الأربعاء، يناير ٣١، ٢٠٠٧

فرقع اتنين رغاوي لعروستنا هنا يا ابني

حدثني صديق عن رفض العالم لزواجه في حين انه شخصيا قد أجبر علي الموافقه فاندهشت ، فإذا بي بعد سويعات أحاول أجرب ما قد تم معه وفي النهايه لم يكن مني سوي أن أطلب من عم متقال أن يقول لها " افرحي يا عروسه " . ففي اللحظة التي أجبرني العالم علي الزواج ، يقف الحظ في صفي ويجعل بنت عمي " التي من لحمك ودمك وعظامك واليافك الصناعيه " تمتنع عن التفكير في الزواج ولم تتصور هي كم كنت فخورا بتفكيرها هذا دون عن كل المحيطين ، ربما اعتبرتني مخبولا حينما همست في أذنها بعيدا عنهم قائلا " محلاها عيشة الحريه " ولم تكن تعرف ان تلك " الحرية " هي نفسها التي سأطلب _وانا في قمة سعادتي_ لها مشروبا علي حسابي قائلا " فرقع اتنين رغاوي للابله هنا يا ابني "

الجمعة، يناير ١٩، ٢٠٠٧

أشياؤه المغلقة

لن أجرك معي هذه المرة ، بل أرجوك أن تبقي بعيدا ، لن أمنحك حتى متعة المشاهدة

(1) غرفة مغلقة
رأس مطأطأ ، مخ يعتصره التفكير ، ظلام دامس يكسره وميض يبرق ويخفت مع الأنفاس المتقطعة لسيجارة تفح بدخانها ، سكون مميت لا يقطعه أي شيء

(2) كيس مغلق
أنامل اليد لا تقوي علي حمل كيس صغير لا يتجاوز المللي جرامات يسقط مع ارتعاشه الأنامل فتعاود حمله ويسقط وتعاود حمله ويسقط

(3) زجاجة مغلقة
يتحرك السائل الداكن اللون بداخل زجاجة مربعة الشكل بعنق طويل لا من اهتزاز الزجاجة بل من النظرات الخاطفة المرتعدة من عينين مفتوحتين جائعتين تحاول التهام كل شبر من حولها تطوله نظراتها

(4) كتاب مغلق
يقبع بجوار المطفأة بجلده البارد المصقول كتاب تبرز منه حروف أجنبية متراصة في تناسق يجمعها العقل لتصبح a friend ship with god

(5) درج مغلق
علي مدي البصر يجلس مخفيا ابتسامة كريهة مكتب عتيق بدرجين وحيدين مغلقين ، حويا لأزمان بعيدة أوراق ، قصاصات ، وخطابات سرية تفوح منها الروائح القديمة

(6) حقيبة مغلقة
في أحد الأركان تنزوي حقيبة حملت ملابس ، أطعمة ، وأدوية لآلام الركبة ، وآمالا عريضة لأحقاب طويلة

(7) هاتف مغلق
هناك علي الطاولة استلقي هاتف صغير كجسد فارقته الروح مللا من التكرار

(8) قلب مغلق
..................................................

(9) فم مغلق
.................................................

( 10) عقل مغلق
جمجمة تتسع لعقل منغلق ، ليتسع بدوره لمخ يعتصره التفكير ، تتمايل الجمجمة يمنة ويسرة في حذر ألا ينسكب العقل

