السبت، مايو ١٤، ٢٠٠٥

أصداء داخلية

- أنت مفسد ولا سبيل لصلاحك
- لا .. أنا أصلي بخشوع ، دون رياء كغيري
- إحساسك أنك أفضل من غيرك ، هو الفساد
............
حزين ، لسماعي خبر وفاة زوجته ، تسافر دائما بالقطار ، لماذا اختارت العربة هذه المرة ؟
...............
- هل أنت حزينُ حقاً لحزنه؟
- بالتأكيد
- أنت كاذب ومدّعي.
................
حجرة المدرس زحمة ، نلتصق ببعضنا – عن رضا - ، نتسابق في الإجابة علي أسئلته المكررة ، ما هو السبب في ارتفاع درجة الحرارة في العالم ؟ ، في صوت واحد ، ثقب الأوزون
......................
- أنت تكرهه
- لا ، أحبه ، إنه صديق عمري
- لذا أنت تكرهه
..................
ناظر المدرسة يأمر بغلق الباب ، نتسلق معا السور ، نهرع للفصل ، قبل الحصة الأولي ، نجلس معا ، بالدكة الأخيرة
..........................
- لماذا تريد حفظ القرآن ؟
- لأنه كلام الله
- بل لأنه يحفظ الكثير منه
..............
اليوم الأول بالجامعة ، نتعرف معا علي الرفاق الجدد ، أقدمه لهم ، أثني عليه ، ننظر بخبث لبعضنا ، مع أول حوار مع فتاة
.....................
- لماذا لم تقم علاقات مع الجنس الأخر ؟
- لأنني غير مقتنع
- أم أنك تريد الاختلاف عنه ؟
...............
اليوم الأخير بالجامعة ، نلتقط الصور التذكارية ، أكثرها يجمع بيننا ، - رغم أننا لا نفترق
.....................
- ما الذي أعجبك بالعاصمة ، للعيش بها ؟
- إنها القاهرة ، بالإضافة لظروف عملي
-
إنها حيلة للابتعاد عنه
.......................
مرتديا – لأول مرة – البدلة ، أجلس – بمفردي – بالأوبرا ، تأخذني الأضواء والألحان ، المنبعثة أمامي ، أنتفخ نشوة لهيئتي
.........................
- لماذا تعقد من أسلوبك في الكتابة؟
- إنها رمزية ، ليست أكثر
- إنك تريد أن تشعره بالعجز ، وضيق العقل
..........................
تعيس ، رغم أن الاحتفال مقام لي ، لنيلي جائزة الإبداع الأولي ، عن آخر أعمالي الأدبية
...........................
- هل تعرف أن، أهل قريتك يحبوه أكثر منك؟ مع أنك صرت مشهورا عنه
- إنه أمر يسعدني ، إنه صديقي
- أخبرتك ، لأنه صديقك ، أنت تكرهه ، وتحقد عليه
...........................

دموعي تسيل ، وأنا علي منصة التتويج . والتصفيق الحاد ، يخرق أذني ، أحتضن الجائزة ، غائبا عن المكان والحاضرين ، يرن بذاكرتي
أنت كاذب ومدعي ، لذا أنت تكرهه ، بل لأنه يحفظ الكثير منه ، أم أنك تريد الاختلاف عنه ، إنها حيلة للابتعاد عنه ، إنك تريد أن تشعره بالعجز ، وضيق العقل ، لأنه صديقك أنت تكرهه ، وتحقد عليه
والتصفيق الحاد لا ينقطع
12 مايو 2002

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

لو كان لي حق التعليق..والكلام فتقبل ما أقول..شاكرةً..
كعمل أدبي..جميل،ومؤثر..
كأصداء داخلية..فلتقتل هذا الصوت فورًا..كل منا واحد لن يتكرر،واذا شُغلنا بمثل هذه الأصداء فلن تعدو مجرد استنزاف للطاقة..والمزيد من هذا الاستنزاف يبقي روحنا بلا كيان..
أحب نفسك أكثر من هذا قليلا..وثق بها أكثر،فهي تستحق..
لك كل التحية..
Serene

غير معرف يقول...

Enjoyed a lot! » » »