لفقرك الشديد ، وأنتي بعرض ذلك اللقيط علي ذراعك ، وأنت الغبي الذي تمنحها بدلا من أن تمنح جسدها – الذي تشتهيه في قرارة نفسك – لأحد الذئاب

وأنت الممدد فوق أرصفة مدينة الموتى ، وأنت يا من تمنحني نظرة الشفقة وأنا أعبر الطريق ، وأنت يا من تبيعني علبة الدخان البيضاء المكتومة الأنفاس لأن هناك نطع آخر تدس الصفراء له ماذا تتوقع مني غير تلك النظرة اللزجة ؟ وأنتي باردافك المتبخترة مستنكرة عدم خروج لساني ليلعقها ، وأنت حين تمنحني جريدة الصباح لا تتعجب حينما أضم شفتي وابصق عليك

وأنت بلحيتك المصطنعة وجلبابك وتلك اللفة الأفغانية وعبادتك للمعز لدين الله الحويني لا تنتظر مني ألا اسبك وأسب اسحاقكك

وأنت حينما تقدم لي زجاجة البيرة بالحرية وتدعي أنك ستخدمني بشراء شرائح البطاطس لأن الترمس قد نفذ- لوجه الله - ولا تعطيني الباقي ظانا أنني لن اصدر صوتا رخيما قميئا من فمي ومنخاري والعن أبو أبوك

وأنتي حينما ترمقيني في استعطاف رذيل لكي تحتلي مقعدي لأن مؤخرتك تعبت من عبث ذلك الذكر الذي يحتك بك لا تنتظري أن أكون اقل ذكورة منه

أنتم جميعا في لحظات نشوتكم الكبرى بتمزيق جسدي في غرفة معتمة وعصابة تحجب هذه العتمة أعرفكم وإن وضعتموني في غيابات جبكم

أنت في وقوفك محاذرا تتقي قطع شعرة معاوية في صداقتنا ، لماذا تستنكر تمزيقي لمعاوية نفسه ؟

هل لأنني عجزت عن اتخاذ أي قرار قد قررت الآن اتخاذ كل هذه القرارات !!!!!

كرهي لك في حالتك التمثيلية وتبسمك السمج وفشخة حنكك ، ولك في تسولك المقزز ، ولكي في بيع أحد أعضاءك التناسلية ، ولك في أثناء متاجرتك بي ، وأنتِ بأردافك المتعطنه ، وأنت بلحيتك الصناعية ، وأنت في أثناء فهلوتك المصرية ، وأنتِ في استعطافك الكريه ، أنتم في عرض قوتكم وتجبركم المزيف أ ك ر هـ ك م ............

الثلاثاء، يوليو ١١، ٢٠٠٦

السيدة ج . ر

لم تكن لهذه الرسالة التي وصلتني من السيدة ج . ر القاطنة بدير النحاس أي علاقة بالبوست " القادم " فهو منذ فترة يقبع في درج المكتب ، إذ لا زلت لا أقوي علي القذف " لامؤاخذه " فكريا إلا علي الأوراق ولم استطع أن أضاجع الكتابة علي لوحة مفاتيح

إلي السيدة ج. ر القاطنة بدير النحاس لا تقرأي المدونة القادمة ، المدونة فيها سم قاتل

(عارف بقى ولا حاجة من التخاريف بتاعتك جميلة اد فيلمك المفضل

you have got email

اقولك حاجة كمان انا اول مرة اتفرجت عليه فضلت 3 ايام مش عاوزة اتفرج على التلفزيون نهائي

طبعا فهمت اننا معندناش غير تلفزيون وطبعا من ردي المتأخر(زمنيا)عرفت انى شفت الفيلم بعد ماتهرى عرض فى سينمات العالم الداخلي والخارجي

على فكرة انا معرفتكش بنفسي

بس برضه اكتشفت انه مش مهم تعرفنى من اصله

اهو احنا اى اتنين بيقولوا اى كلام

سعيدة بيك

اقصد بفيلمك )