.........................................
تنفرج شرفة ضيقة بالغرفة ، تسمح لبصيص ضوء أن يخترقها ليفشل في السطو علي الظلام الدامس ، تنجح الأنامل للمرة الأولي في حمل الكيس الصغير وتهتك عذريته لتفرغه تماما بقلب الزجاجة ذات الشكل المربع والعنق الطويل ، لينفغر الفم مبتلعا سائلها لونه الداكن
يفتح الكتاب القابع بجوار المطفأة علي مصراعيه والدرجين الوحيدين ليتطاير منهما كل حروف الكتابة وكل الروائح القديمة
تنكفئ الحقيبة المنزوية بأحد الأركان لتملأ الغرفة كل ملابس المائة عام المنقضية وكل الأطعمة ، وتختنق الغرفة بالآمال العريضة التي كانت لأحقاب طويلة
يعوى الهاتف محذرا من امتلاء صندوق الرسائل
تتفتح حجرات القلب ليحتضن العالم
تفقد الجمجمة اتزانها وحذرها لينسكب العقل مغطيا أرضية الغرفة ، بضحكات ، دموع ، أفكار ، آلام ، قفزات ، عثرات ، قيام ممالك ، انهيار ممالك ، سطوع شمس ، غروب شمس ، رجال ، رجال تحقيق ، رجال دين ، أطفال ، نسوة ، أعيرة نارية ، أفراح ، مآتم ، بيوت ، شقق مؤجرة ، فنادق ، عربات ، تذاكر قطارات ، تذاكر طائرات ، صالات وصول ، صالات مغادرة ، حب ، كره ، حقد ، كبرياء ، تواضع ، ضعف ، قوة ........................
تختنق الغرفة أكثر فينفغر الفم صارخا
وتصبح فقط عينين مغلقتين هم كل بقايا أشياؤه المغلقة

السبت، يناير ١٣، ٢٠٠٧

ربما لو كان بعرورا ؟


Create Your Own


بعد أن دهستني عربات
المدينه كنت في أشد الاحتياج لهذه الليلةاعود محتضنا كل ما هو جميل في ليلة جميلة لم يفسدها سوي ذلك الشئ الذي " يبيع ويشتري بضمير " ربما لو كان بعرور هو ذلك الشئ " الذي باع واشتري بضمير؟ " لكن العم متقال يزمجر ليفيقني وهو يقول في ثبات " ما تدوق حلاوة عنابي " يجبرك أن " تنخخ" ذلك البعرور



السبت، يناير ٠٦، ٢٠٠٧

ذاكــــــــــرة الأنـف

يؤمن الكثير من بني البشر أنهم يأتون في مرتبة متأخره – قليلا – عن بعض الفصائل الأخري – حيوانية المنشأ – في حاسة الشم ، أول ما يتبادر لذهنك الان ، الكلب – دعك من الكلاب البوليسية – أذكر أمي حينما كنت صبيا أعدو في الشوارع تأمرني ألا أخاف الكلاب لأنها – الكلاب – تشم رائحة خوفي فتهاجمني .

والمختصون يعرفون علي وجه الدقة أن للحصان نفس القدرة التمييزية بالشم ، بل تجد حيوانات أقل شأنا من الكلاب والأحصنه تتميز بحاسة الشم مثل القطط والفئران .

في مرحلة مبكرة من تاريخ العلم ، لجأ الكيميائيون إلي الاستعانة بأنوفهم للتمييز بين الكيماويات ، أذكر – الان – رائحة عم " معُين " الذي عملت معه بإحدي المعامل كان " نوبيا " جميلا عمل فني معامل لما يزيد عن 40 سنه استطاع خلالها أن يكّون ذاكرة غير عادية للمواد الكيميائية فهو يخبرك بالمادة الكيميائية – أيا كانت – نعم أيا كانت بمجرد شمها أو لمسها أو رؤيتها .

نعود لما بدأته من أننا بني البشر نقع تحت وطأة الشعور بالتناقص تجاه هذه الحاسه ، حتي لاح في الأفق ما يعرف " بطب الروائح " عام 1937 علي يد العالم الفرنسي " رينيه " فظهرت في الافاق الكثير من الدراسات المختصة بالشم حتي وصلنا لمصطلح جديد عرف ائنذاك بإسم " ذاكرة الشم " Smell Memory ، بل لاحت للجميع ظاهرة الحالة المزاجيه وعلاقتها بالروائح

تتدحرج لذاكرتك لحظات – بعينها – تعمدت فيها أن تكون رائحتك طيبة مقبوله !!!!

