يجلس لساعات يحدق في ملامحه التي تتجعد بمرور الزمن ، يزداد تكور كرشه ، تبدأ بصيلات شعره في الضمور ، تؤلمه ركبتيه أكثر مما كانتا في بدايات عصور الجمع والالتقاط ، يتذكر ايام أن كان في بلاد الزيت .
الوحده ، تجول برأسه فكرة غريبه ، كيف تحمل معنيين متضادين؟ ظل هو قابع _ وحيدا _ في معني واحد لها ؟
انفجرت جمجمته اندهاشا ، حينما لمح قطه العجوز مستكينا راضيا عن أحد أحفاده الذي يقدم له طعام الغداء بجوار ثلاجته ،
تدير يديه ريموت التليفزيون ليطير بين سأمته المعهوده لتعيد يده الريموت مكانه مرة أخري
ينظر من بلكونته المطله علي الشقه المقابله فيفقد الحماس لرؤية شباك جارته مغلقا
يفتح حاسوبه يفرغ معدة منفضدة سجائره يستعد لقتل يوما جديدا يستل سكينا من الثرثره ويلج بأحدي غرف المحادثه
توقظه لسعة سيجارة ما قبل الأخيرة بعلبته
يلقي بجسده فوق سريره ليفيقه نهار اليوم التالي من لسعة في حنجرته من أثر التدخين
يشرخ رأسه الصداع اليومي ، يستحم ويرتدي ملابسه ليعود من باب الشقه مغيّرا وجهته
يجلس لساعات يحدق في ملامحه التي تتجعد بمرور الزمن ، يزاداد تكور كرشه ، تبدأ بصيلات شعره في الضمور ............................