الخميس، مارس ٣١، ٢٠١١

لا دخول بعد اليوم

كانت الاجازة ذات الخمسة عشرة يوم قاربت علي الانتهاء ، وكنت كعادتي أجهز شنطتي بكل كتب المواد الدراسية إذ كان لزاما علينا احضارها كلها وكعادتي كنت افسخ الكتاب نصفين بما يتوافق مع النصف الدراسي سواء كان النصف الأول أو النصف الثاني ( أنا أكره كلمة تيرم ) وبعد الانتهاء من صلاة الجمعة أبدأ في ترتيبات خاصة جدا .

كشاكيل وجه ووجه لمادة العلوم والهندسة والجغرافيا ، كراسات بأسطر مختلفة للغة الانجليزية ، جلاد تلك الفترة بألوانه الذاهية – لا تفكر في معني الكلمة التي تبادر لذهنك الآن - فالجلاد هنا المقصود به أغلفة الكراسات والكشاكيل مع عدم نسيان التيكيت وهو الاطار القابل للصق ومدون عليه الاسم ، الفصل والسنة الدراسية وفي بعض منه اسم المدرسة التي تنتمي لها

أقلام البيك الجميلة التي لم أعد أراها وقلم رصاص فاخر وأستيكة سميكة وبراية اقلام علي شكل قلب ومجموعة من الأدوات الهندسية في علبة من الصفيح مرسوم علي وجهها خريطة الوطن العربي

كنت امتلك في تلك الحقبة شنطة من الجلد الممتاز وبلون بني جميل لم اتخلي عنها أو تتخلي عني منذ كنت في الصف الثالث الابتدائي بمدرسة الأمير أحمد بن شديد مع احترامي الشديد للزملاء والبنات ( لم أقل زميلات ) ائنذاك لاستخدامهم ما سمي وقتها بأكلاسيه وقد اعتلاه مطرب أو ممثلة من ذلك العصر .

اخر حلقات التمهيد كي البنطال والقميص وتلميع الحذاء بالصبغة المناسبة للونها حيث ندر وجود الورنيش بقريتي

كانت قد تواردت الانباء بعد صلاة العصر أننا مدرسة الصبيان لن نذهب للمدرسة بالنصف الثاني في الفترة الصباحية ولكن سنظل فترة مسائية كما كنا في بداية العام .

كلما تجاسرت داخليا وأنكرت مجرد التفكير في الأمر يخبرك صديق أو قريب أو حتي أحد المارة أن الكلام دا حقيقي ، وقبل أن يؤذن المغرب كانت التحليلات قد أعدت والاستنتاجات ( مملة حتي في نطقها ) قد ملأت الافاق وأنه في قرية مجاورة قد تعرضت فتاة لعملية سطو أثناء عودتها من المدرسة وجدير بالذكر لمن لم يجرب الذهاب للمدرسة فترة مسائية أنك تقف طابور في عز الضهر( عليك بضم الضاد ) وتغادر المدرسة قبيل المغرب في أيام شديدة القرف والملل .

صلينا العشاء ثم كان الخبر الصاعقة من أخي الذي يعمل بالمجلس القروي مؤكدا صحة ما أشيع وأن رئيس المجلس المحلي للمركز هو صاحب القرار .

لحظات من التعاسة والضجر لم تسلم من السب واللعن لمن اتخذ القرار وللتعليم والمدارس والكشاكيل والكتب المدرسية ولحظات أعمق لاقناع الذات بأن دا صعب يحصل وأن المدرسين سيرفضون ولن يقبلوا بهذا الوضع .

ليلة حالكة السواد وانا أتجنب التفكير في غد مؤلم في طابور الظهيرة تحت سياط صرخات مدرس الألعاب " مدرسة صفا ومدرسة انتباه " وإذاعة مدرسية سخيفة لم يتغير برنامجها منذ نشأة الخليقة تبدأ مع القرأن الكريم فحديث شريف في أغلب الاحيان مجهول المصدر وحكمة تؤخذ دائما من افواه الحمقاء وتنتهي بالقرأن الكريم ثم تحية العلم الممزق علي عرق من الخشب ممد كالخازوق بفناء المدرسة وتحيا جمهورية مصر العربية وعلي الفصول معتدل مارش .

