الثلاثاء، يونيو ٠٧، ٢٠١١

رأي العين

العين تعشق قبل القلب أحياناً ، ظل هذا المثل مقترناً بالحب من أول نظرة ومتناغماً إلي ان فاجأتنا الأحداث بسؤال المرحلة ائنذاك مين السبب في الحب القلب والا العين.

عليك بالهدوء والتروي واسترجاع شريط ذكرياتك إن كنا لا زلنا نملك شرائط ذكريات ولم نحولها لإسطوانات مضغوطه أو ملفات علي أجهزة الحاسب .

كنت أتخيل وانا طفل أن كتّاب موضوعات النصوص المدرسية هم أولئك المدرسين الذين يدرسون لي بالمدرسة ، كان خيالي نشطاً بشكل ملفت للانتباه ، فأنا من ارتديت طاقية الاخفاء التي جلبتها لي أمي من " عمَار سيدي القُرني " وكنت ، وكنت وكنت ، كذلك أنت متّعك الله بالعمر المديد لم تختلف عني في شيء إلا البيئة التي نشأت بها ربما .

ما أثار حفيظتي لسنين طويلة حتي توقفت عنه قهرا مني ، هو تخيل القادم ، ماهو شكل المدرس الجديد بتاع المادة الفلانية الذي سيدرس لنا من الاسبوع القادم ؟ شكل الناظر او الناظرة الجديده ؟ كيف سأبدو عند ارتدائي البدلة ؟ وكيف وكيف وكيف وملايين من الكيفييات التي تخيلتها انا وأنت ، وكم من المرات التي اصابتك الحقيقة بالصدمة وكم مرة انتشيت لصدق حدسك .

ساعدني هذا الأمر علي حب طاغية الكتابة يوسف إدريس ، وهو يصف المشهد الأثير لي عندما يعود لقريته ويصف الطريق من لحظة نزوله وحتي يصل لبيتهم وكيف عرف أن هناك جمعا من الأوز سيكون في استقبالي أنا أيضا .

حينما كان هذا شعورا عاما لجيل بأكمله قبل أن يدهسنا التليفزيون بفضائياته اللعينة التي قتلت الخيال لاحقا ، اعتمد شبابنا وفتياتنا علي قصص احسان عبد القدوس في تفريغ شحناتهم العاطفية والغرائزية معا حينما احتضنوا في أسرّتهم " البنات والصيف " .

متعة ما بعدها متعة ، تلك التي كنت استشعرها وأنا أرسم بمخيلتي صورة لكاتب أتابعه وأحب قراءته ، حتي هجم علينا التليفزيون بسيل من اللقاءات وبعدها سيل من البرامج الحوارية حتي تحول الأمر في نهاية المطاف لعالم من المتحدثين.

ظللت ثمان سنوات كاملة اقرأ واحة العربي بانتظام ممل ، وأهيم مع صاحبها " محمد مستجاب " وأنا أرسم له صورة بالقلب والعقل معا ، حتي حانت اللحظة التي اتهمته فيها ظلما بالتمثيل الدرامي لولا أن ساقت الأقدار ما أثبت براءة الرجل

ولكم حزنت حينما رأيت عمر طاهر العبقري في برنامج تليفزيوني يجاهد فيه للمحافظة علي روح عمر طاهر في كتاباته دون جدوي ، نوارة نجم تقرأها وانت لا تملك السيطرة علي نفسك من التركيز تارة والضحك تارة ولكن ماذا تفعل حينما تهب عليك في قناة التحرير سوي ان ادير ظهري أو القناة او الاثنين معا ، ابراهيم عيسي الذي أشعر به كأنه أخي تماما دون الالتفات لوجود شبه غريب بين شاربيهما ولكنني أتحاشي الجلوس أمامه وهو لا يكف عن تحريك يديه يذكرني بالحركة الشهيرة لأختي تحت رعاية أمي وهي تعجن في فجر يوم من الأيام التي كان يعجن فيها المصريون.

اذكر أول مرة رأيت فيها محمد صفاء عامر مؤلف أشهر المسلسلات الدرامية الصعيدية في القرن الماضي " ذئاب الجبل " وكيف أدركت ما سر عدم اقتناعي بالمسلسل رغم متابعتي للعبقري عبد الله غيث .

أول مرة رأيت فيها صاحب ليالي الحلمية يدخن السيجار الفخم وانا الذي كنت معتقدا أنه يقف لصف مفيد ابو الغار وليس مع المعلمة فضه المعداوي

اللحظة التي انسحبت فيها من مكتب أحد الكتاب بجريدة الأسبوع والذي كنت استشعره مناضلا ولم يقتل فرحة لقائي به سوي انشغاله بلف سيجارة حشيش .

صورة خالد كساب التي لم أستطع تحجيم تفكيري بها وأن أرجوه أن يهذب شعر رأسه قبل ان يعيد النظر فيما يكتبه اصلا .

رفقاء كثيرون حينما بدأنا رحلة التدوين عام 2005 ولما قدر لنا ان نلتقي واكتشاف الحقائق المُّرة .

أنا ، كاتب هذه السطور أعرف انك قد تندم لأنك تمنيت أن تشرب معي الشاي علي مقهي من مقاهي وسط البلد برغم ما اشيعه عن كرم اخلاقي وطيبة قلبي .

أنا أعرف تماما أن ما نكتبه لا علاقة له أحيانا بشخصياتنا وحياتنا واننا عموما لا نفصل بين الكاتب وابداعه ولا نستطيع الفصل بين ما يقدمه وحياته الشخصية ، ولكن أحيانا من مصلحة الكتاب أن يظلوا خيالات جميلة عالقة باذهان قرائهم

وألا يحاولوا الاقتراب من الصورة المرسومة في ذهن كل قاريء لأنه عن تجرية شخصية كلما اقتربوا كلما شوّهوا هذا البورتريه الجميل المصنوع من سطورهم ومفرداتهم