الثلاثاء، فبراير ٠٧، ٢٠٠٦

لأنك ميت

لا شئ في هذا العالم يدفعك أن تتمسك بالحياة ، لماذا تجلس كالجرذ تنتظر نهايتك المحتومة؟ أنا شخصيا جربت الانتحار ثلاث مرات وفشلت ثلاث مرات أيضا . أخر محاولاتي كانت نوعا من السخرية ، ابتلعت 120 سيجارة رديئة الصنع ولم تكن النتيجة سوي أن ابحث عن العلبة السابعة لالتهمها ، اعترف أن كل محاولاتي الانتحارية كانت نوعا من إرضاء الذات ولم تكن بنية الموت . أنت أيضا كم من المرات التي حاولت فيها علي استحياء أن تنتحر؟ لي صديق حاول مرة الانتحار فنبهه قائد السيارة التي أراد أن يلقي بنفسه أمامها قائلا " يا حمار " . عجيب هذا المخلوق الذي يتبختر زهوا بقطعة من اللحم الرخو تقبع في أعلي جزء منه !!!!
أحيانا أرغب في الغيبوبة ، كبديل مؤقت عن مفارقة الحياة ، لماذا؟ ما الدافع الذي يجعلك تتشبث بالحياة لهذه الدرجة ؟ لماذا تقف مكتوف الإرادة أمام هذا الاختيار بالذات؟ أنا لا أري أنك تملك ما يجعلك تحن لأن تتمشي في شوارع ذكرياتك ، أعوذ بالله ، أتذكر الآن مشهد غرقي بترعة الإبراهيمية في سن مبكرة جدا ، ألا تري معي أنني جد متناقض ؟ أحدثك عن الانتحار في اللحظة التي استعيذ بالله من مجرد تذكر حادثة عارضه للموت حدثت لي في سن كنت فيها لا أدرك حتى معني قيمة الحياة !!!! ثم انك لا تعني شئ علي الإطلاق لكل المحيطين بك إذا أقدمت علي هذه المهمة ، الأمر جد يسير ، لن يزيد عن مجرد سويعات ثم تصبح أنت في خبر كان
" كان طيب القلب ، كان إنسان _ انظر إذن أحيانا نحن نعيش ونتكلم ونتزاوج مع من هم دون الانسانيه _ ، كان فنان ، كان محترم ، وأستطيع أن أرص لك ألاف الكانات لولا أني لا أملك الوقت ، فربما أرغب في الانتحار بمجرد أن أنتهي من هذا الهراء " العجيب أن كل هؤلاء الذين ننعتهم ب الإنسان ، المحترم ، الطيب ...... لا يقدمون علي الانتحار . كثيرا ما فشلت أنت وأنا أيضا في الانتحار لمجرد أننا _ أنا وأنت _ بحثنا عن المفردات التي من الممكن أن تلي كلمة " كان " فلم نجد ، أنا وجدت مره أحد هذه المفردات ومن سوء حظي لم تكن لترضي غروري " كان وغد " وفي اللحظة التي أرضت الكلمة غروري ، وجدتها صعبة علي العامة أن يتلفظوها ، ومن ثم قد تتحول إلي " كان جبان " ، لحظتها توقفت تماما عن شرب الحشيش ، وعن إدمان القراءة ، وأطلقت لحيتي استعدادا لأن تحتضنني أحدي الفضائيات ضمن قافلة " العائدون إلي الله " .
مالك أنت وكل هذا السخف ؟ أنا أسألك هل نجحت مرة في الانتحار من قبل؟
من المثير للضحك أنني في أثناء محاولتي الانتحارية الأخيرة ، اشتريت علبة سجاير ، وبمجرد أن فتحتها وجدت بداخلها نشرة تعلن عن ضمان جودة المنتج ورقم تليفون لكي يتعرف منك علي أهم عيوب المنتج ، قررت أنني سأترك وصية لورثتي أن يتصلوا بهم ويشكروهم ، لكنني فشلت فقمت أنا بالاتصال " الو السجاير بتاعتكم مضروبة حاولوا تزودوا القطران شويه "
يبدو أنك تهزي ، كان الدافع من هذا الهراء الذي تكتبه أن تجد شخصا نجح في الانتحار من قبل ، لكي يخبرك عن الطرق المثلي لذلك ، حيث أنك لا ترضي عن الطرق التقليدية :
سم فئران " لاحظ أنني لم أتجني عليك حين نعتك بالجرذ " ، إلقاء نفسك من الطوابق العليا ، إلقاء نفسك أمام عربه ، قطار ، أتوبيس ..... ، تغرق نفسك في مياه النيل الملوثة بالقاهرة ، أن ترفض بيع هراءك المكتوب علي أوراق لا يقراها غيرك لأنك تحلم بغلاف كتاب مطبوع عليه اسمك ، أن تتوقف عن ضخ هراءك علي أوراق لن يقرأها غيرك
هل هي صعبة جدا لهذه الدرجة مفارقة الحياة ؟ ولا تستطيع أن تجد وسيلة للتخلص منها ؟ أنا اخجل أن أخبرك الحقيقة المرة ، أنت تفشل في الانتحار وستفشل في المرات القادمة لأنك ميـــــــــــــــت