في الساعة الاخيرة قبيل خروج الفترة الصباحية نكون جميعا في انتظارهم للخروج ما بين من قسموا أنفسهم فرقتين للعب الكرة ومن يلعبون طيران ومن يجلسون في جوار حائط مسجد المدرسة ولما لم تكن ظروفي تسمح بلعب الكرة أو حتي مشاهدتها لبرطعة اللاعبين ولا أقوي علي الطيران من الأساس كنت من فرقة الجالسين ولا يعلو صوت فوق صوت الشجب والاستنكار والرفض وأنه دا حرام والله العظيم وظلم واشمعني احنا نروح السنه كلها في الضهر .

كلما تمر الدقائق أزداد ضيقا وأحس بأني مقبل علي سجن ويعلو صوتي اللاعن للمدرسة والتلاميذ والمدرسين وشعور بالعجز يكاد يخنقني ، واحساس مرير بأنها مجرد دقائق ويمر كل شيء كأن شيئا لم يكن ومع الوقت سنستسلم للأمر الواقع فنحن صغار وما نقدرش نعمل حاجه تلاميذ في تانيه اعدادي وراء كل عيل ولي أمر يقف بالمرصاد لمجرد التفكير في التبرم أو الغياب حينما كان الذهاب للمدرسة عمل مقدس وجزء بيولوجي من واجباتنا اليومية .

في لحظات الانكسار الكبري والاستسلام العميق تكمن افكارا شيطانية وتمرد عملاق ، وفجأه خاطبت جموع الجالسين " تيجي نعمل مظاهرة " وبين المؤيدين والساخرين والمتنًحين كررتها " تيجي نعمل مظاهرة " وتوجهت ناحية باب المدرسة ولم يتبعني سوي عدد قليل اتذكر اننا كنا دون الستة أفراد ووقفت لحظات وهم بجانبي وأنا لا أدري ماذا أفعل يحركني احساس رهيب بالضيق كلما تذكرت أن كل ترتيباتي للذهاب في الصباح والعودة في الظهيرة تبخر وأن فيلم يوم الخميس علي القناة الثانيه وقت أن كان التليفزيون قناتين فقط لن اراه

ثم بدأ المحيطين بي ينبهوني أنني سأعمل مظاهرة ، كنت أريد الصراخ والسب ، أريد أن اشتم ناظرة مدرسة البنات والبنات والمدرسين وأشتم أي واحد يعترض ، مشاعر مظطربة وأحساسيس موحشة ولكن لا أجد ترجمة مناسبة لكل ما بداخلي ثم بدأت تلقائيا في الخبط بكف يدي وبقوة علي شنطتي ودون وعي بدأت أردد " لا دخول بعد اليوم " لم أدرك حتي لماذا قلت هذه الجملة تحديدا ثم بدأ رفاقي يرددون ورائي لا دخول بعد اليوم وشاركوني التخبيط ، ظللنا علي هذه الحالة ما بين ثلاث إلي خمس دقائق حتي انتبهت الجموع فبدأت العيال تهرع وتقف لتشاهد علي مقربة وتحمًس منهم جماعة فشاركونا ، فعلا صوتنا أكثر كان قد تبقي عشر دقائق فقط وتخرج مدرسة البنات وأنا أردد بصوت عالي ولكني قلق من اللحظات القادمة فبمجرد خروج المدرسة سيقرع جرس اخر ايذانا بدخولنا ولحظتها سيجري الكل ليصطف في الطابور وبعدها تخمد ثورتي وألملم نفسي ورفاقي الشجعان ونصطف مع الاخرين . كان صوتي يعلو تدريجيا وبداخلي توسلات وتضرعات لرب العزة أن يرسل معجزة لكي تكتمل الثورة وكما لو كنت وليا من أولياء الله الصالحين فقد استجاب لتوسلاتي وتضرعاتي وعلي غير المتوقع وفي لمح البصر خرجت مدرسة الابتدائي المجاورة لمدرستنا وفورا انضموا لنا دون وعي يرددون معنا ويخبطون فرحا حتي انزعجت المدرسة الاعدادية وبدأ مدرسيها الخروج من الفصول ليستكشفوا الأمر. لحظتها انضمت جموع اللاعبين و أسراب الطيران وأنا أرقص من الفرحة في اللحظات التي أصرخ بأعلي صوتي " لا دخول بعد اليوم " .