الأحد، يونيو ٠٥، ٢٠١١

لا تعليق

قررت أن تكون التدوينة في نهاية اليوم حتي لا أصيبكم بالاكتئاب المبكر ، فبعد أن انتهينا من الحصر بكل ما فيه من مفارقات وغرائب ، بدأنا العمل وكونت مجموعات عمل وتحمس ذوي الاحتياجات وقررنا كلنا في اجتماعنا الأول أن ينجح هذا المشروع فهو حلم ولكن كيف؟ قالت لي صديقة عزيزة علي قلبي أنه يجب ان نثبت ذلك عمليا لا كلاما وقررت أن تعلم في المشغل الخاص بها عشرين فتاة وشاب أعمال التريكو ، وبدأت الأفكار الرائعة تخرج للنور ، فهذا يعرض فكرة للعمل بمقاصف المدارس علي مستوي المراكز وتكون كلها للمعاقين ، وهذا يقرر توزيع الخبز كرواتب يومية قبل ان تستولي عليها وزارة التموين كسبق لها

وفي النهاية .......... كل الطرق تؤدي إلي المحافظة ، والمحافظة تحتاج محافظ ، والمحافظ مشغول بمشروع التاكسي ، والتاكسي شاهين ، وشاهين دي ماركة ، والماركة جاز ، والجاز غالي ، والاجرة جنيه ، وجنيه متعوم ، وفلوس مافيش ، ومافيش قرار ، وقرار والفين ، والفين وسبعه ..... تم رفض المشروع لعدم جدواه الاقتصادية وما يحمله من مخاطر ، وعليه يتم إعادة المعاقين للحظيرة وعليهم محاولة الدمج في وقت أخر

السبت، يونيو ٠٤، ٢٠١١

شهر من الحصر والحسرة معاً

في تمام العاشرة تأهب ثلاثتنا ، أنا ومعي اثنين من الهيئة الانجيلية المشرفة علي المشروع ، لدينا شهر بكامله لحصر ذوي الاحتياجات الخاصة في المركز وكانت المفاجأه أنه لا توجد لدي أي جمعية من العاملين بهذا المجال كشوف رصد لتلك الحالات وهذا يُعني أننا لا نعرف أصلا ً العدد الصحيح لهؤلاء .

وجدتهم قد قسّموا المركز لعدة مناطق حسب الأهمية ، اعتمدوا علي خط الفقر استناداً لأن مثل هذه الاعاقات التي في الغالب نتجت عن شلل أطفال ظلت ماما سوزان تحارب فيه ولم يمهلها القدر إعلان النتيجة .

سنتحرك بسيارة ولكن بداخل القري والكفور والنجوع لا يجوز ولا تستطيع ، فهو يوم طويل جداً حيث أنني بيني وبين المشي تار بايت للدرجة التي تدفعني للتمنّي ولو للحظات أن أدخل الحمام بسيارتي .

المشكلة التي كنت أفكر بها طوال الطريق بالاضافة لموضوع المشي هي أننا نتحرك تجاه المجهول ، فنحن لا نعرف إلي من نذهب ، والكوارث التي ستنجم بمجرد دخولنا أي قرية أو نجع من النجوع والتي لا يدركها رفيقا الدرب .

فليس من السهل اقتحام حياة البسطاء بهيئتك المدنية ، خاصة حين تسأل عن عوراتهم ، والإعاقة في تلك الأوساط عار يتقوه ، ماذا نفعل ؟

قررت وبسرعة أن أفعل كما يفعل باقي المهتمين ... قليل من الكذب

" احنا جايين نجمع أسماء اللي عندهم اعاقات علشان في اعانات ليهم "

طبعا نجحت الفكرة ، وبدأت الناس تساعدنا ، وتحمس بعضهم فرافقنا ، وتحمس اخر فنادي في ميكرفونات المساجد ، واستغربنا وتحاشانا كثير ايضا .

كانت الصدمة الأولي لي وأنا الذي عملت منذ كنت طالبا بالاعدادي في هذا الحقل أن أجد أشخاص لم أرهم في أي اجتماع أو مؤتمر أو ندوة ، واكتشفت أن من أعرفهم كانوا كمن يحضرون البرامج الفضائية للضحك والتصفيق مقابل قروش قليلة أو وعود زائفة .

" الحقائق كالزبادي تتغير بمرور الوقت " هكذا تغيرت الحقائق لدي ، وهكذا قابلت اناسا يحتاجون للدمج مع أسرهم قبل ان ندمجهم في مجتمع لا يعرفهم ، عم عبد الله يجلس من أربع وعشرين عاما في السرير هل تتخيل أن تظل في غرفة كل هذه السنين ولا تبرح مكانك حتي لقضاء الحاجه حينما سمعت به كنت أدرك أنني سألاقي شبحا يسكن مقبرة ، لكنني فوجئت بوجه ضحوك وقلب مؤمن ولسان ذاكر فبادرته لما تحرم العالم منك يا عم عبد الله فقال لم يد لي أحد يده يا أستاذ

ورباب وهدي الفتاتين اللتين رأيتهما غصباً وعلي مضض من أمهم التي جعلتني أقسم ألا أخبر أحداً أنها أم لطفلتين رائعتين في سن السابعة وتخبئّهم كالأواني بالدار خوفاً من شماتة الناس.

أي دمج جئت أنا حالماً أن يحدث إذا كان هناك عقول خارج اطار الانسانية والفهم بل والرحمة ، لا ألوم أهليهم قدر ملامتي للمحيطين والمتعلمين منهم ألا تتفقون معي أن ما يحدث لا يختلف عن الوأد الذي مارسته الجاهلية ؟

وجدت فيمن أهملناهم طاقات لا حدود لها ، وكيف ظلمنا أنفسنا قبل ان نظلمهم بالاستغناء عنهم ، وكيف يتشبثون ببقايا أمل ونحن لا نمد لهم شعاع ضوء في عتمة انعزالهم .

فماذا حدث بعد أن انتهينا من الحصر ؟ غداً نعرف إن كنا من أهل من الدنيا ............

الجمعة، يونيو ٠٣، ٢٠١١

علي المنصه

بعد إلحاح - إصرار مش مشكلة - من تلك الفتاة صعدت إلي المنصة وجلست بالمكان المخصص لي ، وبدأت أمارس عادتي في البحلقة في خلق الله ، بدأ المؤتمر بتعريف للمشروع ، مشروع دمج المعاقين بالمجتمع تحت رعاية القلل المتحده ، وأنا أنظر بتمعن لزجاجة الحاجه الساقعه وأدعو الله أن ينتهوا من الكلام قبل ان تفقد برودتها في هذه الظهيرة القائظة . المؤتمر احتشد له الكثير من ذوي الاحتياجات التي ظننت أنا وظنوا هم أنه كالعادة يوم لطيف سينتهي بوجبة ومبلغ هزيل من المال ومجموعة لا نهائية من الصور وأنت في كل اوضاعك الحركية

أعطت الفتاة التي لو تتذكرها هي نفسها من أعطت لي الحق في الجلوس للمنصة الكلمة للسيد رئيس المشروع التنفيذي ، كنت أول مره أشاهده فهو وجه جديد علي العمل مع المعاقين ، بادلته اللامبالاه من اللحظة الأولي ، واستهل حديثه قائلا " انا هنا لتساعدوني ولا املك مساعدتكم " فانتبهت وكأنه لمحني فكررها وبدأت أصغي للرجل رغما عن ذلك الاحساس الزعامي الملازم لي بأنه مافيش فايده .

