الأحد، مايو ٢٢، ٢٠٠٥

وهذا ليس المحضر الرسمي

إلي عبد الحميد شتا............ لن ألومك!!!!!!! يا صديقي

بسم الله الرحمن الرحيم
س اسمك وسنك ومهنتك ؟
عبد الحميد شتا ، 25 سنة ، غير لائق اجتماعيا
س أين كنت وقت وقوع الحادث ؟
علي كوبري قصر النيل
س لماذا قمت بالانتحار ؟
لأني غير لائق اجتماعيا
هامش
" غير لائق اجتماعيا " تحذف من المحضر الرسمي
س أنت طالب فاشل ولذلك انتحرت صحيح؟
لا ........ أنا متفوق
س إيه اللي يثبت تفوقك ؟
كل الشهادات اللي معايا
هامش
يرفق مع المحضر الرسمي شهادات لطالب فاشل
س عبد الحميد ؟ أنت متهم بأنك حقود
طبعا
س يعني بتعترف إنك حقود؟
لا ........ أنا عايز حقي وبس
س أنت متهم بأنك قمت بالانتحار لأسباب شخصية ؟
أنا ابحث عن حقي
س أنت متهم بإثارة الفتنة ؟
بحثا عن حقي
س هل قمت بأية عمليات إرهابية من قبل ؟
أبحث عن حقي
س يعني بتعترف ؟
لا.......................
هامش
تكرر الإجابة الأولي في المحضر الرسمي
س ما قولك فيما هو منسوب إليك من أنك في تمام الساعة الحادية عشرة مساءا في نفس يوم إعلان نتيجة مسابقة الوظيفة التي تقدمت لها بوزارة الخارجية قمت بالانتحار من أعلي كوبري قصر النيل؟
إنه حقي
هامش
تضاف للمحضر الرسمي
س عبد الحميد ........ أثبتت تحرياتنا أنك في تمام العاشرة والنصف أثناء قيامك بالانتحار تذكرت نفسك وأنت في الكتاب تردد زرع .... حصد
إنه حقي
س كما أنه ثابت لدينا أنك في العاشرة وخمس وثلاثين دقيقة تذكرت نفسك وأنت تلعب في الشارع مع أقرانك ؟
إنه حقي
س كما أنك في نفس التوقيت تماما تذكرت تفوقك في الإعدادية ؟
إنه حقي ... إنه حقي ... إنه حقي
س اهدي ...... اهدي ممكن توصف لنا بالتفصيل إزاي قمت بالجريمة؟
10.30 أرجع بشريط ذكرياتي لكتاب سيدنا أردد زرع …. حصد زرع ……. حصد
10.35 شردت مع أقراني العب بشوارع قريتي المصرية ، يأمرونني بالطيران وبدون أجنحة
10.35 امتلأت نفسي سعادة بتفوقي في مدرستي " نهضة مصر الإعدادية المشتركة " وأنا الأول
10.40 انتشيت متذكرا الدموع المنسابة من أبي وأنا أخبره أنني حصلت علي الثانوية العامة ب95%
1043 اختلت فخرا وأنا أري رأي العين اللحظة التي كرمت فيها لحصولي علي امتياز مع مرتبة الشرف
10.44 الجريدة التي أعلنت القرار الخاص بتعيين العشرة الأوائل من كل كلية
هامش
تحذف التفصيلة الأخيرة
10.45 قراري بأن أتعلم لغات حية لأن لغتي الأم مهملة وغير مطلوبة
هامش
تضاف الجملة الأخيرة لقائمة الاتهامات
10.46 الأمم المتقدمة تبني علي سواعد أبناءها
هامش
تضاف للمحضر الرسمي
10.47 800 ألف فرصة عمل لشباب الخريجين
هامش
يعدل الرقم
10.48 نأسف لمن وصلتهم خطابات التعيين عن طريق الخطأ
هامش
تحذف من المحضر الرسمي
10.49 المساواة ......... العدل ......... الحرية
هامش
تضاف للمحضر الرسمي
10.50 الاحتفال بالألفية الجديدة تحت سفح الأهرامات
هامش
تحذف كلمة " تحت سفح الأهرامات "
10.51 القراءة للجميع ، السينما للجميع ، المسرح للجميع
هامش
تضاف للمحضر الرسمي
10.52 القضاء علي الأمية ، شلل الأطفال ، البطالة
هامش
تضاف للمحضر الرسمي
10.53 الارتفاع المخيف في الأسعار
هامش
يضاف " بسبب جشع التجار الكبار "
10.54 فتح باب الهجرة
10.55 تشجيع السياحة الداخلية
هامش
تحذف كلمة " الداخلية " لتناقضها مع الجملة الأولي
10.56 الاحتفال بذكري ثورة 23 يوليو
10.57 الاحتفال بذكري العبور العظيم
هامش
يتم إعادة ترتيب الحدثين فيتذكر الاحتفال بذكري العبور العظيم قبل تذكر الاحتفال بذكري ثورة 23 يوليو وتضاف للمحضر الرسمي
10.58 القضاء علي الإقطاع ، والطبقية
هامش
يضاف " وأننا نعيش أزهي عصور الديمقراطية "
10.59 عبد الحميد شتا ، 95% ثانوية عامة ، امتياز مع مرتبة الشرف كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، أجيد التحدث بالإنجليزية والفرنسية ، ماجستير في العلوم الاقتصادية ، وأنني الأول علي أل 43 المرشحين للقبول بالوظيفة ، وأنني الوحيد الذي استبعدت لأنني غير لائق اجتماعيا ، وأنني كنت خجول جدا ، ولم أتكلم إلا فيما يعنيني ، وأنني لم أثير أي مشكلة من قبل ، أي مشكلة من قبل .......
11.00 ألقيت بنفسي بقلب النيل
- عبد الحميد شتا ، أنت متهم بأنك حقود ، وتثير الجماهير ، وسبق وأن اعترفت بقيامك بأعمال إرهابية من شأنها التخريب ، وأنك متهم بانتحال شخصية ذات قدرات خارقة ، ومتهم باعتدائك علي اللغة الأم التي هي لغة القران والدستور واللغة الرسمية للبلاد
كما أنك قمت بالانتحار لجذب الانتباه إليك ، بالإضافة إلي أن الانتحار في حد ذاته يعد جريمة نعاقب عليها لأنه عن طريق قنوات غير شرعية ، وأنك أزهقت روح قد تساعد مستقبلا في بناء المجتمع
لذا قررنا نحن بغلق التحقيق وصياغة المحضر الرسمي في ساعته وتاريخه
عبد الحميد امضي علي المحضر

