الخميس، يونيو ٣٠، ٢٠٠٥

أنتظرك فأخبرني متي ستعود؟


حاولت أن أكتب القصه كامله من البدايه للنهاية ، لكنني فشلت ، كلما أمسك بالقلم لأكتب ثم أعيد ضخها علي الكمبيوتر ، تتنمل دماغي أفشل في حتي أن أتذكرتلك اللحظات التي كنا نتسامر فيها بالعمرانية أو 6 اكتوبر أو تلك الأيام الجميله التي تسكعنا فيها في وسط البلد أو علي الترع المنتشره في نواحي متفرقه بالقاهره والجيزه ، وهو يروي لي كيف اتي وإلي أين انتهي ، حتي الايام الجميله التي قضينها في بيتي بقريتي في محاوله للتخلص من الأسمنتيه المسيطره علينا في القاهره ، فنغلق الهواتف الجواله ، ونرتدي ( أنا فقط ) الجلابيه والشبشب الموريتان ( أنتم لا تعرفونه ) كل هذا يبعث بنفسي الحزن فلا أستطيع أن أتذكر كل هذه التفاصيل لأكتبها ، أنا أعتقد أنه لم يمت ولكنه في رحله خرافيه من رحلاته وأنا أنتظره لكي يعود ليتصل بي ويقول " تعالي كتبت حاجه جديده هتعجبك مش زي كتاباتك اللي من الثقافه الحديثه " وها أنا ذا أنتظره

البدايه




" عصر الروايه" كان العنوان الذي وضع علي لوحة كبيرة بمدخل القهوة الثقافية بمعرض الكتاب ، لمحت عيني اسمه " محمد مستجاب" كدت أجن ، أخيرا سوف أري ذلك الذي حرمني من الكثير لاشتري في نهاية كل شهر مجلة العربي لأقرأه وهو ينبش بغرابه ليكتشف موهبتي في الكتابه
كيف؟ إننا جئنا للمعرض في رحلة ككل عام من قريتنا ويجب علينا الاسراع لنلحق بعربات رمسيس ثم إلي العربة التي ستحملنا لبلدنا ، نصل في الظهيرة نحاول أن نجري داخل أروقة المعرض لنري ما يمكن رؤيته قبل أن يؤذن المغرب ، لا مكان لنا بالقاهره لنبيت فيه
لايمكن أن أترك هذه الفرصه ، إنه الرجل الذي تخيلته طوال حياتي ، كم تمنين أن أراه لأخبره كم أحبه
ملعون ابو الرحله لابو الناس اللي جايين معاهم هنام في الشارع لازم احضر الندوه
باقي علي الندوه ساعه ، مش مهم هستني علشان اقعد في الاول
اين انت يا مستجاب ؟ لابد أنه سيدخل ببدله انيقه ، حليق الذقن ، يتجمل في الكلام
فجأه دخلوا ثلاثه لا أعرفهم لابد أن مستجاب واحد من اثنين منهم لأن الثالث اكيد عامل بالمعرض أو بالكتير راجل فلاح جلب بناته وباقي اسرته في رحلة بالمعرض
لكن هذا الرجل اتجه للمنصه مع الاثنين الاخرين ،
يا عم رايح فان ؟ حدثت نفسي
قدم الشاب للندوه يحضرنا الاستاذ " احمد مرسي " عميد اداب القاهره ، اذن لابد أن مستجاب هو ذا الاصلع الذي علي اليسار فبدأت أنظر له باعجاب
لكن الشاب استرسل ومعنا الاستاذ " طلعت الشايب " لا يمكن!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لقد قفز فجأه الشيطان برأسي ، هذا الرجل المستجاب نصاب يتاجر بجلبابنا ولهجتنا ليكسب تعاطف الحاضرين قررت أن احاربه وأكشفه للجميع
بدأ الكلام دون أن أن يتحدث عن صباه وكتَاب القريه ، والفقر والظروف السيئه ........... حتي كانت الفاجعه
لقد مال برأسه ناحية الاستاذ " طلعت الشايب " وعزم عليه بسيجاره ، لقد قفز ملاك في هذه اللحظه يحارب شيطاني لايمكن أن يكون هذا الرجل ممثل ، لقد تجسد لي وكأنه يجلس في مندرتنا كعمي وهو يعزم علي ضيوفه بالسجائر
كنت أول الواقفين لأسأله
بعد الندوه اشار إلىَ
انت ما بتجيش لاه ياد؟ في عتاب أبوي
خد رقم التليفون من حماده وده عنواني ابعتللي الحاجات اللي بتكتبها
وكانت البدايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