النماذج الانسانية لا تتغير وإن تنوعت وظائفها أو حالتها الاجتماعية أو مناصبها السياسية ، فمدرس الرياضيات السمج محمد شاهين أتي غاضبا وبيده عصاه الخيزران وبسماجته المعهودة " بس ياد انت ، لم الشمحطيه بتوعك دول يا عم مصطفي وروح بعيد " لم أدري لحظتها موقعي كقائد أو كرهي لمحمد شاهين الذي حركني ورددت بقوة " مش هنبس ومش هندخل غير لما يرجعونا نروح الصبح دا حقنا " لحظتها قرر محمد شاهين تفريق الجموع بحس أمني قديم وبدأ يطوح بعصاه لكن رجال الابتدائي تكفلوا بما عجزنا عنه لوعينا انه مدرس بمدرستنا وهو بالنسبة لهم شخص سيكدر عليهم متعة الزيطة كمن يرش ماءا ليمنعهم من اللعب امام بيته فرشقوه بالطوب فجري ومعها ازددنا ثباتا وقوة وقد كلت أيادينا فراح كل واحد يبحث عن عصا يخبط بها علي شنطته لتزداد حدة الاصوات ويعلو صوتنا .

وكقائد متمرس أمرت الجميع الابتعاد عن باب المدرسة لأضفي مزيدا من شرعية ثورتنا والتوجه بعيدا حتي تخرج مدرسة البنات واستجابت الجماهير ، وبعد لحظات طار الخبر يلف البلد إن ابن طه ابو عبد العظيم عامل مظاهرة قدام المدرسة الاعدادية ومش عايزين يخشوا المدرسة ، النموذج الثاني لاح في الافاق الاستاذ سيد ابو عيد مدرس العلوم كان يغمز لنا وبصوت غير مسموع " جدعان يا عيال " ثم بدأ بعض أولياء الأمور ممارسة عاداتهم بالحضور للمدرسة ومحاولة ابعاد ابناءهم عن العصيان " انت مالك يا ابن الكلب والكلام الفاضي ده يلا غور خش المدرسة " لكن الوقت قد فات وقد انفلت العيار فهرعت العيال بين يدي أهاليهم بعيدا ثم يتحينون الفرصة للعودة والصراخ " لا دخول بعد اليوم "

خرجت مدرسة البنات ولسبب غير معلوم ائنذاك بدأت تشرئب أعناق العيال وبدأوا يحملون بعضهم البعض علي الاعناق ليظهروا في مكانة تسمح بالرؤية حينما كانت البنات يرمقننا ويتهامسون مبتسمين مما نفعل .

خلت المدرسة إلا من مدرسينا وبين فترة واخري يخرج نموذج من النماذج مرة في توسل ومرة في تهديد ومرات في النصح والارشاد ونحن نأبي الدخول ، ثم صرخ عيل تيجي نروح النقطه ؟ ولاقي صراخه استحسانا فهرعنا جميعا ناحية نقطة البلد وقبل وصولنا كان الخفراء علي موعد مع طوب رجال الابتدائية .

ظلت الثورة قوية حتي العصر فانصرفنا حتي بيوتنا ونحن نردد جماعات لا دخول بعد اليوم، وبالليل استدعاني ظابط النقطة ولم أسلم من التوبيخ في البيت وتحفيظي ما ساقوله للظابط وإني ما ليش دعوه بأي حاجه ، ولكنني دون مراعاة لكل هذا وبدون معرفة للسبب حينما صرخ بي الظابط " عامل فيها زعيم " قلت له حقنا نروح الصبح زي ما هم راحوا الصبح النص الاول ، ومن عجائب القدر ان الظابط عجبته اللعبة فقالي جدع ياد بس ما تخليهمش يجوا عند النقطة تاني احنا مالناش دعوه . خرجت من حجرته وأنا اشعر بزهو وكبرياء وأنا أسعد عيل في العالم .