الجمعة، يناير ٢٠، ٢٠٠٦

ليلة قتل الوغد

مشهد ( 1 )
يجلس منفردا أمام المرآة ، يحاول أن يصبغ ملامحه بشئ من الإجرام _ السينمائي _
يحرك كتفيه ليهندم ياقة الجلابية بطريقة مفتعلة ، يلتقط أول سلاح أبيض يجده علي طاولة المكتبة " اللهو الخفي !!!!" لا باس سيفي بالغرض ، خاصة وأن الضحية هذه المرة دون الخمسين عاما .
ينزلق علي درجات السلم الأربعين ، يتذكر زجاجة " البراندي " عند مواجهته لقهوة " أبو رابية" ، يعسعس كوغد وباحتراف علي الصديري ، يجده فارغا ، لا يتوقف عقله ليفكر في حل ، سيجد في طريقه من الجيزة إلي الاتيليه من يعوضه نسيان " البراندي "
مشهد ( 2 )
يتحرك المترو بعد صفيره المزعج والمؤذن بغلق الأبواب . تتفحص عينه المتبقية الكتل البشرية يسخر منهم في قرارة نفسه ، يتمني للحظة ألا يكون قد نسي زجاجة البراندي اللعينة ، ليعب منها ويصبح مسموحا له أن يلعنهم ويصارحهم بحقيقتهم جميعا ، في نوبة تمثيلية من " جعلوني مجرما "
فلاش باك
يغلق عينه المتبقية الهاربة من انهيارات السد العالي ، وعاقول الدميرة ، وبويات خطاط الجيزة ، وبقايا الزجاج المكسور ببحر يوسف ، وقلم
الكوبيا بمجمع اللغة العربية ، وإصبع أوسط طار في الهواء في احدي ندوات يوم الثلاثاء ، وجريدة صنعت لتكون بندقية بروحين ، وكتاب في الثقافة الحديثة لمحه علي احد الأرصفة . يعود بذاكرته لأول جريمة منظمه قام بها في حياته " عملية خطف أميرة "
مشهد ( 2 )
تتزاحم الأجساد بمحطة الهبوط بالمترو ، تحدث المفاجأة ، يلقي ضحيته عند السلم الكهربائي ، يعانقه ، كوغد يأمره بالصعود أولا ، خشية الاغتيالات .
مشهد ( 3 )
يجلس منفردا للفريسة ، أربعة كراسي خيزران ، ترابيزة رخام ، مطفأة سجاير فخار ، علبتي سجاير رخيصة ، أوراق مكتوب بها ، فنجان من القهوة ، زجاجة صودا ، نسوة يرحن ويجئن يذكرن معرض الكتاب .
يلتف كثعلب يسال فريسته هل انتهي من كتابة " انقطاع السعال " بعد تحويلها للمسرح ؟
يتحسس في خبث موضع سلاحه الأبيض بالصديري ، لتظهر نواجزه عقب تأكده من تواجده
يتذرع بضيقه من المكان ، والناس ، تنفشخ أساريره عندما يلمح رغبة الفريسة في المغادرة أيضا
مشهد ( 4 )
ألاف الفلاشات باك ، " أنت تسير لمن لا تأمنه إلي نهاية الجملة "
الفينالــــــــــــــــــــــــــــــــــه
غرفة بمدينة 6 أكتوبر ، أطنان من الأسلحة ، كنبة ، جهاز راديو عتيق ، تنبعث منه موسيقي عذبه قادمة من البرنامج الموسيقي ، يتمدد الوغد وينكمش بالمكان ، يتلمس هذه المرة سلاحه ، يبدأ في سنه علي لسان الفريسة ، تتفسخ أساريره مع كل سنَة للسلاح ، يقف مزهوا يعب جرعة براندي ، يلتهم قطعة من التبغ ، يزووووم ، يدعك فخذه من تحت الجلباب ، يتأهب للانقضاض ، يتلذذ بالسَن ورؤية الاستسلام في عيني الفريسة فيتراجع ، يصنع كوبا من الشاي ، يضخه في أوردة الفريسة ، منتظرا ارتشافه بعد هنيهة . ظهر عليه القلق من تعاطف الفريسة مع التي " ذهبت لتفرح فلما لم تجد لها مطرحا ذهبت لأحد الفنادق " ، عاد للارتياح مع رؤية ابتسامة الفريسة " للخمسة الذين مآلهم الجنة "
وفي اللحظة التي اختارها للانقضاض علي فريسته ، تقفز الفريسة في التفافة سريعة ، تخرج سلاحا _ ليس ابيض _ ويبدأ في طعن الوغد في كل شبر من جسده الضخم ، فيتدخل " نعمان عبد الحافظ " فتطير احدي أذنيه ، ويحاول جاهدا " أحمد ابو عبيه " من مرقده إنقاذه فيفشل ، تقف عائلات الشناويه والمعاوضه دون قتله فتتراجع لرؤية الحقد الذي يفور بعيني الفريسة ، تحاول " تحية كاريوكا " أن تغري الفريسة للابتعاد فتنزوي بعد أول لطمة تصيب مؤخرتها ، يتدخل " طه حسين عبد العزيز " فيخيب ظنه ، تتوسل " زهرة السوسن " الفريسة أن يرحمه ، فلا يأبه لتوسلاتها ، يهم " احمد بتاع الجاز " أن يلكم الفريسة فيسبقه الفريسة بظهر السلاح ليقع مغشيا عليه ، يصدر " جمال عبد الناصر " قرارا بوقف الطعن دون استجابة ، تتحشرج _ لا مؤاخذه _ القهقهة في حلقه فتزداد الفريسة عنفا ، يراوغ الفريسة فيتعقبه في أركان الغرفة ، تنفجر الدماء من فمه مع القهقهة لتملأ الدماء كل حي الشباب الهادئ جدا بأكتوبر.

