الثلاثاء، يونيو ٠٧، ٢٠١١

رأي العين

العين تعشق قبل القلب أحياناً ، ظل هذا المثل مقترناً بالحب من أول نظرة ومتناغماً إلي ان فاجأتنا الأحداث بسؤال المرحلة ائنذاك مين السبب في الحب القلب والا العين.

عليك بالهدوء والتروي واسترجاع شريط ذكرياتك إن كنا لا زلنا نملك شرائط ذكريات ولم نحولها لإسطوانات مضغوطه أو ملفات علي أجهزة الحاسب .

كنت أتخيل وانا طفل أن كتّاب موضوعات النصوص المدرسية هم أولئك المدرسين الذين يدرسون لي بالمدرسة ، كان خيالي نشطاً بشكل ملفت للانتباه ، فأنا من ارتديت طاقية الاخفاء التي جلبتها لي أمي من " عمَار سيدي القُرني " وكنت ، وكنت وكنت ، كذلك أنت متّعك الله بالعمر المديد لم تختلف عني في شيء إلا البيئة التي نشأت بها ربما .

ما أثار حفيظتي لسنين طويلة حتي توقفت عنه قهرا مني ، هو تخيل القادم ، ماهو شكل المدرس الجديد بتاع المادة الفلانية الذي سيدرس لنا من الاسبوع القادم ؟ شكل الناظر او الناظرة الجديده ؟ كيف سأبدو عند ارتدائي البدلة ؟ وكيف وكيف وكيف وملايين من الكيفييات التي تخيلتها انا وأنت ، وكم من المرات التي اصابتك الحقيقة بالصدمة وكم مرة انتشيت لصدق حدسك .

ساعدني هذا الأمر علي حب طاغية الكتابة يوسف إدريس ، وهو يصف المشهد الأثير لي عندما يعود لقريته ويصف الطريق من لحظة نزوله وحتي يصل لبيتهم وكيف عرف أن هناك جمعا من الأوز سيكون في استقبالي أنا أيضا .

حينما كان هذا شعورا عاما لجيل بأكمله قبل أن يدهسنا التليفزيون بفضائياته اللعينة التي قتلت الخيال لاحقا ، اعتمد شبابنا وفتياتنا علي قصص احسان عبد القدوس في تفريغ شحناتهم العاطفية والغرائزية معا حينما احتضنوا في أسرّتهم " البنات والصيف " .

متعة ما بعدها متعة ، تلك التي كنت استشعرها وأنا أرسم بمخيلتي صورة لكاتب أتابعه وأحب قراءته ، حتي هجم علينا التليفزيون بسيل من اللقاءات وبعدها سيل من البرامج الحوارية حتي تحول الأمر في نهاية المطاف لعالم من المتحدثين.

ظللت ثمان سنوات كاملة اقرأ واحة العربي بانتظام ممل ، وأهيم مع صاحبها " محمد مستجاب " وأنا أرسم له صورة بالقلب والعقل معا ، حتي حانت اللحظة التي اتهمته فيها ظلما بالتمثيل الدرامي لولا أن ساقت الأقدار ما أثبت براءة الرجل

ولكم حزنت حينما رأيت عمر طاهر العبقري في برنامج تليفزيوني يجاهد فيه للمحافظة علي روح عمر طاهر في كتاباته دون جدوي ، نوارة نجم تقرأها وانت لا تملك السيطرة علي نفسك من التركيز تارة والضحك تارة ولكن ماذا تفعل حينما تهب عليك في قناة التحرير سوي ان ادير ظهري أو القناة او الاثنين معا ، ابراهيم عيسي الذي أشعر به كأنه أخي تماما دون الالتفات لوجود شبه غريب بين شاربيهما ولكنني أتحاشي الجلوس أمامه وهو لا يكف عن تحريك يديه يذكرني بالحركة الشهيرة لأختي تحت رعاية أمي وهي تعجن في فجر يوم من الأيام التي كان يعجن فيها المصريون.

اذكر أول مرة رأيت فيها محمد صفاء عامر مؤلف أشهر المسلسلات الدرامية الصعيدية في القرن الماضي " ذئاب الجبل " وكيف أدركت ما سر عدم اقتناعي بالمسلسل رغم متابعتي للعبقري عبد الله غيث .