الاثنين، يونيو ٢٧، ٢٠٠٥

والحزن يعرف المباغته

إلي عمي محمد مستجاب أفتقدك أيها الغالي
كانت
تشير بأصبعها الرقيق البالغ في الرقه ، ناحية ترعة صغيرة ، وينطق فمها الدقيق ، البالغ في الدقه ،بكلمة " بح . بح "ذراع أخضر ، يحاول أن يطول الماء ، بينما تقطفه يد قويه ، تضعه في حجرها ، ويد أخري تكمم الفاه ، المحاول عاجزا أن ينثر حروف لسانه الغض علي مسامع الراكبين بالعربه
تغمرني سعاده قصوي ، استجاب رئيس الوحدة الصحية لمطلبي لعمل جهاز يساعدني في الحركة
" مرج البحرين يلتقيان "
كيف قفزت براسي كل هذه الأفكار السوداء ، في اللحظة التي بدأت فيها الصغيرة بالبكاء ؟
" المتعة الكبري ألا تمهد للمتعة الكبري "
لماذا تذكرت ثابت الان ؟ اعوذ بالله
" دع عنك أمري فأن الركب مرتحل "
" بح . بح " واليد الملعونه لازالت تكمم الفاه
" كل نفس ذائقة الموت "
كيف يموت ثابت من أثر المخدر أثناء عملية نزع مسامير الركبه ؟
يستطيل الذراع الأخضرمقتربا تماما من سطح الماء ، بينما تأرن الكتاكيت بسطح بيت ستَي عند سماعها خبر موتها
الف مبروك يا استاذ ، لا يا دكتور ، جواب التنسيق بتاعك وصل
احنا اسفين كلية العلاج الطبيعي لا تقبل معاقين
" يتم عمل مقايسه لجهاز حركي للمذكور اعلاه بأقصي سرعه "
أنا اسف يا ابني العمليه كانت تنفع لو جيت بدري شويَه ، الجهاز يبَس رجلك وللاسف العمليه مالهاش أي فايده
بكره هتروح لفتحي عبد الفتاح علشان تنشر أول قصه ليك
بينما يرقد هو في العنايه المركزه لأحرم حتي من أن أكون لجواره