تحدث بلباقة وبسهولة في آن واحد ، لم يخبر الحضور بأنه يملك العصا السحرية التي ستطبق قانون الخمسة في المائة والذي تكرم حسني مبارك بتحويلة لسبعة في المائة حينما وجد أن الخمسة الأولي لم تطبق وتلك عبقرية حكوماتنا السابقة * . لم يعد الناس بكرسي متحرك جديد ولا دراجة بخارية ولا رحلات عمرة لهم ومرافقيهم - ولا أكذب عليكم ظللت قرونا أستغرب من هذا الوعد الأخير بالذات فما حاجة من لا يملك أبسط حقوقه لرحلة عمرة مدفوعة مقدما في دعاية اعلامية مفضوحة - ولا وعد بشقق وقل أن الرجل تنصل من كل وعود السابقين .

لحظتها وضح التبرم علي قطاع كبير من الحاضرين والذين هم أكثر من اكتووا بالوعود الزائفة ولكنهم من كثرتها تعودوا عليها .

هذا الرجل قال كلاما رائعا لم اسمعه من مهتم بذوي الاحتياجات من قبل قال إن القضية قضية اصحابها ونحن ما إلا معاونين لهم وإن قضية الدمج هي أهم ما تحاربون أنتم من أجله لكي تثبتوا أنكم جزء أساسي من هذا المجتمع وأنكم ليسوا عالة عليه بل مشاركين وبقوة في نهضته وبناءه

كانت المرة الأولي التي أصفق وبشده لشخص يتحدث عن اي موضوع يخص ذوي الاحتياجات ، نعم فلقد لمست الصدق في كلامه ونعم قررت العمل معه ونعم اتفقنا علي التعاون وسنبدأ العمل من يوم غد

ستعملون معي في تلك الرحلة غدا الساعه العاشرة صباحا ........ إن كنا من أهل الدنيا

* قانون الخمسة بالمائة قانون مصري الجنسية ينص علي أن كل قطاع حكومي أو خاص يجب ان يكون نسبة الموظفين المعاقين به لا تقل عن خمسة بالمائة من اجمالي الموظفين

الخميس، يونيو ٠٢، ٢٠١١

اليوم الثاني عن الدمج وصعوبته 1

أعود حفظكم الله لعام 2004 حيث كنت انتهيت من الدراسة الجامعية للتو ،وقد فوجئت بأربعة أشخاص يطرقون الباب ، يسألون عني تحديداً في ظهيرة أحد الأيام الصيفية ، قمت واستقبلتهم، شاب في مثل عمري وثلاث فتيات اثنتين أصغر مني والأخري في نهاية عقدها الثالث ، هذا الكوكتيل أعرف مذاقه هكذا حدثت نفسي .
دون الخوض في تفاصيل حينما افتتحوا الحوار ،وعرفت أنه يخص المعاقين ، رميت أذني بعيداً وتابعت الفيلم العربي المعروض لحظئذ ( سمك لبن تمر هندي )، وودعتهم بابتسامة موظفي الحكومة علي وعدٍ بلقاء بعد أسبوع.
ما قالوه ليس جديداً ، نحن نختلف عن الآخرين ، نحن نعمل من أجل المعاق ، كل شيء عندنا مسجل ومراقب من قبل الحكومة ، التي كانت بالأساس شلة حرامية ولصوص لشعب بأكمله.
وأنا كانت لي سابق تجارب مُرة وأكثرهم مرارة تلك التي استولت فيها رئيسة جمعية لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة علي مبلغ لا يقل عن مليون جنيه مصري، خُصّصت من إحدي الهيئات الأوروبية لشراء أجهزة حركة ،وتعويض لبعض الحالات، وبعد أن وقّع الضحايا علي الاستلام، ضاعت الفلوس وانتهي الكرنفال .
هكذا يعاني ذوي الاحتياجات الخاصة ، من أولئك الذين يتاجرون بهم حتي لو كانوا من أبناء إعاقتهم ، وهكذا تقع عليهم مسئولية التفريط في حقوقهم، والتي لن يجلبها لهم غيرهم .
مرّ الاسبوع سريعاً ، وأنا لم يعلق بذهني من لقاء الاسبوع الماضي مع أولئك الضيوف شيء للأمانة ، حتي رن هاتفي وأخبرتني آنسه أنها تنتظرني في قاعة المؤتمرات ، للجلسة التعريفية الأولي بالمشروع إياه الذي تحدثنا عنه في منزلي .
قاومت عدم الجدوي ، والتكرار الممل من تلك اللقاءات التي لا تخلو من صور ونظرات شفقه عقيمه .
المهم توجهت لهناك دفعني شعور المسئولية تجاه أقراني ألا أسمح لأحد ما دمتُ قادراً علي ذلك أن يستغلّهم ، أو أن يبيع صورهم مقابل التلميع الانتخابي، أو الأموال التي تُغدق علي جمعية من الجمعيات ، التي تعمل لرعاية المعاقين وهم أول من يحتاجون للرعاية .
وصلت المؤتمرالذي توسطته لافتة كبيرة للهيئة التي تتبني فكرة المشروع ،الذي انتبهتُ للمرة الأولي إليه " دمج المعاق " الاسم جديد ، وتحدثت الفتاة التي تدير اللقاء وأشارت لي أنني ممن سيعتلون المنصة ، وكعادتي مازحتُها أن المنصّات لها ذكريات مؤلمة خاصة مع الزعماء والمشاهير أمثالي . فماذا حدث في ذلك اليوم علي المنصة ؟
هذا ما ستعرفونه غداً إن كنا من أهل الدنيا.....