ظللنا علي هذه الحالة أربعة ايام من الساعة الحادية عشرة صباحا حتي العصر ، حتي خرج علينا وبهدوء وقوة ناظر مدرستنا الاستاذ رياض الزناتي – دعك من اسمه – فقد كان مدرس العاب من أولئك الذين تعرفهم جيدا وقال ادخلوا ياولاد خلاص مدير الادارة قرر انكم تيجوا الصبح من بكرة بس يلا بقي ادخلوا .

وكانت الفرحة عارمة انا لمستها في وشوش العيال كان انتصارا لارادتنا ومطالبنا ولم يكن في الكون صوت أعلي من كلمة " هيـــــــــــه"

دخلنا حوش المدرسة ووقفنا طابور واغلقوا الباب وتوجه الناظر ببدلته الأنيقه ونظارة الشمس التي لم تفارقه أبدا حتي وهو علي مكتبه ومسك الميكرفون ، ونادي علي خمسة أسماء كنت أول اسم فيهم ، وأمر الاستاذ متولي مدرس الالعاب باصطاحبنا لمكتب الناظر ، وبدأ بلهجته القوية مخاطبا العيال " مش عايزين لعب عيال اللي مش هيجي المدرسة هنفصله وهنعمله محضر في النقطه " وأمر بتشغيل الطابور وانصراف الفصول لمتابعة اليوم الدراسي ثم دخل علينا المكتب وبعد ان جلس علي الكرسي صرخ بنا " يلا كل واحد علي فصله ، اللي مش هيجي بكره هو وابوه هوديه المركز "

وانصرفنا للفصول وحينما دخلت الفصل وجدت الوجوه كلها ساكنه ومحمد شاهين وعصاه وقبل ان أدلف للدكه سألني في شماته واضحة عن نظرية فيثاغورث

الجمعة، مارس ٢٥، ٢٠١١

خمس قصص لا تنتهي

ملعقة من حكي

ولدت وفي فمي ملعقة من الحكي ، هكذا أشعر وهكذا ألخص تاريخ حياتي ، الذين ولدوا بالقرب مني يعرفون الحكاية ، يعرفون معني أن تولد لتجد أمك رجل البيت ، ويعرفون معني أن تفتح علبة من الصفيح وتفرغ ما فيها من عملات معدنية لتعطيك رسوم الكتب ، وأن تبيع قطعة من الالمونيوم القديم لتشتري لك ملابس العيد ، وأن تمسك يدك وتحملك أحيانا ذهابا للطبيب ، وأن تكشف ثديها ورأسها لتدعي لك بالرزق والنجاح في مشهد فرعوني مهيب .

يعرفون متعة اجترار حكايا الماضي ، وعبقرية السرد ، وحرفية امتلاك الأدوات لكتابة سيرة ذاتية لأشخاص لم يقدر لك أن تراهم . يلمسون مشاعر حقيقية لذكريات جرت قبل الميلاد ، يدركون غصة الفراق حينما يكبرون ويقرروا الابتعاد عن حضن أمهاتهم . يحسون معني الغضب وهي تقول " فازت بها بنت بلا أم وولد بلا أب " .

هكذا تبدأ الحكايات علي لسان أمي ، مثل من ملايين الأمثال التي تسوقها وهي تحكي ، وتفضفض وتهمس وتصرخ وتضحك وتبكي وتجلس وتمشي . تحمل التاريخ في عناوين صغيرة لتختصر النهايات في كلمات وجيزة ، تبهرك برمزية مخيفة واستشراف للمستقبل غير مسبوق.

حينما اندفعت للحياة بكل طاقتي ، حذرتني " اللي ما يعرفش السقر يشويه" ، علمتني أن أواجه مصيري " وجع ساعة ولا كل ساعة " ، وأن لا أحزن علي ما فاتني " بيت الفلاح مليان بعزن " ، دست لي الحكمة وهي تراقب أصدقائي " الصديق قبل الطريق " ، نبهتني أن أكف عن التبذير " خد من التل يختل " . كبحت جماح رغبتي العارمة في الهجرة بعد أن فشل العالم كله اقناعي وهي تدمع قائلة " ما حدش بيغير قدره " .

............................

الغربة

الغربة كالثلج تذوب بمرور الوقت ، كم كنت مخطئا حينما كتبت ذلك . الغربة كالبحر كلما حاولت الغوص شعرت بضعفك وحنينك لشطئانه .