الأربعاء، يناير ١٨، ٢٠٠٦

ضد التيار

لم أجد ما أكتبه ليعبر عن مشاعري أفضل من عم أحمد فكل كلمة تخرج من شراييني ، قد تكون حالة " ضد التيار " لكنها في النهاية _ حالة _ تنتابني

السبت، يناير ٠٧، ٢٠٠٦

دق الطبول

احسست بأنني قط أعمي ، وعروش كرمتي قد ذبلت ، اغلقت شباكي ، بعدما تبعثرت أحلامي ، وطارت لجوار القمر ، فقدت نشوتي بالوتر الخامس ، لم أكن أدري ،أن إبليس قد نجح في أن يغويهم ، ويا حيرتي ، وأنا أعلم أننا في عصر خلا من الأنبياء ، عصر خلطبيتا،
انتظرت قريني أن ينقذني ، لم يبد امتعاضا ، وطلب السماح
" النسوة يتحدثن ، يرحن يجئن يذكرن مايكل انجلو " ما هذا ؟
هذا بيت للشاعر اليوت
ما معناه ؟
معناه أن العاهرة العصرية تحشو نصف الرأس الأعلي بالحذلقة البراقة كي تعلي من قيمة نصف الجسم الأسفل ، معناه أيضا أنَا لم نصبح عصريين إلي الان حتي في العهر
قد يكون من اللا طبيعي ما يحدث في مخدع الأدب ، لأن رفاقك يرونه مجرد حواديت .
وأن يخبرك أحد رجالك " مولاي أصبحت من رواد حانة المزة " احد رجالك ايضا يمسك عُريانا في منفضدة السجائر ، بينما أنت تدير شئون البلاد تفاجأ بأن جنودك ينامون حتي الصباح في عوامة زبيدة
الأكثر إيلاما أن تري شعبك يتَخذ من مرسوماتك الملكيَة أوتوجراف يتركون به قاذورتهم الفكرية
فللدهماء أقول .....................

وجوهكم أقنعة بالغة المرونة

طلاؤها حصافة، وقعرها رعونة

صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه

وقال : " إني راحل"، ما عاد لي دور هنا، دوري أنا أنتم ستلعبونه

ودارت الأدوار فوق أوجه قاسية، تعدلها من تحتكم ليونة ،

فكلما نام العدو بينكم رحتم تقرعونه ،

لكنكم تجرون ألف قرعة لمن ينام دونه