الأربعاء، يونيو ٠١، ٢٠١١

التدوين اليومي

اليوم الأول بالفكرة الرائعة التي أطلقت علي الفيس بوك عرفانا بالجميل للمدونات ، التي هجرناها وعشش فيها العنكبوت إلا من رحم ربي وهم قليل .
أعود وأنا فرح لمدونتي التي تحملتني في كل حالاتي المزاجية ، في لحظات الاكتئاب والوحدة ، والتفاؤل والانس هي التي تحملت صراخي كل هذه السنوات الماضية منذ أن وضعت بها أول مدونة عام 2005
أيتها الصديقة الحميمة ها أنا يوميا اتجول بشوارعك وابيت كل ليلة ببيت من بيوتاتك ولتعذريني عن الهجر أو التناسي ، فإنها التكنولوجيا التي أفسدت فطرتي ، ونفسي التي جبلت علي الهرولة مرتميا بأحضانك ، ولو أنني كنت منزويا بك سعيدا للتدوين لنفسي بعيدا عن صخب الاعجاب الذي صار لا مبررا والتعليقات التي لا علاقه لها بما هو مكتوب
انا معكي ايتها الحبيبة ، ولو لم أجد القدرة علي الكتابة اليومية فصدقيني سأكون عند بوابتك متمسحا بأركانك مستعيدا ذكرياتنا سويا ، وأحلامنا التي تحقق بعضها ولا زال الكثير منها محض غيب ، مبتسما وأنت فقط تعلمين لماذا دون العالم ، ودامعا لتذكر رفاق سقطوا منا في خضم الأحداث .
وصدقيني وأنا بين راحتيكي لكم اشتقتك ولكم حاولت الاشارة إليكي هناك في بلاد لا تعرف غير الاعجاب الطائر لغة والتعليقات السخيفة منهجا لكنني بين يديك الآن يا حبيبتي لأعاود الصراخ من جديد

الخميس، مايو ٢٦، ٢٠١١

رسائلي من القلب إليهم

أنا أكتب بصفة شخصية ، فلا أملي علي أحد ولا أنا ضد أحد ، ولكني أحب هذا البلد والله علي ما أقول شهيد

******************

حينما كنت أعاني الأمرين في بلدي من كل الأوضاع ، كنت أحب الاخوان المسلمين جماعة منظمة ، ربت فيّ شخصيا أشياء لم يكن لي أن اراها بدونهم ، حتي تصل للمرحلة التي يصطدم فيها العقل بالمشاعر ، وتكتشف أشخاص أبعد ما تكون عن ما تنادي به أو تخطب به علي منابر الجمعه ، ولكنني تعلمت أن خطأ التطبيق لا يعني فساد المنهج ، فالحلال بين والحرام بين ، ونحن لم نربي علي تقديس أحد فالكل في النهاية أشخاص يصيبوا ويخطئون

كنت أؤمن بلا ريب أن كل الوقفات السلمية لا تسمن ولا تغني من جوع مع نظام عهدته متكبر ومتغطرس ولم يمنح الله أحد أفراده الاحساس إلا من رحم ربي وهم قليل

كنت أعرف ان الصدام والخروج عن المألوف هو الحل ، انتقدني القريب قبل البعيد ، دونت ذلك من أربعة أعوام وقلت نريد أن نهرب من الحظيرة كما فعل الدجاج في الفيلم الكارتوني الشهير " هروب الدجاج "

سالت نفسي ماهو المنهج الذي يتبعه الاخوان للوصول إلي الحكم ؟ ودعك من كل ما يقال أننا فقط نريد شرع الله ولا نطمع بحكم فهذا هراء من الطرفين فلا الدين يمنعك للوصول إلي الحكم ولا الاسلام يدفعك للمداهنة السياسية بينك وبين بني عشيرتك حتي لا يتنطع علي أحد بأن الحرب خدعه

كلنا عانينا في هذا الوطن ، الاخوان دفعوا ضريبة غالية من أمنهم واستقراراهم وأرزاقهم ولا ينكر ذلك إلا جاحد ، وعلني المواطن العادي من كل شيء بدءا من حنفية الصباح التي لا تجلب له ماءا لغسيل الوجه وحتي العودة ليلا من رحلة لا نهائية للبحث عن لقمة العيش دون جدوي .

لن افعل كغيري واتهمكم انكم ركبتم الموجه ، فأنا أهلم أن منكم الكثير من يحب هذا الوطن وأكثركم عاشقون لمصر ، وأكثركم لا تريدون مصلحة فردية ، وأنا لا زلت علي يقين ثابت لا يحيد أن ما حدث في مصر آية من آيات الله لكل الظالمين والجبابرة ، وأنه لا فضل لأحد وأن الفضل كله لله ، وما كان المصريون إلا جنود ترسي قاعدة من قواعد الله في الأرض وأنه ليحق الحق ولو كره الكافرون

لماذا تشعرون بهذا الأمان الناعم مما يحدث حولنا ؟ أخبرونا علنا نعرف منكم الحقيقة ، السكوت لا يفيد وقد يجرنا لكارثة ، فإن أنتم تعملون لمصلحة هذا البلد فقولوا ما خفي عنا ، بدل أن تتركونا نتخبط في ظلمات الظن ، أم أنها الربعين بالمائة وسحرها هي من تدفعكم لصم آذانكم ؟

اخبرونا بدل أن يكتب بعضكم أننا نريد جمعة للوقيعة وللخيانة وبدل أن تتهموا من تكاتفتم بجانبهم وقت النزال ولم يولوكم الأدبار بأنهم شيوعيين أو علمانيين أو زفت طين مما نصف به بعضنا البعض حاليا

*******************************

اعلم اهل الأرض ، اسيادنا وعلمائنا وتاج رؤسنا ، من نهرع إليهم في ما غيب عنا فهمه وأحذيتهم فوق رؤوسنا وتقبيل يدهم جائز ، ولكنني أعرف منهم أيضا أولئك الذين يمنحون صكوكا للعفو والغفران ، والذين تركوا كل الدين وجادلونا في زكاة الفطر حبوبا أو نقودا ، وتركوا كل الدين ولهثوا بالعامة البسطاء خلف إمرأة لن يفيدينا كونها مسلمة أو مسيحية ، او حتي يهودية لأن الاسلام لن يقوم من غفوته لأنها اسلمت ، ونسوا أن لكم دينكم ولي دين ، وأن هناك أولويات وإلا كان رسولنا الكريم سمع لعمر رضي الله عنه وهو يستشيط غضبا مما حكم به الكفار بالا يسمح لاحد بدخول الاسلام إلا بعد العودة إليهم ولا يرجع للمسلمين في حالة رغبة أحد الرجوع لعبادة الاصنام ، النبي يعلمنا أن ظرف الوقت لا يسمح إلا بذلك لأنهم سيبنون مجتمعا وبلدا ووطنا جديدا يدار منه العالم بعد ذلك ، وما نحن فيه الان ليس ببعيد فنحن نبني وطن ومجتمع له اسس وقواعد والاولية هنا للاتحاد لا للتناحر يا أعلم اهل الأرض