كم أنت موجعة ساعات الوداع ، أعاتق بعض الاصدقاء ولا اقوي علي رؤية الاخرين ، تنظر في عيون مودعيك لا تدرك لما كل هذا البكاء وليتك ادركت فشاركتهم بدلا من أن تبكي وحيدا تتلمس بيديك دموعهم في عرض البحر . علمونا كلمة وطن ولكنهم لم يعلمونا معناها حتي الاغاني الوطنية لا تقوي علي ترجمة الكلمة فالوطن قبل ان يكون اشخاص تفارقهم وبيوت وذكريات – ايا كانت تلك الذكريات – هو الفة وشعور صاف بانك في حضن امك ، هو شعورك لحظة ان ترمق المارة في رمسيس او العتبة وسط ذلك الزحام الكبير بأن احدهم يعرفك وأن أحدهم قريبك وأحدهم زميل دراسة قديم ، وأحدهم يخبرك أنك تشبه أحد أصحابه، الوطن هو أن تغير لهجتك الصعيدية أو الاسكندرانية أو البحراوية أو تبقي عليها ولا تشعر بالغربة ، الوطن هو أن تسافر من مكان لمكان بجلابية أو بدلة برابطة عنق ولا تشعر باي اختلاف ، الوطن أن يناديك شخص يا صعيدي ، يا فلاح لكنك في النهاية لا تمتعض من اي توصيف لك

الغربة ان تري نفسك عريانا بكامل ملابسك ، وان تشعر الوحدة في كلامك وان جاريت اللكنة المحيطة بك ، الغربة أن يناديك شخص – يا مصري –

كثيرة هي مفرادتنا وكثير ما نرددها دون الاحساس بها ، الغربة كانت واحدة من تلك المفردات التي ولدنا ونحن نرددها دون شعور بها ، حتي تلك المقدمة النمطية التي كتبتها كانت مجرد مفردات وإن لم تخلو من المشاعر الحقيقية .

الوجع الأكبر أن يتضخم شعور ما وبشكل مفاجيء دون سابق انذار حتي لو كان شعورا جميلا ، غربتي ودون إذن انقضت تفتك بحجرات قلبي ، لم تنتظر حتي ردة فعلي .

.................................

نصف جسد يزحف والاخر متعلق بعجلات القطار

مالت أشعه الشمس للانكسار ،تعملق ظلي ، أشبعت رغبتي في الإحساس بالعملقة ،

"المتعة الكبرى ألا تمهد للمتعة الكبرى" .وفي هذه الأثناء قفز عيَل في قلب ترعه لتبج بطنه بقايا لمبة نمره عشره.اندفع ذئب مختفيا من وقع أقدام محمد أبو فرج الله في ترب حوض 27.عوى كلب طنطاوي، صم آذان العالم جره باب دكان محمود أبو معوض، اقسم عبد الجيد أن رضا أبو سهيل يغش في الورق، فح مخبز كمال أبو عبد القوي متقيأ أدخنته الهبابيه ،

دوي حجر الدق من بيت زهره ، نط قط محدثا جلبه في الأواني الملقاة ببقاياها ليله خميس ، تدافعت الزفرات في تناغم لتطفئ لمبات الإشعال والاشتعال ، وضعت " بريطانيا " آخر قطعة من هدومها جنب السرير ، وضع محمد أبو عواطف طرف جلبابه بين أسنانه متوثبا لشيء ما بعيدا عن قضمه هذا الطرف بأنيابه ، أغمضت ستي عينها مصدره الاهه اليومية من لسعه القطرة ، لكزت أمي جنب أبي" شيخ طه فيه رجـِـل علي السطح، أطلق بكري أبو حسنين أول عيار ناري ، نطحت جاموسه عجل حاول الاقتراب منها بدار الحاج سيد ، أسرج عصمت أبو موسي آخر بغاله ،اخرس عويس مكنه الطحين.

وهنا جر علام نصف جسده مستعينا بيديه في حركته الاخطوبوطيه ، متجها للبوابة استدار كثعلب برأسه ، حتى حطت عينه علي العصا التي سيفتح بها الترباس وبدأ حركته الضفدعية

كنت قد اقتربت من ترباس بابنا ،أجرَه في حذر ،لأبدأ حركتي السلحفائيه

علام ؟! رايح فان دلوقت؟

ريقي ناشف قولت أمص عود قصب

هو فيه حد لسه كسر

نكسر إحنا

أمال أنت رايح فان؟

زهقان قلت اطلع في الطراوة

...................................

