الثلاثاء، نوفمبر ١٣، ٢٠٠٧

أن تكون مشروما لا مبروما

لأنه من العيب في البلاد التي " تبلع حبة البث المباشر " أن تكون من أبناء الثمانية والعشرين من عمرك وتظل أعزبا ، فأنت وبرغم سنك لم تدخل لعالم الرجال بعد ، لازلت تقف في نهاية الصفوف ، لازلت تنعم بوشوشات غامضة عند عبورك من أي شارع أو حارة ضيقة أو " جحريدة " نائية . عليك المثول لرأي القطيع ، عليك أن تنظر للأرض مغتاظا لا تملك حق الرد أو التنديد أو الشجب ولا حتي الامتعاض _ القرف مناسبة أكثر _ حينما تطعنك أمك قائلة " فيك اه يا ابني ؟ "

ولأنك مافيكش أي حاجه ، وتملك ما يثبت ذلك غير تلك الورقة التي يدفعك الجميع للتوقيع عليها بعد أن تسلت يدك من يد رجل اخر جمعهما منديلا قماشا او شال خليجي في العصور القريبه فعليك أن تلوذ بالصمت .

إن كل ماحولك وحولي يدفعنا من جراء ذلك الاحتقان في منطقة الحلق شخيرا ومنطقة الحوض عجزا إلي أن تدرك تماما وبعد غفلة منك ومنّي شخصيا " أهمية أن تكون أنثي " ويمكن في عصرنا ان تعدلها لتصير " أهمية أن تكون مُزّه " والمُزَّةُ لغة بالضم: الخمر التي فيها طعمُ حموضةٍ ولا خير فيها ولكننا لا نعبأ بهذا التعريف ونُرجعه لصيغة اليوم كمفرد للمُزز وهي تعريف غير لغوي ولكنك تحس به إذ كل من ينطق كلمة " مُزّه " يصدر تعبيرا حركيا أو هزّة رأسية أو عضّة للشفة السفلي تغني الجهّال من مجرد السؤال عن معناها ، عموما لازلت أقولها " أهمية أن تكون أنثي " ولك الحق في التعديل كما يروق لك .

أخبرني صديق عند العودة من أول طريق مسدود مع النساء بأن لا أحزن وألهمني الصبر وفي وقار مفتي الديار حينما منح الفارين من نعيم جمهوريتنا العربية المتحده صك الخسران وبرق لمالك أن ينتظرهم ويمهد لهم المهاد قال لي ذلك الصديق " نحن معشر الرجال نسبح وضد التيار مقاومين بعودي ثقاب لنصل للبر التي تقف عليه الأنثي " أري المُزّه أوقع لغة " وبالرغم من ذلك فمع أول وصول لقارب يركبه شاب قادما من بلاد تسمي التليفون " جوالا " ليتلقفها في قاربه " عليك إذن أن تلقي بعودي ثقابك فلا فائدة من العوم للبر المُززي !

لكن المأزق أخطر حينما تعيش في مجتمعات ضيقة ضيق ملابس مُزز اليوم فعليك أن تحل لهم أزمة أن تكون أعزبا ، هم لا يعترفون بمشاريع الزواج ذات الليلة الواحدة التي ربما لضألة المدفوع فيها مؤخرا ناهيك عن المنح المجانية التي تمنحها لك أمهات اكتشفن مؤخرا عدم توافقهن مع بعولتهن الباحثين عن زيت إنارة ببلاد النفط !

تخرج من عالمك الضيق لتضيع في زحام البلاد " التي ترتشف رحيق المُزّه " لتجد أقرانك لا يعبأون بك فلا سائق يفكر في الوقوف ولا بائع تستطيع أن تاخد وتدي معاه ولا معلم يحاول مساعدتك ولا صديق يمنحك دفتر محاضراته ولا بواب يهب محاولا حمل حقائبك ولا شاب تصعب عليه وقفتك في المترو من حلوان للمطرية ولا أي شيء في أي اتجاه !

أن تقترن بمُزّه لا يحل لك الإشكالية التي ساقك حظك العثر إليها في تلك البلاد ، يا الله يا من خلقت كل شيء أنر بصيرتي فرج عني كُربتي عجّل لي بمزّتي وتظل في تهجدك دون استجابة لتصير نهايتك في تلك البلاد التي " تبلع حبة البث المباشر " مطالبا عند كل صباح أن تتوجه للسماء حاسرا شعر رأسك ضاربا علي صدرك " ياريتك شرمتني ما برمتني "