صراخ جمجمه

عايزين واحد قلبه ميت , يروح الترب , في الليل , ويجيب معاه جمجمة
أي جمجمة؟ قالها عمي معوض متحفز
لاع ، الجمجمة اللي هتصرخ هيه اللي يجيبها
...............
الجو تملأه الزيطه ، تعقبها نوبة من السكون المميت ، كالسكتة الدماغية ، الزيطة _ المقبولة _ مصدرها برطعة الجاموس ، وهيجان ذكور البقر ، في عودتها للبيوت ، بتكرار ممل ، يصاحبها خوار مزعج ، ونهيق متقطع ، ونباح لعين ، وكلمات لا تجدي ، حو – اخط – جر
..............
الجو غائم ، مكتوم الأنفاس ، من غبار الأقدام المهرولة ، رغم بصيص النور ، المنبعث من نصف قرص الشمس
الزيطة ، تتعالي تدريجيا ، حتي تصل منتهاها ، قبيل سكتتها المداهمة ، موقعة بالقلب حزنا ، وبالجسد ارتخاءا وبالعين اغفاءة ، فنوم عميق ، الهم الناتج عن ذلك المنظر ، المؤذن بانقضاء يوم من الأيام ، سرعان ما يزول ، إلا أنه هذه المرة ، شارك هما اخر ، فتضخم مقتربا من الحزن
عمك عيد ابو براهيم ، واحمد ابو متولي جابوا أبوك شايلينه علي الجحش .
قالتها وهي تنكفئ في طريقها لبيت عمي
ملازمة أبي الفراش ، دون حركة ، أمر يصعب قبوله ، لو تابعته من قبل ، يملأ الأرض ، والبيت ، وحلقة الذكر ، نشاطا وحياة
هل يسقط محطوطا علي السرير ، إنه يتظاهر!!! ، فكيف أقبل لمن يجر بقراته الثلاث ، يركب حماره الأسود – ذا البقعة البيضاء في كفله – تاركهم في مربطهم ، ليحضر فطورهم ، ثم متفقدا زرعته ، يعزق ويحرث ويقتلع المندس بها ، شاغلا نفسه بصناعة خيالات المقاته – دون الحاجة – إلا لأنه يكَل من الراحة
وأثناء عودتي من مدرستي الأعدادية ، قرب حقلنا رأيتها ، أختي ، تجري ناحيتي ، منتفشة الشعر ، لابد من كارثة بالبيت
عمك عيد ابو براهيم ، واحمد ابو متولي جابوا أبوك شايلينه علي الجحش .
قالتها وهي منكفئة ، في طريقها لبيت عمي
لم أفهم من الكلام إلا حروفه ، فاسرعت للبيت ، لأجد زحمة مخيفة ، علي عتبته ، ونسوان يرمقنني ، بعيون ، وتشيعني ، بهمسٍ فحيح ، ومصمصة شفاه أعرفها
اقتربت ، غير مدرك للأمر ، بادرني عمي عيد
خير يا ابني ، خير إن شاء الله ، أبوك كويس ، مافيهش حاجه ، دول شوية تعب صغيرين ، وهيروحوا لحالهم
المرة الأولي ، التي رأيته علي فرشته ، ملحوفا بلحافين ،علي رجليه
يا ثابت ، أنا كويس ، ومافيش حاجه ، يا ابني ، دا انا قلت لعمك عيد ، يسيبني كده قد ساعة واللا حاجه ، وهابقي عال
فقد القدرة علي السير ، لم يعد يصلب طوله ، ظل فترة ، عاني خلالها ، وعانيت ، أشد المعاناة ، حاولنا فيها ، كل المحاولات ، ليسترد عافيته ، دون جدوي ، انتهت بلزومه البيت ، مستقبلا – وأنا معه – المعزين ، والمواسين ، والمبشرين بالشفاء القريب ، بإذن الله ، والراوين – لقطع الوقت والملل – قصص الأقارب المشابهه ، التي كتب لها الشفاء . لم نفقد الأمل ، طرقنا باب الأولياء ، والعرافين ، وأهل الودع والأحجبة ، وذوي الخبرة ، والسحرة ، والأطباء
يا ثابت ، يا ابني مامنوش فايده ، دا كله ، شوف مدرستك ، وراعي اخواتك ، هو عنده العفو
راعيت اخوتي ، وراعيت الأرض ، رحت الأرض ، معه كثيرا من قبل ، لم أشعر بفراغه المتروك ، إلا بعد أن رحتها دونه ، كل شبر فيها يسأل في استغراب ، لماذا لم يعد يطأنا بقدمه ، حاولت النسيان ، لكن السؤال الملعون
أبوك عامل اه يا ثابت ؟ ربنا يا ابني يشفيه ، يذكرني بمصبيتنا
روح يا ثابت ، ناديلي عمك معوض ، قل له كلم أبويا
معوض اخوه الوحيد ، قاطعنا لموافقة أبي ، علي زواج أختي الكبري ، من ابن سيد أبو عكوش ، المدين ابوه لعمي بتمنميت جنيه ، حق شركته ، في جاموسه
عمي معوض ، طيب ، عبوس ، وصليب الرأي ، كان يأتي عندنا صامت ، كالأغراب ، يجلس عند قدم أخيه ، مستقبلا الزوار ، وموصلهم لخارج البيت ، كمهمة يؤديها باتقان .
لكنني ، ألمح في عيونه الزائغة ، حب جارف ، مكتوم ، تجاه أخيه الملقي علي فرشته ، أراه واضحا ، ذلك الحب ، عند مروري بحقله ، مستوقفني ، خد يا ثابت ، القندلين دول لاخواتك ، شاميكم لسه يا ابني ، ما شدش حيله ، محاولا أن يطرح بعيدا ، شعوره بالزعل ، للقطيعة التي بيننا وبينه ، خاصة ، وأن ابي ، هو أخوه الاكبر ، بكل ما يحمله ، هذا الأعتبار ، من معاني ، وتيقنت من الأمر ، عندما جلسنا ثلاثتنا ، ففاتحه أبي
يا معوض ، يا اخويا ، المصارين في البطن بتتخانق ، وأنا كنت عاوز استر البت ، واهي بنتك برضه ، وابن سيد أبو عكوش ، مننا ، غلبان زي حالاتنا ، وإن كان أبوه ، كل حقك ، استعوض ربنا يا معوض واديك شايفني
ولم يكد يفرغ ابي من الكلام ، حتي تحول وجه عمي العبوس ، لوجه برئ ، ولغته الحاده ، لأخري عذبة لم اتعودها منه
ما تقولش كده يا ابو ثابت ، ربنا يشفيك ، بإذن الله
وانتظرت ، إذن الله ، المتوقف عليه ، مصير أبي ، ومصيري ، وبظهيرة أحد الأيام ، داهمنا عمي ، ومعه رجل غريب ، الملبس ، ولون البشرة ، واللهجة ، والحركة
يعالج بالسحر ، يسمي البربري ، استنكرت أن يشفي ابي ، علي يديه ، فجأة ، قطع صوته ، صمت المكان
عايزين واحد قلبة ميت , يروح الترب , في لليل , ويجيب معاه جمجمه
أي جمجمه؟ قالها عمي معوض متحفز
لاع ، الجمجمه اللي هتصرخ هيه اللي هيجيبها
وبدا يغزوني الرعب
بس انا برئ من اللي هيروح ، سوا كان راجل والا ست . فاحتلني الرعب
ماشي وعاوز الجمجمه دي ايمتي ؟ وكأن عمي قرر أن يجيبها ، فانتفض أبي
اعوذ بالله ، الله الغني يا عم ، اسكت ياد يا معوض ، عاوز تروح ، وامشي أنا ، وانت تموت ؟ ، نعمل اه ، لو لبستك حاجه في الجبانه ؟، الحمد لله ، انها جت علي قد كده ، كدا رضا
برطم البربري ،
هيه دي طلباتي ، ومن غيرها ، ما فيش علاج
وأسرع خارج البيت ، يلاحقه عمي . ولم تمر أيام حتي جاء عمي معوض ، ليلا ، ومعه برطمان ، مملؤ بالماء ، الذي نقعت به الجمجمه ، وأن علي أبي أن يغسل به رجليه ، ويلفها وينام ، وشرح عمي بحماسة ، طريقة الغسيل ، وأنا انظر غليه ، بانبهار ، كيف لم يعتبر بتحذيرات اخوه ، في اليوم التالي ، فوجئت بأبي ، ولم يكن النعاس قد نال مني طوال الليل ، يقف منتصبا ، يكاد – لولا الخجل – يرقص ، وطار الخبر ، بالبلد ، البربري ، شفي رجلين ابو ثابت ، ولولا شهامة معوض اخوه ، كان زمانه راقد مكانه
وانزاح الهم ، الملازم لنا ، ليظل الهم ، الوحيد الباقي ، عند انقضاء يوم من الأيام
وبعد الحادثة بشهور ، كنا ، انا وأبي وعمي ، ندرس القمح ، وعلق جلباب ، عمي بسير الدراسة ، فصرخ ابي ، بأعلي حسه ،
حاسب يا معوض
تذكرت ، الجو المكتوم الأنفاس ، وبرطعة الجاموس ، وهيجان ذكور البقر ، والزيطة ، واختي المنفوشة الشعر ، والبربري ، والجمجمه، وأدركت أن الجمجمه الشافية ، لا يمكن أن تكون ، إلا تلك الصارخة ، وليست أي جمجمه أخري
14 فبراير 2002