أول مرة رأيت فيها صاحب ليالي الحلمية يدخن السيجار الفخم وانا الذي كنت معتقدا أنه يقف لصف مفيد ابو الغار وليس مع المعلمة فضه المعداوي

اللحظة التي انسحبت فيها من مكتب أحد الكتاب بجريدة الأسبوع والذي كنت استشعره مناضلا ولم يقتل فرحة لقائي به سوي انشغاله بلف سيجارة حشيش .

صورة خالد كساب التي لم أستطع تحجيم تفكيري بها وأن أرجوه أن يهذب شعر رأسه قبل ان يعيد النظر فيما يكتبه اصلا .

رفقاء كثيرون حينما بدأنا رحلة التدوين عام 2005 ولما قدر لنا ان نلتقي واكتشاف الحقائق المُّرة .

أنا ، كاتب هذه السطور أعرف انك قد تندم لأنك تمنيت أن تشرب معي الشاي علي مقهي من مقاهي وسط البلد برغم ما اشيعه عن كرم اخلاقي وطيبة قلبي .

أنا أعرف تماما أن ما نكتبه لا علاقة له أحيانا بشخصياتنا وحياتنا واننا عموما لا نفصل بين الكاتب وابداعه ولا نستطيع الفصل بين ما يقدمه وحياته الشخصية ، ولكن أحيانا من مصلحة الكتاب أن يظلوا خيالات جميلة عالقة باذهان قرائهم

وألا يحاولوا الاقتراب من الصورة المرسومة في ذهن كل قاريء لأنه عن تجرية شخصية كلما اقتربوا كلما شوّهوا هذا البورتريه الجميل المصنوع من سطورهم ومفرداتهم

الأحد، يونيو ٠٥، ٢٠١١

لا تعليق

قررت أن تكون التدوينة في نهاية اليوم حتي لا أصيبكم بالاكتئاب المبكر ، فبعد أن انتهينا من الحصر بكل ما فيه من مفارقات وغرائب ، بدأنا العمل وكونت مجموعات عمل وتحمس ذوي الاحتياجات وقررنا كلنا في اجتماعنا الأول أن ينجح هذا المشروع فهو حلم ولكن كيف؟ قالت لي صديقة عزيزة علي قلبي أنه يجب ان نثبت ذلك عمليا لا كلاما وقررت أن تعلم في المشغل الخاص بها عشرين فتاة وشاب أعمال التريكو ، وبدأت الأفكار الرائعة تخرج للنور ، فهذا يعرض فكرة للعمل بمقاصف المدارس علي مستوي المراكز وتكون كلها للمعاقين ، وهذا يقرر توزيع الخبز كرواتب يومية قبل ان تستولي عليها وزارة التموين كسبق لها

وفي النهاية .......... كل الطرق تؤدي إلي المحافظة ، والمحافظة تحتاج محافظ ، والمحافظ مشغول بمشروع التاكسي ، والتاكسي شاهين ، وشاهين دي ماركة ، والماركة جاز ، والجاز غالي ، والاجرة جنيه ، وجنيه متعوم ، وفلوس مافيش ، ومافيش قرار ، وقرار والفين ، والفين وسبعه ..... تم رفض المشروع لعدم جدواه الاقتصادية وما يحمله من مخاطر ، وعليه يتم إعادة المعاقين للحظيرة وعليهم محاولة الدمج في وقت أخر

السبت، يونيو ٠٤، ٢٠١١

شهر من الحصر والحسرة معاً

في تمام العاشرة تأهب ثلاثتنا ، أنا ومعي اثنين من الهيئة الانجيلية المشرفة علي المشروع ، لدينا شهر بكامله لحصر ذوي الاحتياجات الخاصة في المركز وكانت المفاجأه أنه لا توجد لدي أي جمعية من العاملين بهذا المجال كشوف رصد لتلك الحالات وهذا يُعني أننا لا نعرف أصلا ً العدد الصحيح لهؤلاء .

وجدتهم قد قسّموا المركز لعدة مناطق حسب الأهمية ، اعتمدوا علي خط الفقر استناداً لأن مثل هذه الاعاقات التي في الغالب نتجت عن شلل أطفال ظلت ماما سوزان تحارب فيه ولم يمهلها القدر إعلان النتيجة .

