الثلاثاء، أكتوبر ٠٩، ٢٠٠٧

ياباني في غير ملكك يا مربي في غير ولدك

اتصل بي الدكتور / أشرف عبد الوهاب استاذي وأحد أهم الاشخاص الذين أكن لهم الحب والاحترام ، هو شاب في مقتبل الستين _ نعم شاب _ هو كان يؤيدني حتي بابتسامة بشوشة ونحن في الفرقة الثالثة بكلية العلوم حينما كنت أمازحه في الرحلات العلمية " مش كفايه يا دكتور لاحظ ان معاك عجايز ، والا علشان انت شباب يعني فتتجبر علينا " يشغل رئيس قسم الان بجامعة بنسلفانيا وهو من أهم علماء علم " الفلورا " في العالم والتي كانت مصر واقول كانت لها السبق في العالم في دراسة ومنهجة هذا الفرع المهم في علم النبات . ظلت علاقتنا ممتده حتي بعد ان سافر منذ ثلاث سنوات وظل الرجل الاستاذ المهذب يتابع أخباري ويطمئن من فترة لأخري علي قفزاتي السياسية والوظيفية وللأمانة فالرجل يسالني علي كل الرفاق فهو يعلم تماما أن خريجي كلية العلوم وهم ملح الأرض من الأهمية بمكان في هذه البلد لذا فهو يتابع قفزاتهم أيضا
توطدت علاقتي بالدكتور / أشرف أثناء عملنا سويا في " مشروع الصداقه المصري الياباني " وهو منحه مجانيه تقدمها اليابان علي أن تتواجد بفنييها وعلماءها _ مش تيجي ترمي الفلوس زي عم البت اللي هتتجوز ويجعر ويقولك هو انا مخليكم محتاجين حاجه كافة ما يلزم دافعه من جيبي _ وهو ما تفعله سيدة العالم معنا تحت اسم المعونه
كانت اليابان تنتوي أن تساعدنا في معالجة مياه الشرب بطريقة طبيعية في المرشحات التي تقع علي صهاريج المحطات وللمتعاملين مع هذه المحطات سواء كانوا مهندسين أو كيميائيين يدركون تماما ما تحويه هذه المرشحات من قنابل موقوته تنفجر باكبادنا كمصريين ، المشروع مقدم علي اساس مساعدتنا كرد جميل لما قام به دكتورنا الجميل المرحوم / أحمد مستجير من مساعدة اليابان في استنباط سلالات للأرز لها القدرة علي الري بماء مالح وتوفير ما كانت تستهلكه اليابان في تحلية هذه المياه ورغم يقيني بأن المشروع بالاساس هو اعلان لمورد طبيعي جديد يسمي الطحالب تريد اليابان أن تتصدر به قائمة العالم كما فعلت من قبل مع السيلكون واقامت به صرحها الصناعي الكبير . المهم في الأمر التجارب الفعليه التي قمنا بها كطلبة في كلية العلوم ائنذاك وفريق أساتذه الجامعه وبعض المهتمين بالمياه في مصر ، لا أخفي عليكم أنني كنت مذهولا بالنتائج فذلك المخلوق اللامرئي والذي بمزرعه لا تكلف اي شيئ منه استطاع ان يصل منفردا وبعيدا عن جراكن الكلور والشبّه بنقاء الماء لما يقارب 96% وهي نسبة للمتخصصين يعرفون مدي صعوبتها أو استحالتها لمياه نهر كنهر النيل
فاتنا جميعا أن ما نقوم به هو شيء في غاية الخطوره علي الأمن القومي وليس كما توهمنا من أنه سبق وانفراد وما فيش مصري هيقدر يغمض عينيه للابد بعد كده من أمراض الكبد والسرطانات اللعينه التي نتجرعها انا وأنت كل دقيقه مع كل بلعة ميه فمشروع مثل هذا المشروع سوف يوقف النظام الأمريكي في محطات المياه والنظام الدانمركي أيضا وللعلم لا فرق بين الاثنين فهما كالنكته التي تقول ودنك منين يا جحا فأحواض الترويب في أحدهم أفقيه وفي الاخر رأسيه ! ناهيك عن أمر مهم جدا فالمعونه المقدمه لك مقدمه بالاساس لمعالجة المياه والصرف الصحي والكباري والانفاق وبراشيم منع الحمل وأتوبيسات قوافل الأسره _ المكيفة الهواء _ التي تجوب الصعيد عندنا كعربات النجده
تم رفض الفكرة بل وصدرت تقارير تزعم فشلها بل وخطورتها ، ايه العالم المجانين دي هيه الميه تتنقي وتنضف من غير كلور وشوالين شبّه ؟
بقي أن أخبركم أن الدكتور / اشرف حينما اتصل بي هذه المرة لم يسألني عن قفزاتي السياسيه والوظيفيه ولا عن أي رفيق إنما قال بالحرف الواحد " يا مصطفي المشروع بتاعنا نجح في اليابان وجاري تطبيقه وتعميمه " ومن ساعتها يا حضرات وأنا لازلت اسأل نفسي عن كلمة " بتاعنا " دي عائده علي مين ؟

