السبت، مايو ١٤، ٢٠٠٥

افتعال

الحيرة ، القلق ، الملل ، وإحساسك بالاضطراب ، وأنت تنزلق ، في الكتابة ، تجلس لعدة مرات ، تدخن ، الكثير من السجائر ، تمسك بالقلم ، تحاول إزالة البياض المصنوع من فراغ أوراقك ، الفشل في أن تصنع ذلك ، يشعرك بالاستسلام ، تغادر مقعدك ، وأوراقك البيضاء ، قلمك ، منزلقا ، بحثا وراء قصه
...................
حاجبها المعقوف ، هز مشاعري الباردة ، ثم لم تلبث – نفس المشاعر – أن تتحرك ، مع حركة الشعر الناعم المتطاير ، واهتزاز الجسد البض ، مع توقف مترو الأنفاق ، - في تأكيد آخر لنظرية القصور الذاتي للأجسام ، ودحضا لفكرة قصوري الذاتي عن الالتفات للأنثي-
هرولة الأقدام ، تزاحمها ، لم يمنعاني من متابعتها ، بعد هبوطنا . لأكتشف أنني في محطة السادات ( التحرير ) !! ، التردد في مراقبتها ، والخجل من نفسي ، يمحوه الشعور بأني أمسك أول خيوط القصة الجديدة .
التفاته منها ، أشعلت الحريق بثلوج إحساسي ، اخترقت وراءها الشارع ، لأتابعها ، وهي تمرق ، لتكون محطتها الأخيرة ، أتيلييه القاهرة . لحظتها انتبهت لحملها لوحة خشبية ، ملفوفة بأوراق . جلست أمامها ، وهي تلتفت لي ، بين حين وحين ، مندهشة ، معبرة عن الاندهاش ، بتحريك حاجبها المعقوف ، وشفاها . يبدو أنها ماهرة ، التفتت التفاته خاطفة ، وفاجأتني
انت عايز ايه؟!!!!!
ادعيت الاستغراب – حضرتك بتكلميني؟!
الابتسامة الماكرة ، وحركة العيون الثابتة ، دفعتني للانهيار – أبدا مجرد صدفة ، هي اللي خلتنا نتقابل من محطة المترو لحد هنا
ابتسامة أكثر مكرا ، وثباتا للعيون المتحركة ، دفعتني للغيظ – إيه؟ مش مصدقاني؟ ممكن تسألي بره أنا جاي ليه ؟
أحضرت حقيبتها ، ولوحتها ، وعادت لتجلس لجواري ، ابتسامة صافية ، وعيون مغازلة ، دفعتني للصفح
انت رسام؟ لا كاتب
شاعر؟ لا كاتب ، وحضرتك؟
فنانة تشكيلية بتيجي هنا كتير ؟
طبعا !!!!!!! انت اللي أول مره أشوفك هنا
فعلا أنا جاي حسب ميعاد
تأكدت أنها ماهرة ، لاحظت أنني أسطو علي ملامح وجهها ، وانحناءات ، وتقاطيع جسدها بنظري ، فتغافلت
ايه اللي عجبك في؟؟؟؟؟؟
اندفعت ، كلك ، ملأني غرور الفاتحين ، لضحكتها العالية الموحية
انسجمت ، أشعلت لها سيجارة – من علبتي - ، وكررت السطو علي وجهها ، وجسدها ، دون أن تكتشفني ، فانتشيت .
مدت يدها ، تعبث بشعر يدي ، فارتعشت
انت مستني مين ؟ - محمد مستجاب
الصعيدي أبو جلبيه؟ - تضايقت
انا برضه صعيدي !
والله ؟! ايه رايك في الحب؟
توترت ، - أنا ما حبتش قبل كده
ضحكتها العالية أعادتني للغيظ
بقولك ايه رأيك في الحب ؟ مش حبيت ولا لا ؟
وايه الفرق ؟ - آه انت صعيدي بجد بقي !!!!!
زاد غيظي ، رغم أنني لم أتوقف عن سطو جسدها
تعرف فان جوخ؟ - المجنون ؟1
فتضايقت ، وفرحت
- ممكن اخد تليفونك؟
- انتي اسمك ايه ؟
- شريفه
فضحكت ، فاغتاظت ، وسررت
- انت نزلت ورايا من المترو ليه ؟
- فأنكرت
- ايه رايك نخرج؟
- ماينفعش ....... انا متجوزه
قهقهت ، انصرفت ، وأنا أسطو علي مؤخرتها – دون أن تراني – فانتعشت
بعدها ، عدت للحيرة ، القلق ، الملل ، وإحساسي بالاضطراب ، وأنا انزلق ، في الكتابة ، جلست لعدة مرات ، أدخن الكثير من السجائر ، أمسك بالقلم ، حاولت إزالة البياض المصنوع من فراغ أوراقي ، فشلت في صنع ذلك ، شعرت بالاستسلام ، غادرت مقعدي ، أوراقي – البيضاء – قلمي ، و ..........
انزلقت أبحث عن قصة
1/12/2002

هناك تعليقان (٢):

Zeryab يقول...

السلامو عليكوا يا صعيدى
الحب يشبه توب للوعد والمكتوب
لكنه قالب طوب مهما اتنحت معيوب
وزغلله بالعين لصوره بالمقلوب
حبيبك اللى تحبه اعدله هتوب

mostafa يقول...

احنا زماننا زمن الكلوبات واللنض الصفيح بطلوها
وياما ناس من غير ابات تحلف وحياة ابوها
عايزين المزيد يا زرياب