نعلم مسبقا أن منهم من هو ضد الخروج علي الحاكم هكذا تربي في حضرة مشايخ الجزيرة العظام ، والذين تدلت لحاهم ، ويحبون طعم الثريد ويشتهون امتطاء العبيد وهم من طبعوا بوسترات " المظاهرة علي أهل المظاهرة " وافتوا أن التظاهر عادة بلاد الكفر وليست من الاسلام في شيء ، وأتوا بالف دليل أن للحاكم حق قطع يديك وعليك الصبر والا حتساب ، أعلم أن لحوم العلماء مسمومة ولكني أيضا علمت من كتاب ربي ألا أتخذ رهبانا أو أربابا وكل من علي الأرض يؤخذ عليه ويرد إلا صاحب هذا القبر

من أفتي بأن خروج غدا الجمعة كفر ، أنا لا أريد منه سوي أن يتحمل تبعية تكفير هذا العدد ولو كان من سيخرج غدا فردا ، فمن من مشايخنا منح شباب اللحي ولفة الشال التي عرفت أمس فقط انها سنة مؤكده من رجل وهابي سالني أن ابحث عن عمل يرضي الله ورسوله بدل العمل بالحاسبات لانها مجلبة للفساد ، من منح هؤلاء حق تكفير اخوان لهم يعرفون أنه لا يجوز لأحد ان يقول لخيه يا كافر فقد باء بها أحدهم . من منحهم حق الغوغائية واتهام الاخر دائما بالتفريط في الدين وانه من عسكر الشيطان .

اتقوا الله يا مشايخنا ، واعلموا أن الدين أكبر مما تتقوقعون فيه ، وإلا انصرفوا مغفورا لكم واتركوا المفسدين والضالين والسياسييين ليوم تشخص فيه الابصار ، يجزي الله فيه من مات دون عرضه وماله واهله درجة الشهداء .

*************************

يا اهلنا ، واحبتنا ، يا اعمامي واخوالي وامهاتنا وأجدادنا ، وأصدقائي وأعدائي يا كل المصريين ، لماذا تقبلون الان بالبعض ، وتتركون الكل ، لماذا تغلبون مصلحتكم علي مصلحة مصر؟ لا تقولوا أنكم مع الأغلبية فهذه الفقاعة انفثأت وتمخضت الأغلبية لتعطي المسئولين حق جلدهم من جديد وكأننا نتوق للعيش في دوامة المسكوت عنه ، وأننا لا ندري مصلحة البلد ، وأننا لا نعرف كيف تمارس الحرية ، وكيف تمارس الديمقراطية ، وحدوتة لما تكبر هتعرف ، وأسطورة بكره تشوفوا مين كان مع مصلحة البلد . ما هذا العبث وما هذا التخبط ، لقد كبرنا بما فيه الكفاية ، ونعلم أكثر مما تعلمون ، نعلم أننا كنا نحاكم لتبديد خمسن قرش في ساعات معدودة ويالدفع يا الحبس ، أقسم بالله أنني ساقتني الظروف أن دخل معي السجن رجل مسن بل وعجوز في خمس وسبعين قرش وظل بالحبس ثلاثة ايام من ليلة الأربعاء وحتي السبت لعدم وجود نيابة

فماذا عن ذلك الذي نهب دولة بأكملها ، واغتصبنا ثلاثة عقود وافسد حتي ذوقنا ، ماذا عن رجال حولكم أنتم أكثر الناس علما بأنهم منافقين ، وأنهم كانوا بصاصين ولصوص ومستفيدين من الفساد ، أنا عاهدت الله انني لا أكتب ما يدفع لوقود الفتنه ولا اسعي لذلك ولكن فقط اريد العدل ، أعلم أنه لو غاب العدل فلا قوانين ولا محاكمات ولا شيء سيجدي ، وأنه في وجود العدل الرباني قد رعي الذئب مع الغنم في عهد ابن عبدالعزيز عمر وحفيد الفاروق .

لو انكم اكتويتم بفراق اولادكم لعرفتم كيف يشعر من يري قاتل ولده ، واين ما وعدنا به من تطهير لرموز الفساد واقول رموز لأن الفساد استشري وكلنا نعلم ولكننا مع الوقت سنتطهر ولكن علينا البدء بالرأس ، ولا تخبرني أننا مع الوقت سوف ما دام هناك اعلام مضلل ولوبي رجال شرطة خونة ومرضي نفسيين وبلطجية لم تستطيعوا انتم احتوائهم فاحتوتهم آلة الشر المدفوعة مقدما من رجال أعمال سرقوكم ولا زالوا ويعافرون بقوة لدمار البلد وضياع ثمرة جهادكم

لست أدفع احد ان يخرج في موجة الغضب الثانية كما سماها العزيز بلال فضل ، ولكن أنا اقول فلتقل خيرا او لتصمت ، لا لتخوين بعضنا ولا لفرض ديكتاتورية سئمنا منها طوال حياتنا ، كل الامور واضحة لكنها فقط واضحة لمن يدقق ، من ظن أن بلد بحجم مصرنا ستترك لتمارس الديمقراطية بسهولة فهو واهم ، ومن ظن أننا سنكون لقمة سهلة لي مخططات فهو أكثر وهما ، فأنا علي يقين اننا من سيخرج أو من لا يخرج قلب واحد وغن اختلفت الرؤي ، وأنا اثق بعين يقين أننا لن نعود للوراء

وهكذا قالها عمنا صلاح جاهين

هات يا زمان و هات كمان يا زمان

غير بسمة الشجعان مامني يبان

هو اللي داق الفرحة يوم ثورتــــه

يقدر يعود ولا ثانية للأحــــــــزان ؟

الجمعة، مايو ٠٦، ٢٠١١

الفتنة المصرية

طبعا لا يستطيع أحد ايا كان أن يزايد علي وطنية أي شخص ممن وقفوا دروعا يحمون الوطن بميدان التحرير ، وقت أن كنا نحن المقيمين خارج مصر ننعم بالمشروبات الساخنه والبارده أمام شاشة الجزيرة – وقت أن أرادت أن تنقل الصورة من مصر بكل ما فيها – ولكن في النهاية كلنا مصريون ونعشق تراب هذا الوطن ، ولو سألت اي شخص خارج الوطن ما هي أمنيته وقت اندلاع الثورة لقال لك بالفم المليان " ارجع مصر " فليس أعظم من تحضر ولادة بلدك من جديد ، وقد هالني في ساعة مبكرة اليوم فيديو يتناقله الناس عن زيارة الاستاذه نوارة نجم للكنيسة أمس وانحناءها للبابا شنوده الثالث واستهجانهم هذا الأمر ولما كنت اعرف السيده نواره وأعرف نضج فكرها ورزانته قررت أن اكتب هذا المقال .