الأحد، أكتوبر ٠٧، ٢٠٠٧

أصداء داخلية

أنت مفسد ولا سبيل لصلاحك
- لا .. أنا أصلي بخشوع ، دون رياء كغيري
- إحساسك أنك أفضل من غيرك ، هو الفساد
............
حزين ، لسماعي خبر وفاة زوجته ، تسافر دائما بالقطار ، لماذا اختارت العربة هذه المرة ؟
...............
- هل أنت حزينُ حقاً لحزنه؟
- بالتأكيد
- أنت كاذب ومدّعي.
................
حجرة المدرس زحمة ، نلتصق ببعضنا – عن رضا - ، نتسابق في الإجابة علي أسئلته المكررة ، ما هو السبب في ارتفاع درجة الحرارة في العالم ؟ ، في صوت واحد ، ثقب الأوزون
......................
- أنت تكرهه
- لا ، أحبه ، إنه صديق عمري
- لذا أنت تكرهه
..................
ناظر المدرسة يأمر بغلق الباب ، نتسلق معا السور ، نهرع للفصل ، قبل الحصة الأولي ، نجلس معا ، بالدكة الأخيرة

..........................
- لماذا تريد حفظ القرآن ؟
- لأنه كلام الله
- بل لأنه يحفظ الكثير منه
..............
اليوم الأول بالجامعة ، نتعرف معا علي الرفاق الجدد ، أقدمه لهم ، أثني عليه ، ننظر بخبث لبعضنا ، مع أول حوار مع فتاة
.....................
- لماذا لم تقم علاقات مع الجنس الأخر ؟
- لأنني غير مقتنع
- أم أنك تريد الاختلاف عنه ؟
...............
اليوم الأخير بالجامعة ، نلتقط الصور التذكارية ، أكثرها يجمع بيننا ، - رغم أننا لا نفترق
.....................
- ما الذي أعجبك بالعاصمة ، للعيش بها ؟
- إنها القاهرة ، بالإضافة لظروف عملي
- إنها حيلة للابتعاد عنه
.......................
مرتديا – لأول مرة – البدلة ، أجلس – بمفردي – بالأوبرا ، تأخذني الأضواء والألحان ، المنبعثة أمامي ، أنتفخ نشوة لهيئتي
.........................
- لماذا تعقد من أسلوبك في الكتابة؟
- إنها رمزية ، ليست أكثر
- إنك تريد أن تشعره بالعجز ، وضيق العقل
..........................
تعيس ، رغم أن الاحتفال مقام لي ، لنيلي جائزة الإبداع الأولي ، عن آخر أعمالي الأدبية
...........................
- هل تعرف أن، أهل قريتك يحبوه أكثر منك؟ مع أنك صرت مشهورا عنه
- إنه أمر يسعدني ، إنه صديقي
- أخبرتك ، لأنه صديقك ، أنت تكرهه ، وتحقد عليه
...........................
دموعي تسيل ، وأنا علي منصة التتويج . والتصفيق الحاد ، يخرق أذني ، أحتضن الجائزة ، غائبا عن المكان والحاضرين ، يرن بذاكرتي
أنت كاذب ومدعي ، لذا أنت تكرهه ، بل لأنه يحفظ الكثير منه ، أم أنك تريد الاختلاف عنه ، إنها حيلة للابتعاد عنه ، إنك تريد أن تشعره بالعجز ، وضيق العقل ، لأنه صديقك أنت تكرهه ، وتحقد عليه
والتصفيق الحاد لا ينقطع