والحزن يعرف المباغته

كانت تشير بأصبعها الرقيق البالغ في الرقه ، ناحية ترعة صغيرة ، وينطق فمها الدقيق ، البالغ في الدقه ،بكلمة " بح . بح "ذراع أخضر ، يحاول أن يطول الماء ، بينما تقطفه يد قويه ، تضعه في حجرها ، ويد أخري تكمم الفاه ، المحاول عاجزا أن ينثر حروف لسانه الغض علي مسامع الراكبين بالعربه

تغمرني سعاده قصوي ، استجاب رئيس الوحدة الصحية لمطلبي لعمل جهاز يساعدني في الحركة

" مرج البحرين يلتقيان "

كيف قفزت براسي كل هذه الأفكار السوداء ، في اللحظة التي بدأت فيها الصغيرة بالبكاء ؟

" المتعة الكبري ألا تمهد للمتعة الكبري "

لماذا تذكرت ثابت الان ؟ اعوذ بالله

" دع عنك أمري فأن الركب مرتحل "

" بح . بح " واليد الملعونه لازالت تكمم الفاه

" كل نفس ذائقة الموت "

كيف يموت ثابت من أثر المخدر أثناء عملية نزع مسامير الركبه ؟

يستطيل الذراع الأخضرمقتربا تماما من سطح الماء ، بينما تأرن الكتاكيت بسطح بيت ستَي عند سماعها خبر موتها

الف مبروك يا استاذ ، لا يا دكتور ، جواب التنسيق بتاعك وصل

احنا اسفين كلية العلاج الطبيعي لا تقبل معاقين

" يتم عمل مقايسه لجهاز حركي للمذكور اعلاه بأقصي سرعه "

أنا اسف يا ابني العمليه كانت تنفع لو جيت بدري شويَه ، الجهاز يبَس رجلك وللاسف العمليه مالهاش أي فايده

بكره هتروح لفتحي عبد الفتاح علشان تنشر أول قصه ليك

بينما يرقد هو في العنايه المركزه لأحرم حتي من أن أكون لجواره

...................................

عنهم

هو يحلم أحلام العقلاء ، يحلم ببيت واستقرار ، وعمل من الثامنه صباحا حتي الثانيه ظهرا ليتيح له فرصة القراءه ، هو أعقل مني ومنك ومن نفسه أحيانا ، لا يطمع أن يكون غنيا فهو قنوع ، يعلم أنه موهوب ولا يسعي لشهرة كاتب ، لا ينتوي الهجره ، ولا يحبها ، هو صادق لحد الاكتئاب مع النفس ، اما أنا ......... فأسعي أن اكون ثريا لا أستطيع أن اخفي ذلك ، وأطمح للهجرة ، وأحلم ان اكون كاتبا مشهورا ، ربما مشكلتنا كما قال أننا لم نولد لأب يتاجر بالمخدرات ربما !!!!

..................................

" بزاف زوينه " ربما ليست المرة الأولي لي أن أكتب مفردات مستغربه ، ولكنها المرة الأولي فعلا التي تستهويني مفردات _ غير مصريه _ لدرجة أنني صرت أستخدمها في معرض حكاياتي اليوميه

...................................

" تخرب تعمر اياك تقوم قياماتهم حتي " كان تعليق (محمد الغبي) بمقهي " اللؤلؤة " علي ارتفاع سعر كيلو السكر من ثلاث جنيهات لثلاث جنيهات وربع

.........................................

" الشمس طلعت يا الحسين تعالي ، هجر حصانك علي القنا وتعالي ، تلقي العروسه في السرير نعسانه ، تلقي الصبيه مبخره وعطرانه " أم " محمد أبو جمعه " وهي تملأ أزيارها الست في الطريق المهجور بالمدابحه

.................................................

" بيت الفلاح مليان بعْزّن " _ سكّن العين وشدّد الزاي أرجوك _ أمي تختصر تاريخي وتاريخك