الأنف ..... ذلك العضو المهم وإن اختلف بنو البشر عن كونه ذا شأن أو لا يحمل ذاكرة حديدية ، أراها أشد قوة من ذاكرة العين ،- لاحظ أنني تذكرت رائحة عم " معين " – دون أخوض في تفاصيل تشوش استمتاعي بتذكره ، ألا تتذكر رائحة مدرسيك تسبقهم قبيل أن " تعبّك " الجو رائحة الطبشور , أيا كانت رائحتهم مقبولة أو ..... لا . الا تتذكري صديقة لك بعينها لمجرد ان تشمي رائحة بعينها في مكان ما ؟

أنا شخصيا اعتدت أن أتلمس فرعونيتي عند كل مرة اتسلل فيها داخل الهرم ، في قُرانا اعتادت النساء الاحتفاظ " بهدوم " الموتي والركض ناحيتها بين حين وحين وشمّها – بعنف – وكأنهن يستحضرنهم وقتئذ . اعتدت أن أسير لمدرستي الابتدائية – القديمة – وشم " الدكك " وفورا أعود صبيا نحيلا أغوص في تلك " الدكك " . أنا عادة لا أعوّل علي ذاكرة المكان قدر إرجاعي التذكر للرائحة ، أذكر أول مرة اخترقت فيها شوارع القاهرة ، وأول مرة وقفت علي النيل ، هو نفس النيل الذي طالما ألقيت بجسدي فيه لكنني لم أعرفه بالقاهره ، حتي قرأت مؤخرا عن تجربة طريفه تمت لعشرين طفلا تم اختبار قدرتهم علي التذكر بالشم وتم تعرضهم لحلمتي ثدي غلفت إحداهما برائحة غير رائحة الاثداء الأخري فنفروا منها .

حاول أن تزور مدرستك الثانوية - إن كانت تظل كما تركتها - لتتحقق من ذاكرة أنفك ، أو لا ترهق نفسك قم باختبار انفك بزيارة صديق قديم اعتدت أن تخلو به في غرفته وستعرف أن أنفك كفيلة بتأجيج ذكرياتكما معا – دون الالتفات لذاكرة العين -

قد تخطئ معرفة شخص أو يتيه منك في خضم الحشو المتسارع لذاكرتك عند رؤيته ، لكنك أبدا لا تخطئ رائحته ، إنها ذاكرة الأنــــــــــف

الخميس، يناير ٠٤، ٢٠٠٧

كل نـــــــــــــانسي وأنتم طيبون

عيد أعاد لي البهجه ، لم أتوقع أبدا أن أشعر بعيد مثل ذاك العيد ، كل البيوت ينبعث منها لأول مرة _ منذ أحقاب _ وأقول منذ أحقاب أصوات لم تألفها الاذان " عم متقال " ، " فاطنه عيد " ، " الحجه خضره " ، " الجميل الروش محمد الصغير " " الأستاذه عويسيه " دندنت أمي فرحه ألمس فرحتها في مقاطع " جابر أبو حسين " في السيرة الهلاليه ، اخوتي في لحظات الانتشاء مع " البساتيني " عند استخلاص كبد الأضحيه ، فرحتي كانت غامره وتلك الأصوات تنبعث من البيوت مصاحبة صوت ارتطام العصي بأجساد الأضاحي بعد نفخها استعدادا لسلخها
كان جميلا في هذا العيد أن ينقطع البث المتواصل " دون انقطاع " لوصلات القنوات الفضائية المسروقه وأن " تطوح " راسك في كل اتجاه نشوة بعم متقال مداعبا تلك البنت _ تحديدا _ " بص علي الحلاوه حلاوه دي بلدي ونقاوه نقاوه " عيد كان سعيدا