المشهد الان في مصر يعج بالمتناقضات والمتغيرات بل ان عجلة الأحداث تسير وبشكل متسارع للدرجة التي لا تجعل هاتفك الجوال يتحمل أكثر من سويعات كمية الأخبار التي يتلقاها في ذاكرته فتضطر أن تزيل بعض من الرسائل التي لا تفيد

لكنني أنظر من بعيد لقضية خطيرة للغاية وهي التي تلوح بين فترة وأخري وهي الفتنه الطائفية ، والتي يؤججها الغوغاء والمتدينين من الفريقين ، أقول المتدينين لا المتشددين ، لأنني لا أؤمن بوصف المتدين فما معني كلمة متدين بل ما مضادها إن صح التعبير فالطبيعي ان يمارس الانسان طقوس دينه وإلا فلما يعتنقه ويضعه في بطاقته ؟

معالجتنا للفتنه الطائفية هي أول قشة تقسم ظهر البعير ، فليس بالقصص وحدها سينقذ الموقف ، نعلم جميعا أننا طيبون وأن محمد هو صاحب جرجس وأن مدرسيك الذين تعتز بهم جدا في فترة من الفترات كانوا مسيحين ، وأن الطبيب المفضل لاحد الشيوخ مسيحي وأن وأن ولكن هل هذه فعلا أشياء تحل المشكلة ؟ اصلا ما يرويه جميعنا هي أمور حياتيه بحته حدثت وستحدث لأنها واقع ، لأننا في مصر مسيحيين ومسلمين فمن الطبيعي والوارد أن يكون منهم المهندس والطبيب والمدرس ولم يحكي أحد عن الفلاح والترزي والنجار والاسكافي والاف اخرين ولو كان بمصر يهود لحدث نفس الأمر انه التعايش وفقط ما نحكي عنه يا ساده

لكن هل هذا التعايش فقط هو من يحل الأزمه ؟ الأزمه تنشأ وتتسع هوتها حينما يغيب نظام يحدد العلاقات والواجبات والحقوق في هذا الوطن ، فالبابا شنوده حينما يرفض الخضوع لقرارات القضاء المصري فهو يوقد نار الفتنه ، والسلف وغيرهم من المسلمين الذين حتي لم يخرجوا في مظاهرات وايدوها بقلوبهم تستقوي علي الكنائس لأننا نحن المسلمين اكثر من المسيحين يشعلون الفتنه

حتي حينما نحاول بحسن نية أن نحل الأزمة نحلها بطريقة سينمائية ، كأن نحضر قداس الاخوة المسيحين في ليلة الميلاد ، أو أن نطالب علي الفيس بوك وتويتر بسرعة التحرك كمسلمين لحماية البابا شنوده لأنه وردت لنا أخبار عن مقتله

أنا لست ضد شخوص دينية ولكنني كنت أتمني قبل أن يقدم الوزراء وذوي السلطة للمحاكمات العادلة أن يمثل شيخ الأزهر والبابا شنودة لمحاكمة شعبية وعادلة من قبل المصريين لأنهم ساهموا بشكل كبير في ترويضنا للذبح من قبل النظام السابق ، فاذا كان المسلمون يتحدثون عن دولة المادة الثانية من الدستور فلما لا تحاكموا من هم رموز هذه الدولة لأن هذه الدولة لا تقدس أحد والقرأن الكريم يحذرنا كمسلمين من اتخاذ شيوخنا أربابا من دون الله فهم بشر يخطئون ويصيبون

وإذا كان المسيحيون يشعرون بالاضطهاد والظلم فلما لا يقدمون البابا للمحاكمة لأنه أول من مارس الاضطهاد والظلم علي الشعب المسيحي بمصر فقوض دورهم السياسي لمصلحة الكنيسه واعادنا لعصور بعيدة من الحكم البابوي الذي ثبت فشله مع السنين وهو ابعاد الشعب عن واقع الدولة والملاذ بالكنيسه كحل ولو في أتفه الأمور كأن يقاضي تاجر مسلم شخص مسيحي لدين له فيهرع راعي الكنيسه لحل الأزمه بدفع الدين !!!!!!!!!!

هذا التخبط والتشوش الفكري لدي الطرفين هو الأزمه والفتنه ، مع ما نخفيه جميعا في قلوبنا من حقد علي الطرف الثاني ، دعكم من الشعارات فأنها كالعطور تتلاشي رويدا رويدا .

استغلال الدين من الطرفين كارثه اعظم ، ولقد شاهدنا بأعيننا ما حدث في التعديلات الدستورية والتي تحولت لغزوة ويبدو أننا عشقنا مفردات بعينها في لغتنا فاعدناها للخدمة كالموقعة والغزوة ويا عالم ايه اللي جاي تاني

يجب أن يعترف المسيحيون أنهم اقل من المسلمين في هذا الوطن وهو اعتراف لا يقلل من شأنهم بالمرة ، ولا يجب الخوض في احصائيات لا طائل منها أو عائد سوي تأجيج نيران الحقد بقلوب الجميع ، كما أن المسلمين عليهم إدراك الحقيقة أن المسيحين ولو كانوا شخص واحد فهو شريك بالنصف مع باقي الثمانين مليون في هذا الوطن

يجب أن يدرك المسيحي أن ملاذه الوطن والقانون الذي يحكمه وليس الكنيسه التي قد تكون ملاذه طمعا في الجنه وهذه قضية لا تخص أحد غيره