ادعوا له

يرقد عمي محمد مستجاب الان في العناية المركزه بالقصر العيني ، لا استطيع أن اتخيل أنه سيتركنا ، ادعوا لمحمد مستجاب ، لا نريد أن نفقد كل ما نملك من جمال في هذا الوطن الذي يتقلص فيه الجمال أمام القبح

الثلاثاء، يونيو ٢١، ٢٠٠٥

لا تنسحبوا

لئلا أكون سارقا للكتاكيت ، ولئلا اكون الدكر الوحيد المتخلف فكرا ودكورة .
ولئلا تصير مدونتي مرتعا للقيل والقال قررت أنا -بصفتي وشخصي - الانسحاب وأعتذر لكل النساء والرجال معا
فأنا لم أقصد اثارة الفتن والقلاقل بمدونتي "يا رجال العالم انسحبوا" ولان مدونتي لا تصلح لان تكون مثل "هذا ليس كتاب البقف"
فانسحبت انا سارق الكتاكيت والدكر الصعيدي المتخلف

الأربعاء، يونيو ٠١، ٢٠٠٥

هربان من الجيش

كنت عائداً من مسرح الطليعة ، انتهي عرض " كاليجولا" ، وأنا في غاية السعادة ، شديد الفرح بأصدقائي ، الذين لعبوا دور " الأشراف" . وفي الطريق رن هاتفي – لا مؤاخذه – المحمول
- أيوه مين ؟ - أيوه؟ في حد يرد يقول " أيــــــــــــــوه ؟" – مد من سبع حركات–
- عمي محمد عامل اه؟
- حلو يا اخويا ، قافل تلفونك لا ؟ بقيت مهم خلاص ؟
- هاهاهاها ابدا والله كنت في المسرح بس
- طيب ، بكره تروح لفتحي عبد الفتاح ، خدت لك معاد معاه بخصوص النشر
- متشكر قوي يا عم محمد
- علي اه يا درش ؟ خد بالك واوعي تتاخر عليه بكره الساعة 12 في الاوبرا ، تصبح علي خير