سنتحرك بسيارة ولكن بداخل القري والكفور والنجوع لا يجوز ولا تستطيع ، فهو يوم طويل جداً حيث أنني بيني وبين المشي تار بايت للدرجة التي تدفعني للتمنّي ولو للحظات أن أدخل الحمام بسيارتي .

المشكلة التي كنت أفكر بها طوال الطريق بالاضافة لموضوع المشي هي أننا نتحرك تجاه المجهول ، فنحن لا نعرف إلي من نذهب ، والكوارث التي ستنجم بمجرد دخولنا أي قرية أو نجع من النجوع والتي لا يدركها رفيقا الدرب .

فليس من السهل اقتحام حياة البسطاء بهيئتك المدنية ، خاصة حين تسأل عن عوراتهم ، والإعاقة في تلك الأوساط عار يتقوه ، ماذا نفعل ؟

قررت وبسرعة أن أفعل كما يفعل باقي المهتمين ... قليل من الكذب

" احنا جايين نجمع أسماء اللي عندهم اعاقات علشان في اعانات ليهم "

طبعا نجحت الفكرة ، وبدأت الناس تساعدنا ، وتحمس بعضهم فرافقنا ، وتحمس اخر فنادي في ميكرفونات المساجد ، واستغربنا وتحاشانا كثير ايضا .

كانت الصدمة الأولي لي وأنا الذي عملت منذ كنت طالبا بالاعدادي في هذا الحقل أن أجد أشخاص لم أرهم في أي اجتماع أو مؤتمر أو ندوة ، واكتشفت أن من أعرفهم كانوا كمن يحضرون البرامج الفضائية للضحك والتصفيق مقابل قروش قليلة أو وعود زائفة .

" الحقائق كالزبادي تتغير بمرور الوقت " هكذا تغيرت الحقائق لدي ، وهكذا قابلت اناسا يحتاجون للدمج مع أسرهم قبل ان ندمجهم في مجتمع لا يعرفهم ، عم عبد الله يجلس من أربع وعشرين عاما في السرير هل تتخيل أن تظل في غرفة كل هذه السنين ولا تبرح مكانك حتي لقضاء الحاجه حينما سمعت به كنت أدرك أنني سألاقي شبحا يسكن مقبرة ، لكنني فوجئت بوجه ضحوك وقلب مؤمن ولسان ذاكر فبادرته لما تحرم العالم منك يا عم عبد الله فقال لم يد لي أحد يده يا أستاذ

ورباب وهدي الفتاتين اللتين رأيتهما غصباً وعلي مضض من أمهم التي جعلتني أقسم ألا أخبر أحداً أنها أم لطفلتين رائعتين في سن السابعة وتخبئّهم كالأواني بالدار خوفاً من شماتة الناس.

أي دمج جئت أنا حالماً أن يحدث إذا كان هناك عقول خارج اطار الانسانية والفهم بل والرحمة ، لا ألوم أهليهم قدر ملامتي للمحيطين والمتعلمين منهم ألا تتفقون معي أن ما يحدث لا يختلف عن الوأد الذي مارسته الجاهلية ؟

وجدت فيمن أهملناهم طاقات لا حدود لها ، وكيف ظلمنا أنفسنا قبل ان نظلمهم بالاستغناء عنهم ، وكيف يتشبثون ببقايا أمل ونحن لا نمد لهم شعاع ضوء في عتمة انعزالهم .

فماذا حدث بعد أن انتهينا من الحصر ؟ غداً نعرف إن كنا من أهل من الدنيا ............