ويجب أن يدرك المسلم أن القانون هو من يحكمنا حاليا وقبله يحكمنا العقل والفطرة السوية وقبل أن أمجد شيخا أو أنكر علي أخر يجب ان أرجع للقرأن والسنه وما اجتمع عليه جمهور العلماء وما تطمئن له نفسي ولا أجعل من ديني بكل ما فيه مجرد خناقه في كل عام هل زكاة الفطر تكون حبوبا او نقودا

يجب علينا كمصريين ان نتعايش دون فلسفات واختراعات وحساسيات ، فمن الطبيعي في وطن بكل هذا الحجم من السكان أن يعاكس شاب ايا كان فتاة ايا كانت ويمر الموضوع عاديا جدا حتي تظهر في الافق خانة الديانه فيصير الأمر حراما ، وتنشب المعارك ، ومن الطبيعي ان اتعارك معك لو كنت مسيحي وتغش في الميزان ليس لأنك مسيحي وليس لأني مسلم بل لاني بني ادم أرفض ان تضربني علي قفايا ، ولك حق أن تسبني وتتعارك معي لو كنت مسيحي ورفضت أن أوسع لك في مواصلة وقت الظهيرة وتنّحت في الكرسي دون أن اكون عابئا بك

يجب أن يكون الأمر طبيعي فخناقة اتنين من غير دين بعضهم ليست غزوا ولافتحا ، فهي خناقة يتحمل تبعيتها الاتنين المتخانقين

علينا أن ندرك اننا شعب متدين ولو لم يمارس الكثير منا الدين سوي يوم الجمعه والأحد فلا يمكن أن تقنعني أن تطرح موضوع وضع خانة مصري وفقط بدلا من الدين ويقبل بالأمر المسيحي قبل المسلم وهذا الهراء لا يفيد ولا يمكن ان تنتهي الفتنه لشعب فقد هويته انا مسلم وعليك أن تقبلني وانت مسيحي وعلي أن اقبلك واحترمك وهذا هو الحل الوحيد لهذه المشكلة القائمة والغير مفتعلة كما يشير بعض الساده الكتاب والمهتمين .

وفي النهاية علينا أن ندرك مسيحين ومسلمين أن أولئك الذين يقررون التخلي عن دينهم المسيحي او الاسلامي لمصلحة طرف لا ينفع طرفا ولا يضر أخر فلن يضيرنا او ينفعنا لأي الفريقين يريد أن ينتمي

كما أن أهم ما في الموضوع أن مصلحة المسيحي والمسلم هي الاتحاد لبناء وطن يسود فيه القانون والعدل ويطبق فيه علي الشيخ قبل الفاسد وعلي البابا قبل رعاياه قانون يطبق علي المصريين دون تمييز بجنس أو دين او لون

الاتحاد هو الحل

السبت، أبريل ٣٠، ٢٠١١

أن تكتب كالبني آدمين

الكتابة من الأعمال التي لا تؤمن بنظريات أو فلسفات تشرحها وتشرّحها في ذات الوقت ، فحينما ألج في سم خياط النص تنتابني أحاسيس لا قبل لي بتخطيطها ، فكم من المرات التي سألت فيها مدرس اللغة العربية إن كان ما يقوله كتاب الوزارة صحيحا أو أنه يفتري علي الشاعر الفلاني ما قاله في قصيدته الفلانية تحت اسم " مواطن الجمال " ، ولا أخفيكم سرا أن أكثر الجمل قبحا في أذني كانت " أجاد الشاعر في اختيار كذا " .

فلو كان الأدب بهذه الطريقة والكتابة الأدبية شعرا أو نثرا أو أي نوع من الكتابة الأدبية لتنحي المؤلفون ليرتقي مكانهم علماء الرياضيات والكيمياء والفيزياء فهم أكثر تنظيما وتخطيطا ووعيا وادراكا للمعني الذي لم يظل في بطن الشاعر بل غادرها لموطن من مواطن الجمال .

هل جربت ان كنت ممن أصابتهم حمي الكتابة أن تقرأ نصا قديما لك؟ ان هذه المحاولة الجنونية تدفعك لكي تصدق ما أقوله من أن الكتابة لا يخطط لها ، فأنا أقف محتارا أمام كتابات قديمة لا أتذكر المناسبة التي قلت فيها هذا الكلام ، بل وأشك أحيانا أن مافي هذا النص هو من صنعي في جملته وأستغرب هل أنا من كتبت هذا ؟

نعم الكتابة عمل متوازن ومتناسق وكلما رتبت له وأعددت له صار النتاج قويا ومبهرا ، ولكن نحن نتحدث عن عملية الميلاد لا المخاض ، فأنا اعلم كم من المرات التي تلف وتدور وتكتب جملة او بيتا للشعر ثم تمزقه ثم تعود إليه ثم تغيره كلية وثم وثم إلي أن تبتسم في رضا عن مولودك الأدبي

ويحكي لنا التاريخ النقدي عن أن أكثر فترات الشعر سوءا تلك التي صار فيها الشعراء كالبناة فهم يهتمون بالشكل والموطن الجمالي – يبدو ان الموضوع قديم – والادوات اللغوية دون جوهر الموضوع وحدث هذا في العصر العباسي

كما أنه للانصاف فإن كثيرا من المتلقين يعجبهم هذا النمط الابداعي والمبالغ فيه فلا أحد ينكر أن المصريين عادوا لحب الشعر بل وترديده مرة أخري مع صوت شاعرهم الصعيدي المحبوب هشام الجخ دون النظر فيما هية ما يكتبه وهل سيصنفه التاريخ شعرا أم أهازيج .

كما أننا نعيش اليوم حالة جديدة من الافتعال الأدبي ، تخطت مرحلة الاهتمام بالشكل دون الجوهر ، فهي لا تقتصر علي افتعال المفردات وفقط بل تمادت لتفتعل الحالة الأدبية اصلا ، وقد لاذ هؤلاء جميعا بمظلة الحداثة ليتقوا قطرات النقد القليلة – للأسف- الموجهه إليهم

فبعد أن كنا نستغرب بعض الألفاظ في كتابات شباب وشابات جيلنا مثل الايدولوجية والتقوقز والتقوقع والحالة الهلامية في اللاانتهاء البؤري صار الموضوع أكثر نضجا حينما تقرأ مقالا كاملا لا تعرف صاحبته الفرق بين التاء المربوطة وتاء التأنيث وهي في الأصل تكتب نقدا لنص شعري عنوانه الباذنجانة القرمزية !!!!!!