الأحد، مايو ١٥، ٢٠٠٥

اضرب الجرس

" إذا لم تعمل ما تحب ، فحب ما تعمل " لكن ماذا تعمل لو لم تستطع أن تحب ما تعمل؟
الخطوات الثقيلة من الباب الحديدي إلي الفناء – الصغير – استوقفتني للمرة الألف اللافتة الخشبية المكتوب عليها " حنك السبع " وهي تشير للاشئ . بالحديقة المنزوية بجانب الباب الحديدي العملاق
نفس الشعور والإحساس انتابني مع تدافع – الصغار – للفناء الضيق لسماع الجرس ، لكنني لا أحمل شنطة الكتب هذه المرة
مدرسة صفا ، مدرسة انتباه ، ومع كل مرة أكاد أردد " الله اكبر " " مصر " – دون حرف الراء الأخير – لكنني أتراجع باضطراب ، يوخزني الدفتر الذي أحمله وقد دونت عليه أمام اسم المدرس " مصطفي طه" ، المادة " علوم "
خطوات أثقل وأثقل كل يوم ، الفناء يزداد ضيقا ، الدفتر يكتظ بالتوقيعات " نظر مع الشكر ، مدير المدرسة ، المدرس الأول ، وبالقلم الأسود نظر دون شكر ، ورجاءات متكررة للاهتمام بالتحضير ومطابقة عنوان التحضير مع السبورة والالتزام بتوزيع المنهج والأهداف العامة للمادة ، ومراعاة أن تكون الدرجات المدونة فعلية ، وعدم إعطاء صفر لأي طالب ، تحت أي ظرف "
ولا يزال الجرس يرعبني ، ويفقدني اتزاني عند سماعه ، وأكاد انطلق مع الصغار
" حاول أن تحب عملك " وفي اللحظة التي أحاول أن أحب فيها عملي يأمرك المدير بدفع – إتاوة – الدروس الخصوصية – التي لا تعطيها أصلا –
" حاول أن تحب عملك " بأن تجبر صغار علي الدفع لتزيين الفصل
" حاول أن تحب عملك " وأنت تحاول ذلك جاهدا ، وفي الأثناء التي تنغمر – كلك – لتحبه ، لتندمج مع صغار – اعتقدت أنهم أبناؤك أو اخوتك – فتؤدب صغيرا تطاول عليك ، تقفز لك كل الدنيا " ممنوع الضرب " فتستجيب يائسا لا تملك إلا أن تأمر بضرب الجرس ، ذلك الذي يرعبني ويفقدني صوابي
13/12/2003