اغلقت الهاتف ، وقد انفتحت ابواب السماء والأرض ، والتاريخ ، والجنه ، والقصور ، ومراكب النيل ، والأوتيلات ، والقاعات المكيفة ، وغرف الجتماعات– لاحظ انني لم أذكر الأبواب السرية الخلفية غالبا ببيوت المهتمات جداً بالثقافة الشابة الحديثة-
-
انت يا كابتن ؟
- مين ؟ انا ؟
- ايوه انت ( في تقزَز مخيف )
- نعم
- فين بطاقتك ( بطئتك كما نطقها
)
- اتفضل ، بس ممكن اعرف مين حضرتك ؟
- هكون مين يعني؟
- انا اسف ياباشا ( رغم يقيني انه مجرد امين شرطة اسم الله ، لكنني كنت في اشد الحاجة ان اصل شقتي بسرعة ، والا ادع أي شئ يعكَر مزاجي ، خاصة في تلك اللحظة التي انفتحت لي فيها كل الأبواب )
-
انت من الصعيد !!!! إمــ مممم ايه اللي جايبك هنا ؟
- انا شغال هنا حضرتك
- مش مكتوب ، مكتوب حاصل علي بكالوريوس علوم
- فعلا بس انا شغال في شركة هنا قطاع خاص
- طيب طيب
( في قرف شديد )
ابتلعت هذا القرف ، حتي تمر لحظاتي السعيدة بخير
-
بس انت جاي منين دلوقت ( دلوأت ) انا شايفك وانت جاي من بعيد
- حضرتك انا جاي من ناحية المترو ( لاحظ انني لازلت استخدم حضرتك ، وباسلوب مصطنع )
- طيب ماشي ، فين موقفك من التجنيد ؟ ( نطقها موقفك هذه المرة )
-
أه ؟ موقفي من التجنيد ؟
- ايوه فين هو ؟
- انت ماشوفتنيش وأنا جاي ماشي عليك ؟ ( لاحظ رفع كلمة حضرتك )
- شوفتك ياسيدي ( في بلاهة ، وغباء ، واستظراف ، وبرود )
-
طيب طالما شوفتني ، بتسألني علي موقفي من التجنيد لا ؟
- ليه؟ ( في حدَه) دا شغلي يااستاذ
ملحوظة
منذ ان تخطيت عتبات سلَم المترو ، وقد لاحظت أن هذا الكائن يرمقني ، ويتابع حركاتي ، وبالتأكيد لاحظ مشيتي جيداً ، ورأي عرْجتي التي بقدمي اليمني رأي العين ، فهي واضحة للأعمي
-
ما اناعارف انه شغلك وبعدين
- فين موقفك من التجنيد ؟( موقفك أيضاً )
ظننت أنه لايري
-
بص كده ؟ شوف انا بمشي كيف ؟
- هو أنا هناسبك؟ انا مالي ( في غباء مخيف )
-
عندك حق ، أنت عاوز موقفي من التجنيد ؟
- أه
- انا هربان من الجيش
- إيه؟
- هربان من الجيش ، سمعت هربان من الجيش
- طيب قدامي ( اودامي ) علي حضرة الظابط
وصلنا للضابط ، قدَم له بطاقتي ، كلَمني الضابط
- انت بتشتغل هنا ؟
- أيوه ( لاحظ لغتي الحاده )
- ماله يا حضرة الأمين ؟ ( لاحظ تجاهله لي )
- ما معهوش موقفه ( موأفه هذه المرة )
من التجنيد ياباشا
-
ياابني موقف ايه ؟ انت مابتشوفش؟
- ايوه ياباشا بس دا بيقوللي إنه هربان
تدَخلت لأنهاء الأمر لأنني بدأت في الاختناق
-
انا قلت كده لما لقيت انه سؤال يضايق
- طيب خلاص خلاص ، اتفضل يااستاذ البطاقة بتاعتك وبعدين لما يسالك حد تاني رد كويس
- يعني ارد اقول اه ؟
- قوله انا ماليش جيش
ابتلعت ضحكتي ، وحمدت الله انني عدت مرة اخري لشقتي محافظا علي مزاجي الرائق ، وعند الباب ، صرخت ( طيب علي الطلاق انا هربان من الجيش )