الجمعة، أغسطس ١١، ٢٠٠٦

كثير من الكره قليل من الحب

كانت " مي " ومنذ كانت طفلة لا أخجل أن احملها وأطوحها في الهواء تلقي بالأسئلة الشائكة في وجهي وتمضي وكأنها تريد فقط أن تخرج لي لسانها وفي قرارة نفسها تردد وهي تنط فرحا " عمي مش عارف يجاوب "

وهذه المرة فعلتها وهي بنت الأربعة عشرة حول ، فعلتها ولم تمضي علي غير العادة ، أصرت أن تسمع مني الرد .

" هو احنا بنتخانق مع إسرائيل ليه "

هي بدورها من الجيل الذي يتربي علي شبكات الدش ذي الستة عشرة قناة كلها تغذي الفكر المصري بأفكار اقتصادية جديدة ، لكي تصبح من الأثرياء عليك بانجاب مطربة ، فقد أصبح من السخف أن تسأل صغيرة عن مستقبل تتمناه فتجيبك دون تردد " دكتورة ، ابله في مدرسة ، مهندسة ........... " لأن الإجابة تغيرت

وهي ألحت في السؤال " هو احنا بنتخانق مع إسرائيل ليه ؟ "

كعادتي افتعلت أزمه لأهرب من الرد " هو انتي بتعوجي لسانك لا كده ؟ بقيتي من مصر خلاص وبتقولي " ايه وآه " ؟

لكن السؤال الذي طرحته الملعونة لم يرتبك في عقلي كما ارتبكت هي بالحركة الخاطفة الوغده التي قمت بها هروبا من الفتاه ، ظل يطاردني " هو احنا بنتخانق مع إسرائيل لا؟ "

القضية أصبحت خطيرة ، لقد شككتني تلك اللعينة في قضية محتومة كالجنة والنار ، والثواب والعقاب ، والشياطين والملائكة ، قضية تلتصق بذهن كل واحد فينا كاسمه وديانته ونوعه ، لكن هل كل ما ذكرته ثوابت؟ وهل هناك ثوابت في هذا الوطن ؟

هل من الممكن ان تطرح علي نفسك السؤال مرة أخري ؟ الاجابه بسيطه بنتخانق مع إسرائيل علشان هيه اللي بتتخانق معانا وعلشان احنا رجاله وعندنا كرامة لازم نتخانق معاها ، أبسط حاجه إسرائيل بتكرهنا فلازم نتخانق معاها

أين أنتي ايتها اللعينة لأشفي غليلي وأفحمك بهذه الاجابه ؟

بس يا عم احنا هنكرها ليه؟ هو احنا مش فيه بينا وبينهم سلام ؟

أي سحابات سوداء حركتها تلك الطفلة التعسة علي دماغي ؟

هل فكرت في تلك الكارثة من قبل ؟ هل انت تكره إسرائيل فعلا؟ وان كنت فما الداعي ؟ هل لأنها في قرارة رأسك تكرهنا ؟

وهل كرهك لها بهذا الشكل كافي ؟ إنه يبدو كالكره السينمائي " مفتعل يعني " الكل يكرهها فأنا بالتالي اقوم بعملية الكره ، إنه ضرب من الجنون إذا أن تتعارك معها لأنك ستخسر أو قد تخسر فعليا لأنك لم تحدد لماذا تكره عدوك

زمان كنا واحنا عيال يقولولنا ، " لو حد ضربك قبل ما تنام تضربه " لم نكن ندرك لماذا لكن كانت طريقة ناجحة في الثأر ، كان الهدف منها ألا تجف دماء الغضب والكره الفائرة بعروقك بعد فوات الوقت فتتعارك مع عدوك ومخزونك من كرهك له ضئيل فتخسر

الأخطر من ذلك أن تتعارك مع عدوك وإن كنت تكرهه بأي نسبة ولكن حبك لذاتك ضعيف

لن أطلب منك _ أنت _ أن تكون صريحا مع نفسك _ أنت دائما صريح وأعرف ذلك _ لكن سأطلب من وغد مثلي أن يكون صريحا

