السبت، أغسطس ٠٥، ٢٠٠٦

لزوجة ما قبل الانصهار

لم أخطط يوما لعمل أي شئ في حياتي ، أظن أنني لم أوعز لوالدي وهو في تلك السن أن يضاجع أمي ، لينتهي بي المآل ملفوفا في كومة من عروش الطماطم ظنا منهم أنني لفظت أنفاسي الأخيرة لمجرد استنشاق هواءكم

لم اقرر سلفا أن يغرز بجسدي النحيل ذلك الطبيب عقاره الخاطئ لأعرج بقدمي أمام الضابط الذي استوقفني أمين شرطته يسألني عن موقفي من التجنيد

لم يكن قراري دراسة الكيمياء ، لينتهي بي المآل مدرسا للعلوم بالأجرة ، ثم مقرقرا * في شوارع القاهرة أبيع وأشتري في لحوم المرضي

لم أقم حتى بإنشاء هذا الشيء الذي كلما أردت التقيؤ هرعت إليه بل تكرم به عليَ صديق

لم أقرر حتى علاقتي بتلك الآدمية التي ظلت تسكب بأذني- كلام- ما يقارب المليون ساعة وأنا في أسعد لحظات شرودي و تأملي لقط وقطه يتصارعان من اجل صرصار متعفن بجوار شجرة أم الشعور المواجهة للمجلس الأعلى للثقافة

لم اقرر حتى لمن سأمنح عذريتي حينما منحتها في إحدى الفنادق

لم أقرر حتى أن أكتب هذا الهراء بنصف جسد قلم وورقة من بطن علبة سجائر وذلك الكريه يرمقني بزيه الأبيض وحزام وسطه وكتفه يخرجا لي لسانهما في محطة المترو

هل هذه المقدمة الأسخف من ذلك الكائن ذي الزي الأبيض هي أول خيط أغزله في نسيج كرهكم جميعا ؟

أنت ، في أي مكان ، في أي حالة تمثيلية تمارسها ، في تبسمك السمج ، وفشخة حنكك القبيحة ، وادعاءك اللامنتهي بأنك أنت الوحيد في مجرتنا الذي يعرف ،

أنت بنظرتك القلوية التي تبعث بنفسي الضجر مدعيا أنك تمد يدك لفقرك الشديد ، وأنتي بعرض ذلك اللقيط علي ذراعك ، وأنت الغبي الذي تمنحها بدلا من أن تمنح جسدها – الذي تشتهيه في قرارة نفسك – لأحد الذئاب

وأنت الممدد فوق أرصفة مدينة الموتى ، وأنت يا من تمنحني نظرة الشفقة وأنا أعبر الطريق ، وأنت يا من تبيعني علبة الدخان البيضاء المكتومة الأنفاس لأن هناك نطع آخر تدس الصفراء له ماذا تتوقع مني غير تلك النظرة اللزجة ؟ وأنتي باردافك المتبخترة مستنكرة عدم خروج لساني ليلعقها ، وأنت حين تمنحني جريدة الصباح لا تتعجب حينما أضم شفتي وابصق عليك

وأنت بلحيتك المصطنعة وجلبابك وتلك اللفة الأفغانية وعبادتك للمعز لدين الله الحويني لا تنتظر مني ألا اسبك وأسب اسحاقكك

وأنت حينما تقدم لي زجاجة البيرة بالحرية وتدعي أنك ستخدمني بشراء شرائح البطاطس لأن الترمس قد نفذ- لوجه الله - ولا تعطيني الباقي ظانا أنني لن اصدر صوتا رخيما قميئا من فمي ومنخاري والعن أبو أبوك

وأنتي حينما ترمقيني في استعطاف رذيل لكي تحتلي مقعدي لأن مؤخرتك تعبت من عبث ذلك الذكر الذي يحتك بك لا تنتظري أن أكون اقل ذكورة منه

أنتم جميعا في لحظات نشوتكم الكبرى بتمزيق جسدي في غرفة معتمة وعصابة تحجب هذه العتمة أعرفكم وإن وضعتموني في غيابات جبكم

أنت في وقوفك محاذرا تتقي قطع شعرة معاوية في صداقتنا ، لماذا تستنكر تمزيقي لمعاوية نفسه ؟

هل لأنني عجزت عن اتخاذ أي قرار قد قررت الآن اتخاذ كل هذه القرارات !!!!!

كرهي لك في حالتك التمثيلية وتبسمك السمج وفشخة حنكك ، ولك في تسولك المقزز ، ولكي في بيع أحد أعضاءك التناسلية ، ولك في أثناء متاجرتك بي ، وأنتِ بأردافك المتعطنه ، وأنت بلحيتك الصناعية ، وأنت في أثناء فهلوتك المصرية ، وأنتِ في استعطافك الكريه ، أنتم في عرض قوتكم وتجبركم المزيف أ ك ر هـ ك م ............

هناك ٤ تعليقات:

أحمد يقول...

ما أحلى لحظات السجود على مؤخرة نيتشه

سؤراطة يقول...

جميلة وجديرة بالتأمل
نَدُرَ أن نقرأ في صدقها وسط زحمة المدونات حاليا

كراكيب نـهـى مـحمود يقول...

لا اعتقد ان اي منا يستطيع ان يحتفظ بكل هذا الكم من الغضب من الاشياء والبشر دفعه واحدة
اعتقد انك احتجت لحاله من الهدوء النفسي والوجوم لتتجسد امامك كل هذه الصور الجديرة باتامل واطلاق زفرة حائرة

غير معرف يقول...

Wonderful and informative web site. I used information from that site its great. »