الجمعة، يونيو ٠٣، ٢٠١١

علي المنصه

بعد إلحاح - إصرار مش مشكلة - من تلك الفتاة صعدت إلي المنصة وجلست بالمكان المخصص لي ، وبدأت أمارس عادتي في البحلقة في خلق الله ، بدأ المؤتمر بتعريف للمشروع ، مشروع دمج المعاقين بالمجتمع تحت رعاية القلل المتحده ، وأنا أنظر بتمعن لزجاجة الحاجه الساقعه وأدعو الله أن ينتهوا من الكلام قبل ان تفقد برودتها في هذه الظهيرة القائظة . المؤتمر احتشد له الكثير من ذوي الاحتياجات التي ظننت أنا وظنوا هم أنه كالعادة يوم لطيف سينتهي بوجبة ومبلغ هزيل من المال ومجموعة لا نهائية من الصور وأنت في كل اوضاعك الحركية

أعطت الفتاة التي لو تتذكرها هي نفسها من أعطت لي الحق في الجلوس للمنصة الكلمة للسيد رئيس المشروع التنفيذي ، كنت أول مره أشاهده فهو وجه جديد علي العمل مع المعاقين ، بادلته اللامبالاه من اللحظة الأولي ، واستهل حديثه قائلا " انا هنا لتساعدوني ولا املك مساعدتكم " فانتبهت وكأنه لمحني فكررها وبدأت أصغي للرجل رغما عن ذلك الاحساس الزعامي الملازم لي بأنه مافيش فايده .

تحدث بلباقة وبسهولة في آن واحد ، لم يخبر الحضور بأنه يملك العصا السحرية التي ستطبق قانون الخمسة في المائة والذي تكرم حسني مبارك بتحويلة لسبعة في المائة حينما وجد أن الخمسة الأولي لم تطبق وتلك عبقرية حكوماتنا السابقة * . لم يعد الناس بكرسي متحرك جديد ولا دراجة بخارية ولا رحلات عمرة لهم ومرافقيهم - ولا أكذب عليكم ظللت قرونا أستغرب من هذا الوعد الأخير بالذات فما حاجة من لا يملك أبسط حقوقه لرحلة عمرة مدفوعة مقدما في دعاية اعلامية مفضوحة - ولا وعد بشقق وقل أن الرجل تنصل من كل وعود السابقين .

لحظتها وضح التبرم علي قطاع كبير من الحاضرين والذين هم أكثر من اكتووا بالوعود الزائفة ولكنهم من كثرتها تعودوا عليها .

هذا الرجل قال كلاما رائعا لم اسمعه من مهتم بذوي الاحتياجات من قبل قال إن القضية قضية اصحابها ونحن ما إلا معاونين لهم وإن قضية الدمج هي أهم ما تحاربون أنتم من أجله لكي تثبتوا أنكم جزء أساسي من هذا المجتمع وأنكم ليسوا عالة عليه بل مشاركين وبقوة في نهضته وبناءه

كانت المرة الأولي التي أصفق وبشده لشخص يتحدث عن اي موضوع يخص ذوي الاحتياجات ، نعم فلقد لمست الصدق في كلامه ونعم قررت العمل معه ونعم اتفقنا علي التعاون وسنبدأ العمل من يوم غد

ستعملون معي في تلك الرحلة غدا الساعه العاشرة صباحا ........ إن كنا من أهل الدنيا

* قانون الخمسة بالمائة قانون مصري الجنسية ينص علي أن كل قطاع حكومي أو خاص يجب ان يكون نسبة الموظفين المعاقين به لا تقل عن خمسة بالمائة من اجمالي الموظفين