إن مخزون كرهي لأعدائي صنعته السيما والكتب ، أكره اسرائيل لأن ذلك القاتل _ ابن الكلب _ قتل احمد ذكي فمنع ناهد شريف من الزواج به ، واسرائيل بترت قدم محمود ياسين في احدي المعارك ، وحاصرت محمود مرسي وعساكره في هجوم متكرر علي الممر ، واسرائيل حبست أنفاسنا جميعا حتي المشهد الأخير الذي رجع فيه محمود ياسين لبدور ، واسرائيل هي التي قتلت عبد الله محمود في طريقه إلي ايلات ، وهي التي قتلت صلاح السعدني في حصار لا أخلاقي للمر الذي كان يذود عنه ورفاقه ،

هذا بالنسبة لي كمصري أما علي مستوي الأمة العربية _ وريادتنا _ فالقضية بين اسرائيل وفلسطين أصبحت بالنسبة لنا أرقام ، أرقام مفرغة ، لم أتوقف مرة أمام أي رقم منها لأكتشف أن ذلك الرقم شاب أو فتاه أو رجل أو طفل حتي صارت القضية مجرد خناقه بين فريد شوقي ومحمود المليجي

فهل يكون من المتوقع أن أتعارك واكسب وأنا ذاهب لكي أنتقم لأحمد ذكي ، ومحمود ياسين ، وعبد الله محمود ، ومحمود مرسي ، وصلاح السعدني ؟؟؟؟

سوف أعتبره كافيا لكي اتأهب للشجار ، ولكن ما لايعرفه العامة أنك لكي تثأر ممن قتل عمك أو أبوك أو أخوك يجب أن تتعلم وتحدث نفسك يوميا بالقتل ، وذلك كان أهم أسباب انعزال الكثير من أهلنا بالجبال حتي يعودوا وقد ثأروا لتنصب أصونة العزاء ، في هذه المرحلة يشحن الفارس _الذي أخذ علي عاتقه الثأر_ نفسه بأنه قدها وقدود

إذا أنا أيضا يجب أن أتأهب واشحن نفسي ، فلا أجد أصدق من نادية الجندي في كل مهماتها في تل أبيب .

وأطواق الرياحين التي سيطوقني بها المعلم محمد رضا عند عودتي منتصرا ، إذا أنا مستعد وجاهز للمعركة _ علي بركة الله طبعا _

ملحوظة

في معرض بحثي عن أية مجلات للنصر القديمة ، وكتب العبور العظيمة ، لأستعرض بها علي تلك اللعينة الصغيرة ، وجدت شيئا مما كنت أقوم به وأنا صغير من استمتاع بالتسجيل بصوتي لأشعار" عبد الرحمان الأبنودي " وأقوم بسماعها وبالصدفة البحتة والله وجدت " علي أبو العيون " أرجوكم اسمعوها "

السبت، أغسطس ٠٥، ٢٠٠٦

لزوجة ما قبل الانصهار

لم أخطط يوما لعمل أي شئ في حياتي ، أظن أنني لم أوعز لوالدي وهو في تلك السن أن يضاجع أمي ، لينتهي بي المآل ملفوفا في كومة من عروش الطماطم ظنا منهم أنني لفظت أنفاسي الأخيرة لمجرد استنشاق هواءكم

لم اقرر سلفا أن يغرز بجسدي النحيل ذلك الطبيب عقاره الخاطئ لأعرج بقدمي أمام الضابط الذي استوقفني أمين شرطته يسألني عن موقفي من التجنيد

لم يكن قراري دراسة الكيمياء ، لينتهي بي المآل مدرسا للعلوم بالأجرة ، ثم مقرقرا * في شوارع القاهرة أبيع وأشتري في لحوم المرضي