وهناك من هذه الحالات المستعصية الكثير والتي تزكم أنفك لمجرد قراءة الاهداء لكتاب أو ديوان شعر حينما تري كتابا للأطفال وقد صدره صاحبه بإهداء جديد من نوعه فهو يقول " إلي أجاثا كريستي ملهمتي " ، والذي ألف ديوانا شعريا لقصائد نثرية وقال في الاهداء " إلي رمسيس الثاني ..... أبو الشعر الحديث " ولا أريد أن أظلم الفتي فربما كان يقصد عم رمسيس بائع الجرائد علي الكوبري الثاني بتاع غمرة

لقد فطرنا الله علي الذوق الرفيع فلا تنكر أنك - إن كانت نفسك سوية – تشمئز لسماع صوت كائن من كائنات الغناء اليوم أو من قصائد لقيطة وجدت علي باب جامع فالتقطها احد المارة ، او كتاب مصري لرجل من صعيد مصر يتحدث فيه عن الميتافيزيقا في شعر الريس متقال

المسألة ابسط بكثير مما يتخيل البعض ، فليس بالتشنج اللغوي وحده يصل الانسان ، أدام الله عليكم فطرته

الثلاثاء، أبريل ١٩، ٢٠١١

قنديل عبد الحكيم

وطاقت نفسه ، وتجمل في ليلة عيد ، وأعد ذبيحته ، وانتظر القادم ، ودارت الشمس ناحية الغرب.

أن تعرف النهاية ولو كانت محزنه ، أرحم ألا تعرفها إطلاقا ، وفي ليلة مهيبه ، تنعم بالهدوء المفرح ، والصخب المنتشي ، والزغاريد المطربه ، تزوج عبد الحكيم من نعيمه .

كان عاملا بالذره ، يعرف كيف يبذر حبة وينتظر القنديل مكتملا ، وحينما بذر ، جني وزوجته بنته البكريه ، وبذر مرة أخري ، فجاءته الأخري ، وبذر ، وجاءه القنديل ، والذي حمد الله عليه ليكون عونا في موسم الجفاف ، او ليكون بذرة يملأ منها الأرض عيالا .

علّمت منذ وعيت للدنيا ، ألا أنظر في عين رجل عقيم ، أو رجل خلفته كلها بنات ، فالحزن القادم منهما يصعقك ، ولا تقوي علي احتماله ، وعبد الحكيم لا إلي هؤلاء ولا إلي هؤلاء .

كان قنديله ، فارع الطول ، حبيباته تقوي علي الانتظار لمواسم الجوع دون أن تصرعها أي سوسة ، وككل القناديل التي في بلادنا ، ثار قنديل عبد الحكيم وقرر الخروج من الصومعه

انا هنزل مصر اشتغل

الرجال ضعاف أمام رغبات أولادهم ، وإن تعارضت معهم ، يعملون من أجل تلبيتها وإن أظهروا العكس .

يا ابني انت ناقصك حاجه هو احنا لينا انا وامك في الدنيا غيرك

وزاغ قنديل عبد الحكيم ، نزل مصر ، قرر أن يكون عبد الحكيم بصورة معاصرة ، وفي نهاية المطاف ، يعود ليسكن دار ابيه ويتزوج في ليلة مهيبة أخري ، ويرعي زوجته حتي يحين وقت الحصاد ، وهكذا تبدأ الحكايات وهكذا تكون النهايات أيضا .

النهايات مؤرقه كما البدايات تماما ، فالبدايه قلق وتخوف من عبد الحكيم ، ومع الوقت تعود ثم رضا فمراجعة للنفس .

ربنا يخلي مصطفي مش معوزنا حاجه يا نعيمه وقال انا ماكنتش عايزه يسيبنا

يصعب علي أي قنديل أن يغيب أكثر من شهر دون العوده لصومعته التي منها بدأ وإليها يعود ومنها يخرج تارة أخري ، يعود في أول رمضان ، والمولد ، وشم النسيم ، والعيدين ، وافراح الأقارب والأصدقاء .

وطاقت نفسه وتجمل في ليلة عيد ، وأعد ذبيحته ، وانتظر القادم ، ودارت الشمس ناحية الغرب ، وانقطعت أخبار ولده ، وابيضت عيناها من الحزن ، ،

عيد ؟ وبأي حال عدت وقنديلي لم يعد ؟ وماذا يملك البسطاء في أرض الله غير ساعات الانتظار ، وايام الانتظار بل وأسبوع كامل أيها العبد الحكيم مرت عليك ومرارة حلقك تمج في صدري وأنا أرقبك تهذي منتظرا .

انا هروح اشوف الواد يا نعيمه

لكل منا نظريته الخاصه ورؤيته والتي حينما تثاقل عليه الأحزان يستبد بها ويشرع في تنفيذها ، سار دون هدي ، يدفعه الحزن والشوق ناحية مصر ، أي رياح مثقلة بالمتاعب ساقتك يا هذا كي تسير علي قدميك موازيا لشريط السكه الحديد تفتش بين قضبانه عن ولدك ؟ من أوعز لك لكي تذوق مرارات الحزن والخوف واليأس كل لحظة ؟

ثلاثة شهور ماشيا من اواسط الصعيد حتي وصلت للمدينة العامرة ثم تأنيب نفسك والقرار الأصعب بالعوده من حيث أتيت علك قد تركت شبرا لم تقلعه بحثا باناملك .

شد حيلك ياعبد الحكيم احتسبه عند ربك

الانتظار مر ، فماذا عن اليأس ؟ وماذا عن نسوة ثلاث اتشحن بالسواد ، وابيضت عينا إحداهن حزنا ، وماذا عن رجل فقد قنديله في ليالي الشتاء المعتمه .

دا أنا حتي لو أشوفك ميت يا ابني هرتاح

ستة أشهر وشهر ، شهر هو أطولهم ليلا ، وأكثرهم حلكة ، وأشدهم مرا ، وأجزعهم صبرا ، وأقلهم نطقا ، وأيام وساعات ، ولحظات ثم ... ادعوا لأخيكم عبد الحكيم فأنه الآن يسأل .

في لحظات اليأس ، تصنع نهاياتنا ، ولو حتي لم تصنعها أيادينا ، فأن تعرف النهاية ولو كانت محزنه ، أرحم ألا تعرفها إطلاقا ، وهو لم ترحمه الأقدار فما عرف النهايه فراح يصنعها لكي يستريح .