الخميس، يونيو ٠٢، ٢٠١١

اليوم الثاني عن الدمج وصعوبته 1

أعود حفظكم الله لعام 2004 حيث كنت انتهيت من الدراسة الجامعية للتو ،وقد فوجئت بأربعة أشخاص يطرقون الباب ، يسألون عني تحديداً في ظهيرة أحد الأيام الصيفية ، قمت واستقبلتهم، شاب في مثل عمري وثلاث فتيات اثنتين أصغر مني والأخري في نهاية عقدها الثالث ، هذا الكوكتيل أعرف مذاقه هكذا حدثت نفسي .
دون الخوض في تفاصيل حينما افتتحوا الحوار ،وعرفت أنه يخص المعاقين ، رميت أذني بعيداً وتابعت الفيلم العربي المعروض لحظئذ ( سمك لبن تمر هندي )، وودعتهم بابتسامة موظفي الحكومة علي وعدٍ بلقاء بعد أسبوع.
ما قالوه ليس جديداً ، نحن نختلف عن الآخرين ، نحن نعمل من أجل المعاق ، كل شيء عندنا مسجل ومراقب من قبل الحكومة ، التي كانت بالأساس شلة حرامية ولصوص لشعب بأكمله.
وأنا كانت لي سابق تجارب مُرة وأكثرهم مرارة تلك التي استولت فيها رئيسة جمعية لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة علي مبلغ لا يقل عن مليون جنيه مصري، خُصّصت من إحدي الهيئات الأوروبية لشراء أجهزة حركة ،وتعويض لبعض الحالات، وبعد أن وقّع الضحايا علي الاستلام، ضاعت الفلوس وانتهي الكرنفال .
هكذا يعاني ذوي الاحتياجات الخاصة ، من أولئك الذين يتاجرون بهم حتي لو كانوا من أبناء إعاقتهم ، وهكذا تقع عليهم مسئولية التفريط في حقوقهم، والتي لن يجلبها لهم غيرهم .
مرّ الاسبوع سريعاً ، وأنا لم يعلق بذهني من لقاء الاسبوع الماضي مع أولئك الضيوف شيء للأمانة ، حتي رن هاتفي وأخبرتني آنسه أنها تنتظرني في قاعة المؤتمرات ، للجلسة التعريفية الأولي بالمشروع إياه الذي تحدثنا عنه في منزلي .
قاومت عدم الجدوي ، والتكرار الممل من تلك اللقاءات التي لا تخلو من صور ونظرات شفقه عقيمه .
المهم توجهت لهناك دفعني شعور المسئولية تجاه أقراني ألا أسمح لأحد ما دمتُ قادراً علي ذلك أن يستغلّهم ، أو أن يبيع صورهم مقابل التلميع الانتخابي، أو الأموال التي تُغدق علي جمعية من الجمعيات ، التي تعمل لرعاية المعاقين وهم أول من يحتاجون للرعاية .
وصلت المؤتمرالذي توسطته لافتة كبيرة للهيئة التي تتبني فكرة المشروع ،الذي انتبهتُ للمرة الأولي إليه " دمج المعاق " الاسم جديد ، وتحدثت الفتاة التي تدير اللقاء وأشارت لي أنني ممن سيعتلون المنصة ، وكعادتي مازحتُها أن المنصّات لها ذكريات مؤلمة خاصة مع الزعماء والمشاهير أمثالي . فماذا حدث في ذلك اليوم علي المنصة ؟
هذا ما ستعرفونه غداً إن كنا من أهل الدنيا.....

الأربعاء، يونيو ٠١، ٢٠١١

التدوين اليومي

اليوم الأول بالفكرة الرائعة التي أطلقت علي الفيس بوك عرفانا بالجميل للمدونات ، التي هجرناها وعشش فيها العنكبوت إلا من رحم ربي وهم قليل .
أعود وأنا فرح لمدونتي التي تحملتني في كل حالاتي المزاجية ، في لحظات الاكتئاب والوحدة ، والتفاؤل والانس هي التي تحملت صراخي كل هذه السنوات الماضية منذ أن وضعت بها أول مدونة عام 2005
أيتها الصديقة الحميمة ها أنا يوميا اتجول بشوارعك وابيت كل ليلة ببيت من بيوتاتك ولتعذريني عن الهجر أو التناسي ، فإنها التكنولوجيا التي أفسدت فطرتي ، ونفسي التي جبلت علي الهرولة مرتميا بأحضانك ، ولو أنني كنت منزويا بك سعيدا للتدوين لنفسي بعيدا عن صخب الاعجاب الذي صار لا مبررا والتعليقات التي لا علاقه لها بما هو مكتوب
انا معكي ايتها الحبيبة ، ولو لم أجد القدرة علي الكتابة اليومية فصدقيني سأكون عند بوابتك متمسحا بأركانك مستعيدا ذكرياتنا سويا ، وأحلامنا التي تحقق بعضها ولا زال الكثير منها محض غيب ، مبتسما وأنت فقط تعلمين لماذا دون العالم ، ودامعا لتذكر رفاق سقطوا منا في خضم الأحداث .
وصدقيني وأنا بين راحتيكي لكم اشتقتك ولكم حاولت الاشارة إليكي هناك في بلاد لا تعرف غير الاعجاب الطائر لغة والتعليقات السخيفة منهجا لكنني بين يديك الآن يا حبيبتي لأعاود الصراخ من جديد