عطش

كنت في طريق عودتي للمنزل حينما قررت فجأه الولوج للمسجد لاصلي ، وبالمره اغسل غبار الطريق ، توجهت لدورة المياه
خد ايدي يا ابني
اخذت يده بلا مبالاه
كاد ان يطير من بين يدي لبصل للحنفية ، ابتلعها في فمه ، بينما كنت في طريقي لاقضي حاجتي، حينما فرغت كان لا يزال يبتلع الحنفية،
يخرب بيتك دا انت كنت هتفرس من العطش
حدثت نفسي
توضأت ودخلت اصلي
فرغت واتجهت لحذائي
خد بايدي يا ابني
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هذه المره كان لزاما علي ان اسأله لانني رايته يمص فردة شراب
في ايه يا حاج ؟ مالك؟
لن انسي مسحة الحزن التي اعترت وجهه
ابدا ما فيش
قللي يا حاج انا زي ابنك اه اللي تاعبك؟
تاعبني؟
ايوه اوديك مستشفي؟
لا خد بايدي يا ابني
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كنت قد اصررت ان اعرف
يا عم قللي
اصل يا ابني انا .................. ؟
ما برتويش

السبت، مايو ١٤، ٢٠٠٥

أصداء داخلية

- أنت مفسد ولا سبيل لصلاحك
- لا .. أنا أصلي بخشوع ، دون رياء كغيري
- إحساسك أنك أفضل من غيرك ، هو الفساد
............
حزين ، لسماعي خبر وفاة زوجته ، تسافر دائما بالقطار ، لماذا اختارت العربة هذه المرة ؟
...............
- هل أنت حزينُ حقاً لحزنه؟
- بالتأكيد
- أنت كاذب ومدّعي.
................
حجرة المدرس زحمة ، نلتصق ببعضنا – عن رضا - ، نتسابق في الإجابة علي أسئلته المكررة ، ما هو السبب في ارتفاع درجة الحرارة في العالم ؟ ، في صوت واحد ، ثقب الأوزون
......................
- أنت تكرهه
- لا ، أحبه ، إنه صديق عمري
- لذا أنت تكرهه
..................
ناظر المدرسة يأمر بغلق الباب ، نتسلق معا السور ، نهرع للفصل ، قبل الحصة الأولي ، نجلس معا ، بالدكة الأخيرة
..........................
- لماذا تريد حفظ القرآن ؟
- لأنه كلام الله
- بل لأنه يحفظ الكثير منه
..............
اليوم الأول بالجامعة ، نتعرف معا علي الرفاق الجدد ، أقدمه لهم ، أثني عليه ، ننظر بخبث لبعضنا ، مع أول حوار مع فتاة
.....................
- لماذا لم تقم علاقات مع الجنس الأخر ؟
- لأنني غير مقتنع
- أم أنك تريد الاختلاف عنه ؟
...............
اليوم الأخير بالجامعة ، نلتقط الصور التذكارية ، أكثرها يجمع بيننا ، - رغم أننا لا نفترق
.....................
- ما الذي أعجبك بالعاصمة ، للعيش بها ؟
- إنها القاهرة ، بالإضافة لظروف عملي
-
إنها حيلة للابتعاد عنه
.......................
مرتديا – لأول مرة – البدلة ، أجلس – بمفردي – بالأوبرا ، تأخذني الأضواء والألحان ، المنبعثة أمامي ، أنتفخ نشوة لهيئتي
.........................
- لماذا تعقد من أسلوبك في الكتابة؟
- إنها رمزية ، ليست أكثر
- إنك تريد أن تشعره بالعجز ، وضيق العقل
..........................
تعيس ، رغم أن الاحتفال مقام لي ، لنيلي جائزة الإبداع الأولي ، عن آخر أعمالي الأدبية
...........................
- هل تعرف أن، أهل قريتك يحبوه أكثر منك؟ مع أنك صرت مشهورا عنه
- إنه أمر يسعدني ، إنه صديقي
- أخبرتك ، لأنه صديقك ، أنت تكرهه ، وتحقد عليه
...........................

دموعي تسيل ، وأنا علي منصة التتويج . والتصفيق الحاد ، يخرق أذني ، أحتضن الجائزة ، غائبا عن المكان والحاضرين ، يرن بذاكرتي
أنت كاذب ومدعي ، لذا أنت تكرهه ، بل لأنه يحفظ الكثير منه ، أم أنك تريد الاختلاف عنه ، إنها حيلة للابتعاد عنه ، إنك تريد أن تشعره بالعجز ، وضيق العقل ، لأنه صديقك أنت تكرهه ، وتحقد عليه
والتصفيق الحاد لا ينقطع
12 مايو 2002