لم أقم حتى بإنشاء هذا الشيء الذي كلما أردت التقيؤ هرعت إليه بل تكرم به عليَ صديق

لم أقرر حتى علاقتي بتلك الآدمية التي ظلت تسكب بأذني- كلام- ما يقارب المليون ساعة وأنا في أسعد لحظات شرودي و تأملي لقط وقطه يتصارعان من اجل صرصار متعفن بجوار شجرة أم الشعور المواجهة للمجلس الأعلى للثقافة

لم اقرر حتى لمن سأمنح عذريتي حينما منحتها في إحدى الفنادق

لم أقرر حتى أن أكتب هذا الهراء بنصف جسد قلم وورقة من بطن علبة سجائر وذلك الكريه يرمقني بزيه الأبيض وحزام وسطه وكتفه يخرجا لي لسانهما في محطة المترو

هل هذه المقدمة الأسخف من ذلك الكائن ذي الزي الأبيض هي أول خيط أغزله في نسيج كرهكم جميعا ؟

أنت ، في أي مكان ، في أي حالة تمثيلية تمارسها ، في تبسمك السمج ، وفشخة حنكك القبيحة ، وادعاءك اللامنتهي بأنك أنت الوحيد في مجرتنا الذي يعرف ،

أنت بنظرتك القلوية التي تبعث بنفسي الضجر مدعيا أنك تمد يدك لفقرك الشديد ، وأنتي بعرض ذلك اللقيط علي ذراعك ، وأنت الغبي الذي تمنحها بدلا من أن تمنح جسدها – الذي تشتهيه في قرارة نفسك – لأحد الذئاب

وأنت الممدد فوق أرصفة مدينة الموتى ، وأنت يا من تمنحني نظرة الشفقة وأنا أعبر الطريق ، وأنت يا من تبيعني علبة الدخان البيضاء المكتومة الأنفاس لأن هناك نطع آخر تدس الصفراء له ماذا تتوقع مني غير تلك النظرة اللزجة ؟ وأنتي باردافك المتبخترة مستنكرة عدم خروج لساني ليلعقها ، وأنت حين تمنحني جريدة الصباح لا تتعجب حينما أضم شفتي وابصق عليك

وأنت بلحيتك المصطنعة وجلبابك وتلك اللفة الأفغانية وعبادتك للمعز لدين الله الحويني لا تنتظر مني ألا اسبك وأسب اسحاقكك

وأنت حينما تقدم لي زجاجة البيرة بالحرية وتدعي أنك ستخدمني بشراء شرائح البطاطس لأن الترمس قد نفذ- لوجه الله - ولا تعطيني الباقي ظانا أنني لن اصدر صوتا رخيما قميئا من فمي ومنخاري والعن أبو أبوك

وأنتي حينما ترمقيني في استعطاف رذيل لكي تحتلي مقعدي لأن مؤخرتك تعبت من عبث ذلك الذكر الذي يحتك بك لا تنتظري أن أكون اقل ذكورة منه

أنتم جميعا في لحظات نشوتكم الكبرى بتمزيق جسدي في غرفة معتمة وعصابة تحجب هذه العتمة أعرفكم وإن وضعتموني في غيابات جبكم

أنت في وقوفك محاذرا تتقي قطع شعرة معاوية في صداقتنا ، لماذا تستنكر تمزيقي لمعاوية نفسه ؟

هل لأنني عجزت عن اتخاذ أي قرار قد قررت الآن اتخاذ كل هذه القرارات !!!!!

كرهي لك في حالتك التمثيلية وتبسمك السمج وفشخة حنكك ، ولك في تسولك المقزز ، ولكي في بيع أحد أعضاءك التناسلية ، ولك في أثناء متاجرتك بي ، وأنتِ بأردافك المتعطنه ، وأنت بلحيتك الصناعية ، وأنت في أثناء فهلوتك المصرية ، وأنتِ في استعطافك الكريه ، أنتم في عرض قوتكم وتجبركم المزيف أ ك ر هـ ك م ............