افتعال

الحيرة ، القلق ، الملل ، وإحساسك بالاضطراب ، وأنت تنزلق ، في الكتابة ، تجلس لعدة مرات ، تدخن ، الكثير من السجائر ، تمسك بالقلم ، تحاول إزالة البياض المصنوع من فراغ أوراقك ، الفشل في أن تصنع ذلك ، يشعرك بالاستسلام ، تغادر مقعدك ، وأوراقك البيضاء ، قلمك ، منزلقا ، بحثا وراء قصه
...................
حاجبها المعقوف ، هز مشاعري الباردة ، ثم لم تلبث – نفس المشاعر – أن تتحرك ، مع حركة الشعر الناعم المتطاير ، واهتزاز الجسد البض ، مع توقف مترو الأنفاق ، - في تأكيد آخر لنظرية القصور الذاتي للأجسام ، ودحضا لفكرة قصوري الذاتي عن الالتفات للأنثي-
هرولة الأقدام ، تزاحمها ، لم يمنعاني من متابعتها ، بعد هبوطنا . لأكتشف أنني في محطة السادات ( التحرير ) !! ، التردد في مراقبتها ، والخجل من نفسي ، يمحوه الشعور بأني أمسك أول خيوط القصة الجديدة .
التفاته منها ، أشعلت الحريق بثلوج إحساسي ، اخترقت وراءها الشارع ، لأتابعها ، وهي تمرق ، لتكون محطتها الأخيرة ، أتيلييه القاهرة . لحظتها انتبهت لحملها لوحة خشبية ، ملفوفة بأوراق . جلست أمامها ، وهي تلتفت لي ، بين حين وحين ، مندهشة ، معبرة عن الاندهاش ، بتحريك حاجبها المعقوف ، وشفاها . يبدو أنها ماهرة ، التفتت التفاته خاطفة ، وفاجأتني
انت عايز ايه؟!!!!!
ادعيت الاستغراب – حضرتك بتكلميني؟!
الابتسامة الماكرة ، وحركة العيون الثابتة ، دفعتني للانهيار – أبدا مجرد صدفة ، هي اللي خلتنا نتقابل من محطة المترو لحد هنا
ابتسامة أكثر مكرا ، وثباتا للعيون المتحركة ، دفعتني للغيظ – إيه؟ مش مصدقاني؟ ممكن تسألي بره أنا جاي ليه ؟
أحضرت حقيبتها ، ولوحتها ، وعادت لتجلس لجواري ، ابتسامة صافية ، وعيون مغازلة ، دفعتني للصفح
انت رسام؟ لا كاتب
شاعر؟ لا كاتب ، وحضرتك؟
فنانة تشكيلية بتيجي هنا كتير ؟
طبعا !!!!!!! انت اللي أول مره أشوفك هنا
فعلا أنا جاي حسب ميعاد
تأكدت أنها ماهرة ، لاحظت أنني أسطو علي ملامح وجهها ، وانحناءات ، وتقاطيع جسدها بنظري ، فتغافلت
ايه اللي عجبك في؟؟؟؟؟؟
اندفعت ، كلك ، ملأني غرور الفاتحين ، لضحكتها العالية الموحية
انسجمت ، أشعلت لها سيجارة – من علبتي - ، وكررت السطو علي وجهها ، وجسدها ، دون أن تكتشفني ، فانتشيت .
مدت يدها ، تعبث بشعر يدي ، فارتعشت
انت مستني مين ؟ - محمد مستجاب
الصعيدي أبو جلبيه؟ - تضايقت
انا برضه صعيدي !
والله ؟! ايه رايك في الحب؟
توترت ، - أنا ما حبتش قبل كده
ضحكتها العالية أعادتني للغيظ
بقولك ايه رأيك في الحب ؟ مش حبيت ولا لا ؟
وايه الفرق ؟ - آه انت صعيدي بجد بقي !!!!!
زاد غيظي ، رغم أنني لم أتوقف عن سطو جسدها
تعرف فان جوخ؟ - المجنون ؟1
فتضايقت ، وفرحت
- ممكن اخد تليفونك؟
- انتي اسمك ايه ؟
- شريفه
فضحكت ، فاغتاظت ، وسررت
- انت نزلت ورايا من المترو ليه ؟
- فأنكرت
- ايه رايك نخرج؟
- ماينفعش ....... انا متجوزه
قهقهت ، انصرفت ، وأنا أسطو علي مؤخرتها – دون أن تراني – فانتعشت
بعدها ، عدت للحيرة ، القلق ، الملل ، وإحساسي بالاضطراب ، وأنا انزلق ، في الكتابة ، جلست لعدة مرات ، أدخن الكثير من السجائر ، أمسك بالقلم ، حاولت إزالة البياض المصنوع من فراغ أوراقي ، فشلت في صنع ذلك ، شعرت بالاستسلام ، غادرت مقعدي ، أوراقي – البيضاء – قلمي ، و ..........
انزلقت أبحث عن قصة
1/12/2002